المقالات

ابو ريشة والمشهداني .. يخطان بريشة ماسية نهج العراقي الغيور


( بقلم : ناهدة التميمي )

الدكتور محمود المشهداني من جبهة التوافق كما هو معروف للجميع.. ولكنه منذ اليوم الاول لتسنمه رئاسة البرلمان العراقي ... تصرف على انه مسؤول في الدولة العراقية ويمثل كل فرد فيها .. ونسي تماما انه ينتمي الى حزب او فئة او طائفة ووضع نصب عينيه حقيقة واحدة وهي انه يمثل العراقيين جميعا.

وقد شاهدت الدكتور المشهداني في لقاء تلفزيوني مع احدى الفضائيات الطائفية في بداية الانتخابات البرلمانية وقد حاولت المذيعة استدراجه الى امور اخرى.. فما كان من الدكتور المشهداني الا ان رد عليها بقول واضح .. منذ هذه اللحظة وانا اعتبر كل عراقي سني او شيعي عربي ام كردي تركماني او مسيحي او صابئي او يزيدي او من اي طائفة اخرى الجميع انا امثلهم وهم امانة في عنقي يجب ان ارعى مصالحهم واحافظ عليهم . وكان بالفعل سلوكه وتصرفه طوال الفترة الماضية يجسد هذه الحقيقة الرائعة .. انه يمثل العراق والعراقيين جميعا بكل تلونهم العرقي والمذهبي الجميل وبانه لافرق لديه بين شخص واخر الا بقدر حبه وخدمته للعراق.واليوم راينا الدكتور المشهداني وهو يقرأ نبأ استشهاد عمال البناء المساكين ويصفهم بالقاصدين باب الله من الكسبة والفقراء والبسطاء وقد بدا الالم على قسمات وجهه الانساني العطوف وهو يستذكر عوائل هؤلاء الشهداء وكم مرة قد يكونوا ذكروا اسم الله الكريم وهم يتوجهون الى المسطر ليرزقهم بقليل من المال ليسدوا به رمقهم ورمق عوائلهم المحتاجة .. ثم فاض به الاحساس الانساني حتى لعن من قتل هؤلاء بغير ذنب يذكر وقال هؤلاء لم يكونوا من الارهابيين او الصفويين او القادمين على ظهور الدبابات كما تزعمون.. فاللعنة على من قام بهذا الفعل الدنيء.

هنا وفي مواقف سابقة اثبت المشهداني انه مسلم ومتدين حقيقي يعرف معنى حرمة الدم الانساني وحرمة الدم المسلم واثبت انه يدرك تماما للمسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقه مسؤولية العراق بكل تاريخه وامجاده وحضاراته وتنوعه العرقي والمذهبي والديني ... فاليت الجميع كانوا كامشهداني حبا وغيرة على العراق وحرصا على دماء ابنائه.

اما البطل ابو ريشة .. فقد ادرك بفطرته السليمة وعراقيته الاصيلة واندفاع الشباب فيه .. ان الامر اكبر من سنة وشيعة ومن صراع طائفي او عرقي او مذهبي .. وعندما حمل القرأن مقسما انه يريد مصلحة اهل الانبار فقد كان صادقا .. فهو لايدافع عن السنة فقط او عن الشيعة او عن الحكومة وانما ادرك ان التهجير القسري والقتل على الهوية واشاعة الموت والرعب انما المقصود به .. اشاعة عدم الثقة بين الطوائف والمكونات حتى يهجر بعضها بعضا وتنعدم الثقة والصلات بينها وهذه بداية العزل الطائفي ثم التقسيم مما سيجعل منطقته محرومة من اي عوائد نفطية او موارد .. وكذلك سيجعل الشيعة معزولين في منطقتهم ومحاصرين بحجة محاربة المد الايراني على الخليج من خلالهم .. وادرك ان المعركة ليست بين الشيعة والسنة اطلاقا ... بل بين الشعب العراقي الثائر بكل مكوناته والمتطلع الى فجر الحرية وبين البعثيين والتكفيريين الذين يعملون لصالح البعثيين واصبحوا الاداة لتنفيذ هذا المخطط .. فقرر ومن معه من ابطال الانبار التصدي لهذا المخطط ومقاوته حبا في العراق والعراقيين ايضا

اليوم ابو ريشة والمشهداني والرجال الحقة مثلهم يسيرون على خطى خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وارضاه لانهم مسلمون حقيقيون لايلبسون عباءة الدين والمذهب لاشاعة القتل والرعب والدمار . هذا هو الفرق الهائل بينهم وبين من لبس عباءة الدين وتعمم بالمذهب وهو يتبع نهج يزيد.ناهدة التميمي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Dr. Ali
2006-12-13
Ahsanti ya uchtee
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك