المقالات

العراق الإقليمي

1628 05:21:00 2006-11-30

( بقلم :عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

مع اسدال الستار على فصول الجريمة المروعة التي شهدتها مدينة الصدر مساء الخميس الماضي، بدأ فصل مغاير تماماً لتداعيات الجريمة ووقائعها.فعلى المستوى المحلي انعقد المجلس السياسي للامن الوطني وخلال الثمان والاربعين ساعة التي تلت العملية، اربع مرات متتالية لتدارس الاوضاع السياسية والامنية التي تعيشها البلاد، وفي كل مرة يجتمع بها المجلس السياسي للامن الوطني يعلن اعضاؤه دونما استثناء تضامنهم مع ضحايا المجزرة واصرارهم على ملاحقة القتلة المجرمين من الارهابيين والصداميين والتكفيريين الذين يسعون بخبث ولؤم لان يدقوا اسفين الفرقة بين ابناء الشعب الواحد في محاولة يائسة لخلط الاوراق متخندقين كذباً وزوراً خلف هذه الطائفة او تلك ليتخلصوا من عزلتهم وليخرجوا من شرنقة الظلام والتي اختاروها لانفسهم بملء ارادتهم.

وفي الاتجاه الاقليمي يكون العراق قد دخل مرحلة هي الاولى من نوعها منذ ما يقرب من الربع قرن وحتى الآن اذ لم يصل خلال الفترة الماضية سقف العلاقات السورية العراقية الى هذا المستوى من التقارب السياسي والدبلوماسي والاقتصادي، بل ان بغداد لم تستقبل وزير خارجية سوري على الاقل منذ العام 1979 وحتى الآن، وما يزيد في روح واهمية العلاقة بين البلدين انها جاءت على خلفية ترسبات قديمة وحديثة ابعدها الخلاف السوري العراقي بشتى المواقف واحدثها اتهام دمشق على اساس انها البوابة الرئيسة لنفوذ الارهاب التكفيري الصدامي باتجاه العراق.

ان الزيارة العاجلة للوفد الامني العراقي رفيع المستوى الى العاصمة دمشق يؤشر مصداقية وارادة الطرفين الشقيقين على ضرورة تجاوز الماضي بكل تجلياته وتمظهراته والولوج نحو علاقة اخوية تنتهي الى ان تكون سوريا عمقاً عربياً حقيقياً للعراق بالوقت الذي يؤكد فيه العراق دوماً وابداً بانه عمق سوريا في كل الاحوال والمتغيرات.

التوجه الاقليمي الجديد قاده رئيس الجمهورية باتجاه العاصمة طهران التي استقبلته بحفاوة وتقدير بالغين واعربت فيه الاخيرة عن استعدادها اللامشروط لتقديم شتى انواع الدعم السياسي والميداني لتثبيت ركائز العملية السياسية العراقية الجديدة وهذا منجز ليس بالسهل، فيما اذا ادخلنا عوامل التنافر التي شهدتها العلاقة بين البلدين خلال حقبة الثمانينيات وما تخللها من حرب ضروس تعد هي الاشرس بعد الحروب الكونية التي شهدتها المنظومة الدولية،في تقييمه وحساب نتائجه.

التوجه اللاحق هو ما ستشهده القاهرة من مؤتمر لوزراء الخارجية العرب خلال الايام القادمة حيث سيصدر بياناً عن هذا الاجتماع يؤكد وقوف العرب جميعاً صفاً واحداً لدفع مسيرة التوجه الديمقراطي التعددي الذي تخوضه القوى السياسية العراقية، وعلى مسافة ليست بعيدة عن ذلك تأتي الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة العراقية الى عمان لتضيف الى المشهد بصورته الاجمالية فصلاً مهماً اخراً من خلال لقاء دولته مع الاشقاء الاردنيين وربما مسؤولين عرب آخرين فضلاً عن لقائه المرتقب بالرئيس الامريكي جورج بوش لتدارس الاوضاع العراقية بكل ابعادها وبما يمنح القرار العراقي مساحة اكبر واوسع في التحرك والمواجهة. لاشك ان مثل هذا التحرك السياسي المكثف سيكون السلاح الامضى لمحاصرة المظاهر الامنية المنفلتة في البلاد وهذا ما ينتظر نتائجه العراقيون جميعاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك