المقالات

جريمة العصر والعصور


احمد عبد الرحمن

قبل عامين اكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم في مؤتمر بمحافظة البصرة بمناسة اليوم الوطني للمقابر الجماعية "ان من الضروري توثيق المقابر الجماعية, والتأكيد على وضع ثقافة خاصة بها امام الشعب بما فيها وضعها في المناهج الدراسية".ونحن اذ نحيي اليوم الوطني للمقابر الجماعية، الذي اقترن بأكتشاف اول مقبرة جماعية في العراق بقضاء المحاويل التابع لمحافظة بابل ضمت رفات اكثر من الفي شخص، من المهم جدا ان نتوقف عند واحدا من اكبر واهم واخطر الملفات التي خلفها لنا نظام البعث الصدامي المقبور، فهذا الملف ينطوي على ابعاد انسانية وسياسية وثقافية وتأريخية عديدة.ولعل النقطة الاهم فيه، هو هل ان ضحايا المقابر الجماعية نالوا حقوقهم المعنوية والاعتبارية والمادية بعد ثمانية اعوام ونيف من سقوط صانع تلك المقابر؟.وقد لانحتاج الى وقت طويل للاجابة بالنفي على التساؤل الانف الذكر، وهذا بلا شك يؤشر الى وجود قصور وتقصير من قبل الجهات الحكومية-الرسمية المسؤولة، التي ربما تكون قد اولت في بعض الاحيان اهتماما بالمساهمين بصنع وايجاد المقابر الجماعية اكبر من اهتمامها بضحاياها.وقد لانحتاج الى وقت طويل للاجابة بالنفي ايضا على تساؤل اخر هو هل نجحنا حتى الان بتوثيق المقابر الجماعية واعدادها بلغت بالمئات حتى الان بطريقة تساهم بأبراز جانب غير قليل من التأريخ الدموي والاجرامي لنظام البعث الصدامي البائد؟.وعلى الارجح فأن الاجابة ستكون بالنفي ايضا على التساؤل القائل، هل بات ابناء الشعب العراقي على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم يتمتعون بالمعرفة والاحاطة الكافية بالمقابر الجماعية، تتجاوز النظرة السطحية وربما التسطيحية؟. ولن تختلف طبيعة الاجابة على تساؤل اخر هو هل دونا ووثقنا تفاصيل وجزئيات وحقائق ذلك الملف وفق منهجيات علمية تمتاز بالصدق والموضوعية ،تتيح للاجيال المقبلة الوقوف على مظهر من مظاهر الحقبة الديكتاتورية الصدامية؟.في ذات الوقت فأنه من غير الانصاف ان ننكر ونتجاهل جهود ومساعي طيبة وخيرة اضطلعت بها جهات حكومية وغير حكومية في هذا الجانب، بيد انها ارتباطا بحجم وحساسية وطبيعة ذلك الملف تبقى دون مستوى الطموح، وعلينا دائما استحضار تجارب الامم والشعوب الاخرى التي وثقت جرائم انظمتها الديكتاتورية-الاستبدادية بصورة واضحة ومعبرة ومؤثرة عللى الدوام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2011-05-16
تحية وقبلة لكل ذرة تراب غطة اجسادكم الطاهره ياشهداء العراق المقابر الجماعية....ايتها الشموع التي اضأئت درب الحرية..لزهير ومصطفي وابراهيم وحسين وفاضل وسامان وفلاح وعلاءوكاظم وصادق وضياءوباقروجعفر وحيدر وماجد وسلام وسلمى وناهده وامل وزينب وفاتن وفريدة وهاجر وميسون وشذى ورواء وجميل وجلال وجمال وهناءومحمد وطه وعمران وصباح ورسول وضياء وسعدون وجابر واحمد وطارق ووو.. والالوف من شهدائنا الذين سقطوا على يد اكبر دكتاتور دموي ومجرم. الاجر والثواب لكل من يقرأ سورة الفاتحة على شهداء المقابر الجماعية....
زهراء محمد
2011-05-16
هل الحكومة اهتمت بالمقابر الجماعية او حتى بذكراهم في هذا اليوم؟؟اقول كلا وكلا بل هناك من يطلب النسيان وطيه؟! والذي هذه المقابر الجماعية لان يداه ملطخة بدماء شهدائنا..اقيمت مؤتمرات تقال عنها للمقابر الجماعية لكنها بالاصل من اجل الجاه والمنصب والحصول على الاموال لاغير كما رايناهم في تلك المؤتمرات الخيبانه سوى في اربيل او في لندن فأنها اقيمت لمجموعه معينة يالها من ظلم وقساوة حتى قي مماتهم ؟؟صدام قتل من الكرد الفيلية والعرب من الشيعة والتركمان كلهم في حفرة واحدة؟ لكن اصحاب العهد الجديد فرقوهم واحدا
زهراء محمد
2011-05-16
رقي البلدان وتطورها عندما تحترم شهدائها سوى الذين سقطوا خلال الحروب.. او نتيجة دموية دكتاتور طائفي مستهترخرج من درابين مظلمه حتى لاتعرف اصله وفصله!!حفراً وحفرا تتكوم فيها اجساد شهداءنا واحبتنا في عموم العراق..اليوم بعد ان ذهب وركن الى مزبلة التاريخ. فتحت تلك المقابر الجماعية في تربة العراق وحتى بعثرت رفاتهم هنا وهناك دون مراعاة لمشاعر اهاليهم.. كان الاولى من الحكومة ان توفر معامل ومختبرات متحركة في تلك الاماكن وبمساندة وزارة حقوق الانسان وبعض لجان لعالمية كما حدث في كردستان واعتقد البصرة ايضا. 
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك