المقالات

مسلسل إذلال الكفاءات العائدة في وزارة التعليم العالي


عماد جاسم

يكرر المسئولون دعواتهم بأهمية عودة أصحاب الشهادات العليا من الأساتذة الجامعين لكن العراقيين يعرفون أنها لا تخرج من كونها مجرد تصريحات إعلامية بعيدة عن أي تطبيق عملي على ارض الواقع

لان الواقع المر في وزارة لا تحترم العلماء والكفاءات يدير أقسامها مدراء من أحزاب متناحرة لا تتفق إلا باتخاذ كل الإجراءات التي من شانها إذلال من صدق تصريحات المسئولين وجاء بخبرته ليساهم في بناء بلد يعاني الخراب

مدراء وزارة التعلم العالي إن وجدوا في مكاتبهم فأنهم يرفضون مقابلة أي مراجع وكل مسئول اختار السكرتارية بعناية فائقة حيث الوجوه العابسة وممن يحسنون اختيار مفردات الاهانة والاستهانة وغالبا ما تتكرر مفردات (حجي وعمي ويمعود) للأساتذة العائدين الحالمين بقدر معقول من الاحترام مثلما موجود في بلدان مجاورة على اقل تقدير

رحلتي مع اساتذة عادوا من ليبيا مؤخرا بعد أن خسروا كل ما يملكون وحرقت دورهم في معارك مصراتة الليبية رحلتي معهم للاطلاع على واقع المعاملة الاذلالية المهينة لتلك الكفاءات العراقية التي كثيرا ما كان يناشد بضرورة عودتهم رئيس الوزراء والبرلمان والقوى السياسية هذه الرحلة

وضعتني أمام صورة مرعبة لتوجهات موظفين ومدراء في وزارة التعليم العالي تتقصد تنفيذ سياسة

غير مفهومة وغير مبررة في وضع كل العراقيل بل والتعامل بروح عدائية لا يصدقها إلا من تجول مع دكتور وأستاذ جامعي عائد يردد عبارات الاستكانة المؤلمة ( العفو ابني....صار ابني ...ممكن اشوف الاستاذ.....اكدر انتظرة اذا هو باجتماع ...) وما أكثر تلك الاجتماعات في وزارة تكره تقديم تسهيلات للأساتذة وأبناءهم العائدين ممن يطمحون ان يكملوا دراستهم في الجامعات العراقية بعد أغلقت الجامعات في ليبيا التي تضم اكبر الجاليات العراقية التي عادت بمساعدة المنظمات الإنسانية

وكان يفترض بوزارة التعليم العالي أن تلتفت فقط كيف استقبل أصحاب الشهادات في البلدان المجاورة وكيف حظوا بالاحترام منذ أن دخلوا ارض المطار معززين مكرمين في حين يقف جموع الأساتذة العراقيين في استعلامات وعلى بوابات الإذلال عند مدراء أقسام وزارة تعطي صورة تستحق المتابعة والمراجعة الحقيقية من اللجنة البرلمانية المعنية

لن يكلف وزير التعليم العالي نفسه إذا طالب بأوراق الأساتذة العائدين كي ينصفهم من جور هذا التعامل المتعالي في وزارته وفي الجامعة المستنصرية التي يقبع رئيسها بعيدا منزويا تحرسه أربع غرف يتكدس فيها منتسبون ومنتسبات يحترفون لغة التنديد بمن يصل إلى غرفهم التي وضعت بشكل مشابه لحجاب سلاطين أيام زمان (اتركوا أوراقكم وراجعوا العمادات بعد أسبوع) وفي العمادات يندر أن تجد العميد الذي غالبا ما يكون مشارك في مؤتمر شكلي للبحوث التربوية يستنزف ميزانية الجامعة ولا يخرج إلا بتصريحات تثير الضحك على حال مؤسساتنا العلمية !!! .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Mohammed Shaikh Ali
2011-05-08
نعم هذا نهج التعامل في الدوائر العراقيه عدم احترام المواطن،الكذب على المواطن، الروتين المقيت، عدم احترام الوقت حيث ان المعامله التي تحتاج اسبوع لاتُنجز بسنه واسباب ذلك المحسوبيه والمنسوبيه في التعيينات،غياب الضمير والمحاسبه القانونيه وتعميم ثقافة اسرق قبل فوات الاوان التي تميزت بها طبقتنا الحاكمه الفاسده ولكن الله لهم بالمرصاد وسوف يأتي اليوم الذي لاينفع فيه الندم وان الله يمهل ولايهمل
امير العراقي
2011-05-06
المقال صحيح وهذا هو واقع الحال في كل مؤسسات ودوائر العراق وهي بحق دوائر ومؤسسات سيئه خدميا ومنهجيا وتقنيا - وان مايجري من سوء المعامله والنهج في هذه الدوائر بالفعل هو استمرار للنهج الصدامي الحقير المذل والسيء اوقات العمل مهزله الاسلوب غير محترم سوء العمل والاداء واضح الموظفين اغلبهم راشي ومرتشي وغير اكفاء والفساد الاداري والمالي وصل الى حد اللعنه في هذه الدوائر والمؤسسات -سؤالي هل هناك حكومه ودوله في العراق بعد كل هذه المهازل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عمر الكربولي
2011-05-06
هذا استمرار للنهج الصدامي في اذلال الكفاءات و الاساتذة حيث نذكر جميعا كيف اضطر اساتذة الجامعات في ظروف الحصار القاهرة الى ان يصبحوا باعة متجولين بالشوارع يبيعون موطا و اصحاب بسطيات ايضا بعد الدوام ... حسبي الله و نعم الوكيل حسبي الله و نعم الوكيل يا مالكي.
احمد ابراهيم
2011-05-05
والله المقال صحيح لا ادرى كيف تم اختيار هولاء المجموعة من الموظفين اعصابهم تلفانة لايردوا التحية الوجوه عبسة لايتجرا المراجع للاسفسار عن موضوعه انها ازمة اخلاق صعوبة حلها الا بتغييرهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك