المقالات

بانتظار اللحظة الحلم التي يندحر فيها ارهاب الفساد


محمد عماد القيسي

الحروب العبثية التي ورط صدام بها العراق والعقوبات الدولي التي فرضها المجتمع الدولي على العراق بعد الغزو الصدامي للكويت كانت من اكبر واهم العوامل التي وفرت المناخات لنمو وتفاقم ظاهرة الفساد ولعل اشهر واكبر قضية فساد في الزمن الصدامي كانت قضية النفط مقابل الغذاء في منتصف التسعينات مع الامم المتحدة والتي تورطت بها دول وشخصيات سياسية كبيرة .كل ذلك الفساد المتعفن والمتراكم القى بظلاله على العراق بعد التاسع من نيسان 2003، وورث عراق الديمقراطية تركة ثقيلة تنوء بحملها دول متعددة . وكان على العراق الجديد الغض ان يواجه هذا الغول الذي ادخره صدام لمثل هذه الايام .لكن السؤال الابرز هنا هل بسقوط صدام انقطع نزيف الجرح ام انه ظل نازفا ؟ وياتي الجواب فضا غليظا ... كلا . وتتعدد التفسيرات والجرح نازف .... فالبعض يرى ان الذين اسهموا ببناء صرح الفساد ايام صدام هم انفسهم اليوم منتشرون في دوائر الدولة ويمارسون ذات الفساد سواء كان ذلك بقصد المنفعة الذاتية ام بقصد تشويه التجربة الديمقراطية برمتها وتأليب الرأي العام المحلي والدولي ضد النظام الجديد . اما البعض الاخر فقد عزا ارتفاع بورصة الفساد اضافة الى وجود ايتام النظام الصدامي الى نشوء طبقة سياسية واجتماعية جديدة زادت الطين بلة ، وعقدت المشهد اكثر . وبين تلك الذئاب المسعورة التي شاخت وبين مجموعة الذئاب الفتية ، تتأرجح المواقف الحكومية لمعالجة الفساد بين الاجراءات الشحيحة تارة والعجز النصفي تارة اخرى . فلم تبرح الحكومة تبشر منذ سنوات بان هذا العام او العام القادم هو عام القضاء على الفساد المالي . لكن لاشيء على ارض الواقع فلا الحكومة طورت اجراءتها للحد من الفساد من جهة ، ولا قدمت للمحاكم العراقية رؤوسا كادت تنفجر من شدة تعاطي الرشا من جهة اخرى .اما المواطن العراقي المغضوب عليه في النظامين الدكتاتوري والديمقراطي فقد مل الوعود وسئم من لعبة جر الحبل فلم يعد يحتمل هذا التأخير، وبين قوة الفساد والمفسدين وبين قلة حيلة الحكومة ووعودها تبقى عيون المواطن العراقي تترقب اللحظة الحلم التي يندحر فيها ارهاب الفساد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2011-04-28
من يتذكر في بداية التسعينات حينما قال وزير التعليم العالي آنذاك السيد منذر الشاوي أمام الطاغية صدام وبعصبية (آني أرفض أن يجلس مدرس أو استاذ جامعي على الرصيف ويبيع الكوكا) حينها أستهزأ صديم بالسيد الوزير ضاحكا ً وقال ( نعم استاذ) وفي اليوم التالي أقيل السيد الوزير من منصبه ..وبعدها أصبح راتب المعلم لا يكفي ل 3 باكيتات سكاير وكانت مكرمة من لدن القيادة بأن يموت التعليم وترى الأطفال يبيعون علاليك بدلا من أن يذهبوا الى المدارس , وتصبح نسبة الأمية 65% بين الرجال و 80% بين النساء (خرة بروحك صدام )
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك