المقالات

عراقيون مغتربون داخل وطنهم


( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

التهجير القسري الذي تعرضت له العوائل العراقية وتتعرض له اليوم داخل وطنها الام وصل حسب الإحصاءات الرسمية لوزارة المهجرين والمهاجرين الى اكثر من (54000) الف عائلة تركت منازلها وأثاثها وأموالها وربما فقدت العديد من رجالها تحت تهديد السلاح الارهابي الذي تحمله الفرق الضالة التكفيرية وبقايا النظام البائد في حملات شوفينية حاقدة لا تعرف معنى للاخوة او الجيرة او الحمية التي أوصى بها الدين الاسلامي الحنيف أي معنى.

هذه الزمر المجرمة وهي ترحل عوائل بريئة لا دخل لها في السياسة لا من قريب ولا من بعيد سوى انتمائها لمذهب أهل البيت (ع)الذين يتعرضون يومياً للقتل والإبادة تحت سمع وبصر من يدعي انه يدافع عن حرمة الدين أو عن المواطنين العراقيين، فهل سمع هؤلاء ان الرقم المخيف قد وصل في أقل التقادير الى اكثر من (540.000) الف عراقي بين رجل وامرأة وطفل وشيخ وهم دون مأوى ودون لقمة عيش وهم على اعتاب فصل الشتاء القارس؟!.

هؤلاء هم ابناء الشعب العراقي وهم ابناء هذا الوطن عاشوا وتعايشوا مع أخوانهم العراقيين تحت سقف واحد وفي منطقة واحدة وفي مدينة واحدة شاركوا جيرانهم السراء والضراء، لكن كل هذه الاعراف الاجتماعية لم تلق أي إهتمام ممن يدعون الوطنية لا لشيء إلا لتغيير الطبيعة الديموغرافية وخاصة في العاصمة بغداد التي تشهد يومياً تهجير العشرات من العوائل دون وازع من ضمير تحت وطأة التحريض الطائفي البغيض الذي تنعق به بعض الفضائيات والصحف الصفراء مستغلة فسحة حرية التعبير وحرية الصحافة بعد انهيار النظام الدكتاتوري الاستبدادي البائد.

أمام هذا اللون من الانتهاكات الصارخة لحرمة حقوق الانسان في العراق تقع مسؤولية ذلك على عاتق الحكومة الوطنية العراقية فهي المسؤولة بالدرجة الاساس عن حماية ارواح وممتلكات العراقيين ولا عذر لها في أي تنصل عن ايجاد آلية تعيد لهؤلاء المساكين دورهم وتأمين عودتهم الى مناطق سكناهم من خلال :-أولاً : تفعيل قانون مكافحة الارهاب ليطال ليس فقط منفذي هذه الجرائم بل ان يطال كل من يحرض على الارهاب والتهجير القسري كائناً من كان .

ثانياً: منع سياسة التغيير الديموغرافي الجارية ومحاولة تغيير الخارطة وخاصة في العاصمة بغداد التي لا تخلو منطقة فيها من ألوان الطيف العراقي، وما هذه السياسة الشوفينية إلا محاولة لرسم جديد لخارطة بغداد لكي تحسب لمصلحة طيف واحد وإبعاد تشكيلة الاطياف الاخرى عنها بطريقة انتهاكية لم يألفها العراقيون من قبل، وخاصة من قبل المحرضين عليها حتى وان كانوا في السلطة او البرلمان.

ثالثاً:-تفعيل دور اللجان الشعبية في دعم الاجهزة الامنية لمنع تهجير باقي الاسر الاخرى من داخل مناطقهم وكشف الشبكات المجرمة التي تنفذ هذه الجرائم وحتى مجلس محافظة بغداد للاضطلاع بهذا الدور خاصة وإن اغلب هذه الجرائم تقع في العاصمة ومناطقها المختلفة بأعتبار ان هذا المجلس وفروعه تقع عليه مسؤولية لا تقل عن مسؤولية الحكومة في معالجة هذا الوضع المأساوي .

رابعاُ:-العمل الجاد والفاعل لارساء قواعد القانون واحترام حقوق الانسان وحماية ارواح المواطنين وممتلكاتهم والضرب بيد من حديد على كل يد من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم المشينة باعتبار ان السلطة التنفيذية هي المسؤولة عن تطبيق القانون الذي يجب ان يكون فوق الجميع.

العراقيون الذين تعرضوا لهذه الانتهاكات هم لا حول لهم ولا قوة امام الارهاب الاسود ومن يموله ويحض عليه، لكن الحكومة تمتلك آليات وقف هذه الجرائم التي تهدد حياة المواطنين وتعرضها للخطر وعليها يقع القسط الاوفر في توفير الحماية اللازمة لهذه الاسر واعتبار المخيمات التي يسكنوها هي مؤقتة وان لا يطول هذا الوقت اكثر مما مضى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك