المقالات

دماء العراقيين الأبرياء تنتصر على سيوف الطغاة والأعداء


سالم كمال الطائي

لا شك أن العراقيين هم أول المنتفضين ضد الظلم وحكم الطاغية "صدام حسين" صنيعة الأمريكان والغرب أنفسهم!! وفي مناسبات عديدة وكلما سنحت لهم الفرصة أو ضاقت بهم الأحكام الجائرة وضيقت عليهم حلقات الكبت والحرمان والتعسف ولم تخيفهم نتائج التحدي والانتفاضة ضد حكم البعث الجائر, وكادت انتفاضة عام 1991 أن تكون ثورة عارمة حاسمة لولا اختراقها من عناصر فاسدة وجدت في تلك الانتفاضة فرصة للسطو والسرقة والنهب والتخريب والتدمير مما أفسد خطط قادة تلك الثورة ولم يستطيعوا السيطرة على زمام الأمور؛ الواقع الذي حدا بالقيادة السياسية للقوات الأميركية والحليفة لها أن توقف الزحف العسكري لإسقاط نظام البعث الصدامي في بغداد؛ بل سمحت لما تبقى من قوات صدام أن تعود لساحة المعارك وتسحق تلك الثورة سحقاً ماحقاً وذهبت ضحايا كثيرة وسالت دماء زكية طاهرة وهرب اللصوص والقتلة والمجرمين إلى الحدود السعودية وتعرض المرابطون وأبناء الشعب الباقين إلى حملة إبادة دامية والقتل بالجملة في شوارع البصرة أقضيتها ونواحيها ثم سرت تلك الحملة الحاقدة بقيادة القطاعات المهزومة!! من الجيش "الصدامي" إلى أن صفيت تلك الثورة بقرار سياسي من القيادة الأميركية وسمح لعميلهم "صدام" أن يبقى سنين أخرى ولكن "تحت السيطرة"!! ومن أقوال "بوش" التبريرية لذلك الموقف الجبان والغادر أنه "لو قضينا على "صدام" في تلك الفترة لأصبح رمزاً للقادة العظام في الأمة العربية!! ولخلق لنا موته متاعب ومشاكل مع "حلفائنا" في المنطقة نحن في غنى عنها.. دعوه يموت رويداً رويدا وتحت أنظارنا وإرادتنا", والسبب الآخر هو الخوف من سيطرة "الشيعة" لصالح إيران!.

لقد أصاب العراقيين أذاً كثيراً وسالت دمائهم البريئة تشكو إلى بارئها! ظلم الإنسان "لأخيه" الإنسان!, إلا أن حكم القدر! لم ينس صرخات المظلومين وبكاء الأمهات وحسرة الآباء على أبنائهم بل وعائلاتهم وأطفالهم الذي قتلوا وذبحوا ودفنوا جرحى وأحياء انتهوا في مقابر جماعية عرفها واستنكرها الرأي العام العالمي ذو الضمير الحي؛ وأنكرها الرأي العام العربي ذو الضمير الميت ؛ وأنصار "صدام" وحلفاؤه والمرتزقة والمنافقين والجبناء الذي فقدوا الجرأة وقول الحق خوفاً من بطش الطاغية المجرم الجبان "صدام حسين" أو طمعاً في ماله وهداياه وما ينفقه من أجل تزييف الواقع وطمس الحقائق الواضحة.

ودارت الأيام وحدثت الثورات في "تونس" و "مصر" و"ليبيا"و "اليمن" وسوف تليها المغرب والجزائر وكل القادة والحكومات التي سكت عن ظلم "صدام" وقسوته وكذبت كل الحقائق والوقائع التي تدين وحشية وقسوة النظام البعثي الصدامي في العراق والتي عرفها وعاشها الشعب العراقي المظلوم بكل تفاصيلها المؤلمة؛ إلا أن الكثير من شعوب تلك الحكومات وأجهزتها الرسمية كانت تكذب وتستنكر ما يقال عن "القائد الضرورة" وظلمه وكانت تمجد الزعيم الأوحد ووالي أمر المسلمين!! بدوافع لا إنسانية ولأسباب إما قومية عمياء أو طائفية غبراء! أو مصلحية دنيئة أو خوف وجبن! أو من أجل الحصول على "البطاقات النفطية" الشهيرة!! والثمن هو الاستهانة بدماء العراقيين والحقد عليهم لأنهم يناضلون من أجل التخلص من طاغية ظالم, شاء القدر أن يكون مصيره يقرره أسياده والذين أتوا به في ظروف كانوا بحاجة إلى ابن شارع ومجرم محترف وشاب طموح!! يسعى لتحقيق هدفه بأي وسيلة فكان الخيار يقع على "صدام حسين" ومن ثم أصبح "صدام حسين" بعد أن طغى وتكبر أنه {عميل تمرد على أسياده فحق عليه القول فدمروه تدميرا في الوقت المناسب}!!؟

أولئك القادة الجبناء الخونة والعملاء في نفس الوقت وقسم كبير من أبناء شعوبهم الجهلة والمتخلفين والحاقدين على العراق وأهله يدفعون اليوم ثمن جهلهم وحقدهم على الشعب العراقي ونصرتهم للنظام البعثي الصدامي ؛ وثمن عمالتهم وعبوديتهم لما يسمى قائدا مثل "صدام حسين" ابن شارع متشرد!! كان عميلا وأصبح زعيما؛ وحل بهم الغضب الإلهي وثأرت السماء للمظلومين في العراق على أيدي حثالة المجتمع العراقي؛ فاليوم يتساقط قادتهم سقوطاً مهيناً ويذلوا ذلا ما بعده من ذل, وينال الظالمون منهم والجهلة والمتخلفون والسلفيون والمجرمون الذين كانوا يناصرون الطاغية الظالم "صدام" وعصابته في العراق؛ ينالوا عقاباً ثقيلا جزاء ما اقترفوه من جرائم ضد الشعب العراقي, فلقد دارت الدوائر عليهم ولن تدور علينا لأننا ثرنا هنا في العراق ووضعنا أسس ومنطلقات الثورة في تلك البلدان وقد باشر الثوار الشرفاء من الشباب فيها بهدم تلك النظم وإطاحتها وعملائها الفاسدين وعلينا أن نمد لهم يد العون والمساعدة والمساندة لأنهم يسعون للقضاء على تلك الأنظمة التي كانت تساند نظام البعث الصدامي في العراق رغم علمهم بأنه ظالم وقاس فضيع ولكن ملة الكفر والطغيان واحدة يشد بعضهم بعضا!! أذلهم الله في الدنيا والآخرة والنصر والنجاح والتوفيق لشباب الثورة في كل مكان عسى أن يعرفوا الحق فيتبعوه وينكروا الباطل فيتجنبوه. وإن تنصروا الشعب المظلوم ينصركم ويسند ظهوركم ومن الله التوفيق.

وقرة عين المظلومين فقد دفع الظالمون الثمن غالياً مؤلما وسوف يدفعون...!.. وبعد الحبل على الجرار!!؟ وعلينا نحن الآن في العراق أن نستمر في ملاحقة القتلة والمجرمين ونقضي عليهم بسلاح فتاك إلا وهو الوحدة الوطنية ترعاها حكومة متماسكة يجب مساندتها لا التآمر عليها والتظاهر ضدها, كما أن دعوات التظاهر ضد الحكومة باءت بالفشل الذر يع ولم تجد لها صدى واسعاً وتضاءلت جمعة بعد جمعة!! لأنها إرادة أعداء الشعب العراقي وعناصر النظام البعثي المهزوم والشعب العراقي يعرفهم جيداً ويعرف نواياهم الشريرة فلا تناصروهم لأنهم دعاة شر وجريمة يقف وراءهم كل قوى الشر والتآمر..إلا فئة قليلة تطالب بقضايا يمكن مساندتهم ودعمهم والطب من الحكومة الاهتمام بتلك المطلب وحلها وهي ليست عصية الحل أو صعبة التنفيذ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك