المقالات

عودة .. وليست كأي عودة


احمد عبد الرحمن

في مثل هذه الايام قبل ثمانية اعوام عاد شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره الشريف) الى وطنه بعد رحلة جهاد سياسي وعسكري وفكري وثقافي في المهجر امتدت لما يقارب النصف قرن من الزمن.لم يعد شهيد المحراب الى وطنه بطائرة خاصة لتقله من هناك الى احد مطارات البلاد، وليفرش له السجاد الاحمر ويحظى بأستقبال كبار الساسة والمسؤولين في ذلك، بل اثر ان يعود الى وطنه والى اهله واخوانه وابناءه بطريقة اخرى تغيب عنها مظاهر البروتوكول والابهة والفخامة، وتحضر فيها العفوية والبساطة ومشاعر المحبة والالفة والحميمية بأصدق معانيها وتجلياتها.ومسيرة العودة من التي امتدت من احدى النقاط البعيدة النائية في محافظة البصرة وحتى محافظة النجف الاشرف حيث رحاب امير المؤمنين عليه السلام، ومركز الحوزة العلمية والمرجعية الدينية، مثلت محطة مهمة -بل وفي غاية الاهمية-في تأريخ جهادي طويل لشهيد المحراب تجاوز النصف قرن من الزمن.في تلك المسيرة تجلت المكانة السامية والموقعية البارزة لشهيد المحراب في نفوس ابناء الشعب العراقي، وتجلى واتضح الولاء الحقيقي لابناء هذا الشعب لقياداتهم ورموزهم السياسية والدينية التي قدمت الغالي والنفيس من اجل عزة وكرامة وحرية هذا البلد وابنائه بكل مشاربهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم.وحينما عاد شهيد المحراب بعد وقت قصير جدا من سقوط نظام البعث الصدامي المقبور وبالطريقة التي تمت بها تلك العودة الميمونة فأنه -قدس سره-انما اراد ان يوجه رسالة واضحة لالبس فيها ولاغموض مفادها ان سقوط نظام البعث الصدامي مثل نهاية مرحلة، وبداية مرحلة اخرى لاتقل اهمية وخطورة وحساسية عن سابقتها، وهي تتطلب توظيف كل الطاقات والقدرات والامكانيات لمواجهة التحديات والمصاعب التي يمكن ان تظهر في مسيرة البناء والاعمار والاصلاح والتغيير. وان المرحلة الجديدة لاتحتمل الاسترخاء ولا الدعة ولا الراحة، بل انها تتطلب مواصلة المسيرة بزخم اكبر وفاعلية اكثر وارادة اقوى، وهذا ما ترجمه شهيد المحراب منذ اللحظات الاولى التي وضع اقدامه على ارض الوطن وحتى اخر لحظة من عمره الشريف حينما رزقه الباري عز وجل بالشهادة بعد اكثر من ثلاثة شهور على عودته الميمونة والمباركة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد التميمي
2011-05-14
فقدناك يا حكيم ال حكيم من بعدك فقدت الساحه السياسيه علما ونجما ساطعا واصبح افزام السياسه يتصارعون على منبر التصريحات مازالت كلماتك في البصره تصدح في اذني وانت تبكي من فرحه لقاءك بالاحبه حين قلت .جئت لكي امسح دموع الاطفال والضعفاء .رحمك الله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك