المقالات

القراءات العربية الخاطئة!


عادل الجبوري

لاشك ان قرار تأجيل عقد القمة العربية التي كان مزمعا انعقادها في العاصمة العراقية بغداد في العاشر من شهر ايار مقبل مثل رسالة سلبية من زوايا مختلفة تعكس في مجملها اختلال وضعف القراءات العربية الواقعية لمجريات الامور بأطارها العام في المشهد العربي، ونظرة غير واقعية مازالت محكومة بعقد من مخلفات الماضي، ومن عدم الرغبة وعدم الاستعداد للتعاطي مع الحاضر بمنطق صحيح وصائب.ومن الطبيعي ان يخلق قرار جامعة الدول العربية بتأجيل عقد القمة في وقت تحتم الظروف الخطيرة والحساسة الراهنة في العالم العربي الاسراع بعقدها بطريقة تتجاوز التقليدية والرتابة التي عرفت بها القمم العربية السابقة، ردود فعل سلبية من العراقيين ومن غير العراقيين. والوضع العربي اليوم يمتاز بكونه خطير للغاية ومفتوح على كل الخيارات والاحتمالات، لاسيما بعد انهيار وسقوط انظمة سياسية كانت تبدو متماسكة وبمنأى عن أية هزات سياسية عنيفة، ولاسيما بعد اشتعال الثورات والانتفاضات في عدة دول عربية اخرى جعلت الانظمة الحاكمة في مواقف حرجة لاتحسد عليها بالمرة.ولاشك ان هذه الاحداث والوقائع تثبت بما لايقبل الجدل والنقاش ان بنى وهياكل النظام السياسية العربي هي في الواقع بنى وهياكل خاطئة وهشة وعرضة للانهيار بسبب عدم تحصنها من الهزات والزلازل السياسية لا الطبيعية!.ولاشك انه اذا كانت هناك توجهات حقيقية وجادة للاصلاح ولمعالجة مايمكن معالجته واحتوئه، فأن ذلك يحتم فتح ابواب الحوار الواضح والصريح وعلى اعلى المستويات، بعيدا عن الخطب الرنانة والفارغة والسجالات والمناكفات العقيمة، والمنبر الحقيقي للحوار هو لقاء القمة بين الزعماء او من يمثلهم لا الهروب واللجوء الى الخيارات التي لاتزيد الامور الا اضطرابا وسوءا.فضلا عن ذلك فأن اتجاه بعض الاطراف العربية الى تبني مواقف انفعالية متشنجة حيال العراق لانه اتخذ الموقف الصحيح والمعقول الذي ينبغي اتخاذه حيال مايجري في مختلف الدول العربية، بعيدا عن الازدواجية وسياسة الكيل بمكيالين، مثل خطأ كبيرا يضاف الى الاخطاء العربية المتلاحقة حيال العراق في عهد نظام البعث السابق وبعد سقوط ذلك النظام وحتى الان.من غير الممكن ان توصل المواقف الخاطئة الى نتائج صحيحة وايجابية تتمناها كل الشعوب العربية بلا استثناء بعدما اصبحت التجربة العراقية نموذجا يضرب به المثل ويتطلع اليه الكثير من الاشقاء العرب من الشعوب وليس الحكام طبعا!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2011-04-28
حينما أسمع (عرب, عروبة, قمة عربية, جامعة عربية ) أصاب بالأحباط وخصوصا ً موقف العربان ضد الشعب العراقي ..أرجو من كل القراء أن يبحثوا في التاريخ ,لماذا قررت الحكومة العراقية في زمن الشهيد نوري السعيد أن تؤسس حلف بغداد ؟ وما هي الأبعاد ؟ وكيف سيكون حال العراق ؟ ومن وقف ضد ذلك الحلف ؟ إني واثق انكم ستلعنون الخسيس جمال عبد الناصر الذي أوصلنا الى هذا الحال , وكل ما جرى علينا بسببه ..ألا لعنة الله على الظالمين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك