المقالات

لا حصانة للإرهابيين


( بقلم : عبد الرزاق السلطاني )

لقد شهدت الفضاءات العراقية حالات شاذة بانعطاف بوصلتها نحو التخندق الطائفي وبشكل حاد مما يثير بين ثناياه الكثير من الشبهات التي كشفت الوجوه وأماطت اللثام عن المتآمرين على العراق الجديد والعملية السياسية، بعد أن حاولت قوانا الوطنية إخراجهم من عنق الزجاجة وفك حالات الانكفاء التي تحيط بهم، فالتصريحات الفردية التصعيدية ينبغي أن تجابه بإجراءات رادعة بموجب القوانين الحكومية لما لها من تداعيات تسعر الفتنة الطائفية وانعكاسات عنفية تؤثر بشكل كبير على الساحة السياسية، فهي الداعم الأساس لموجات الاختطاف الأخيرة التي تحاول زعزعة الأمن الوطني،

فالصداميون وعلى رأسهم الطاغية أقروا واعترفوا وتفاخروا بقتل العراقيين على مسمع ومرأى الرأي العام العالمي، فقد كانت محاكمة لحقبة زمنية امتدت لأكثر من ثمانين عاماً من الاجرام والتنكيل والمفاهيم الاقصائية، والحبل الذي تدلى على رقبة المجرم صدام أدى إلى تدعيم الشرعية، ومن هنا فالتصريحات المتضاربة تعطي انعكاس عدم انسجام ممثلي الشعب المنضوين تحت هيكلة الحكومة المنتخبة، والحديث بلغة المعارضة دليل عدم على أهلية تلك الأبواق للمناصب التي يتبوؤنها، فقد سعت قوانا الوطنية والدينية إلى تجميد العمل بالكثير من بنود الدستور والقفز على الاستحقاق الدستوري الوطني إلى الاستحقاق التوافقي، سعيا منها لإرضاء البعض، وفي الوقت ذاته استنجدت تلك الأطراف ببعض القوى الأجنبية والعربية على السواء لإعادة الامتيازات التي زالت بتقادم الزمن، وقد غاب عنها انه من المحال العودة للمربع الأول الذي غادرناه، فالثوابت الخارجية ليست عرضة للتغيير الكبير لأقطاب السياسة العالمية والاستراتيجيات الرامية نحو الاتجاهات الجديدة هي بذات الوتيرة،

أما الحوارات في بعض عواصم الدول العربية فهي بلا شك ستنتج عن رؤى غير منطقية لسبب بسيط كونها جرت خارج النطاق الحكومي الدستوري، ورسالتنا الواضحة هي بناء علاقات متكافئة مع الدول التي تحترم الارادة الوطنية وان تعي ان العراق ليس ممراً لتصفية الحسابات، فكلما ساء الأمن في العراق سينتقل ويرتد ضد الدول المصدرة له التي تغذيه بشكل أو بآخر، وعلى اولئك الذين يجوبون البلدان استجداء لتغذية الإرهاب في بلدنا عليهم التوقف عن الابتزاز ونكأ الجراح والنقمة على العراق كله،

 فالمنطق الفضفاض وخلط الأوراق هو خوض لمعركة وهمية، وتسويق ساذج، أما النقلة الهجومية من الإيحاء إلى التصريح العلني وسب من قارعوا نظام صدام ونعتهم بخطابات واهية لسرقة المواقف وتصعيد التهديد لترك العملية السياسية وحمل السلاح، فبقايا الصداميين تجاوزهم التأريخ الجديد بعد أن عاشوا وهم العودة، فبعد تنفيذ حكم الإعدام بطاغيتهم تبددت أحلامهم المريضة فهم أول المتضررين من التجديد، فصناعة العراق ستكون بسواعد أبنائه، وليرحل من لا يؤمن بالعراق الفيدرالي التعددي الدستوري الموحد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك