المقالات

الشراكة الوطنية تعني الإيثار لا المناصب


عمار العامري

يبدو أن التوافق على تشكيل الحكومة العراقية من قبل الكتل السياسية لم يكن الهدف الأساسي منه هو إيجاد حكومة توافقية يشارك فيها الجميع من اجل بناء الدولة العراقية الجديدة والتي تلبي احتياجات المواطن وتنهض بالدور الريادي للعراق على الصعيدين الإقليمي والدولي وتعيد العراق مكانة في المنظومة الإسلامية والعربية ولكن الظاهر أن اغلب المشاركين أرادوا منها أن تكون سلم لتحقيق الأهداف ضيقة والحصول على غنائم تقاسم السلطة وباتت شماعة لتعليق الفشل أو التقصير لذا أن المتابع لتكوين الكابينة الحكومية والتي زاد عددها على(55) وزارة وهيئة يبين من نتائجها المعكوسة في تجسيد لحالة الفوضى السياسية والترهل الحكومي والهدر في المال العام والذي لم يرق للمرجعية الدينية والتي تحفظت على هذا البناء ناهيك عن تحفظها على وجود بعض العناصر الساعية لنزف العملية برمتها لذا أصبح المنتقدين لهذه الأخطاء يوجهون لومهم على الشراكة الوطنية التي لم تكن هي السبب في ما أصاب العراق من تراجع وتلكأ وحراك في كافة المجالات فان الفساد الإداري والذي بات اكبر الحيتان كما يعبر عنه التي ابتلعت ثروات العراق وكذا التقصير الواضح في توفير الخدمات وما يرافقه من تكثيف إعلامي غير مبرر لأبسط ما يمكن إنجازه وصيرورته بإنجاز استراتيجي في حقيقة أمره لا يعبر عن ابسط طموحات الشارع العراقي والذي أصابه الغليان نتيجة عدم تحسن الظروف لذا فان الشراكة التي نادت بها بعض الكتل السياسية ليس هي التي أوصلت البلاد لهذا الحال ولكن أريد من تعزيز الشراكة هو عبور هذا المحطة المهمة من تاريخ العراق بدون تخاصم أو تنافر مما يؤدي إلى خلق حالة من التشاحن والتصعيد التي من المؤكد أن ترجع البلاد إلى المربع الأول كما أريد من الشراكة تعاون جميع الشركاء في العملية السياسية في بوتقة واحدة لتبادل الآراء والتشاور والتقارب والخروج بالية لبلورة القرار السياسي وعدم الانفراد به والخروج بالعملية السياسية مساراتها المرسومة لها وقد تجسد ذلك في اتفاق اربيل الذي رسم خارطة الطريق واضحة المعالم ولكن شركاء السياسة العراقية قد وقعوا في منعطف حاد وصبحوا أمام أما أنهم لم يختاروا الجهة المسؤولة التي ستكون المراقب والمتابع والمشرف على تنفيذ الاتفاق وتعديل مساراته والتحذير من الخروج عنها أو أن هناك ثمة عدم ثقة راسخة في أذهان المتفقين والتي اكتنفت في انفراج الإطراف عن بعضهم بعد التوقيع على الاتفاق لذا باتت الاتهامات والتصعيد تأخذ المأخذ السلبي على الاتفاق الذي مهد لذلك ويبدو أن هناك جهات داخل العملية السياسية لم تخدمها كل مقررات اربيل وانطلاقا من تبريراتهم لكل العقبات كانت هناك محاولات إلقاء الكرة دائما في ساحة البرلمان لكسب الوقت والمماطلة في إيجاد الحلول لذلك مع أن جميع المراقبين يؤكدون أن البرلمانيين ليس هم ألا أداة لتنفيذ ورقة الاتفاق والدليل قد رفعت الأيادي للتصويت على الكابينة المترهلة والتي تضجر الجميع منها بعدما تم تشكيلها ولم يحصل أي امتناع ولا حتى قناعة أكثرهم في تحقيق كل بنود الاتفاق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك