المقالات

قلب الحلــــة أكبر


( بقلم : علي الشلاه )

الوقت / صباح الأحد المرتبك بلون الدمالمكان / مسطر بباب الحسين الفاعل / مجاهد بباب الشيطان الحدث / تفجير طابورعمال البناء المنتظرين على باب الله الهدف / تحرير الحلة من الطابور الخامس لجعفر الصادق. ( وصف خارجي للمسرح المنشغل بمذكرة توقيف وفي رواية تحقيق مع البطل حارث ضاري المنصور على الفقراء والبسطاء من عملاء علي بن أبي طالب وابنه الحسين، ووراء البطل المنطلق من عمق الصحراء النفطية ينطلق كورس القتلة من كتاب ثورة العشرين المجموعة من عشرين بلداً عبرياً والجيش الاسلابي لقطع الطرق واشياء اخرى).من تقرير لمراسل قناة شريفة تبث من البسطال الأمريكي في العيديد صمت الأيام الأخيرة من رمضان هذا العام في الحلة ، مدينة طفولتي وصباي وحبي الأول وقصيدتي الأولى، وقضيت فيها عيد الفطر لأول مرة منذ خمسة عشر عاماً، كانت الحلة حنونةً كعادتها ورقيقة مثل صباياها المنطلقات على الجسر العتيق، مشيت يومياً الى سوقها المسقف وعانقت اصدقاء الطفولة في مدرسة المحقق الابتدائية ومتوسطة صفي الدين واعدادية الحلة، كانت زيارة جد عائلية لأمي التي تعب قلبها وخانتها نبضاته لكثرة ما تحملت من ضيم الأيام والحكام كما تردد هي منذ الاعتقال الأول لأبي عام 1971م وصولاً الى اعتقال ولديها عباس وحسن في التسعينات وانتهاءً بذويها المتوزعين في المقابر الجماعية، ذلك القلب الذي انتعش على حين غرة يوم الحكم باعدام صدام، حتى اني استغربت منها تلك الرغبة في استعجال تنفيذ الحكم وتشكيكها بذلك التنفيذ بعد سماعها للمناحات العربية على بطل التقتيل القومي.

في العيد روت لي امي كل الحوادث التي لم احضرها من تاريخ العائلة وصحبني بعض الأصدقاء لزيارة أماكن تجمع بعض المهجرين من سكان بغداد الى قلب الحلة الحاني حيث رأيت عراقيين من المنابت كلها جمعهم كنفها الحاني دون تفريق طائفي أو ديني وآوتهم الحلة ذاتها تلك التي طردت هيئة القتلة الطائفيين من أزلام حارث الضاري مشعل الفتن والحرائق والشرور من مساجدها وشوارعها بمظاهرة صادقة جمعت صفوة أبنائها وليس الصبية الساقطين والشاذين والمطرودين من مدارسهم لأسباب اخلاقية الذين يجمعهم الأوباش بأثمان بخسة للهتاف للقتلة وازدراء العدالة. ترى أي شرف هذا الذي يسوغ قتل العمال الفقراء في الكاظمية أو الحلة ومن أية ملة جاء القتلة ومن آواهم وعرفهم الطرق واوصلهم الى تجمعات العمال ومن دربهم على الحديث بالعامية العراقية ليستدرجوا الفقراء الخارجين من بيوتهم فجراً على باب الله الى سياراتهم المطعمة بالموت ؟كيف وثقت الحلة بهم ؟

الم تتعلم من ضحاياها المتوزعين شوارعها ومستشفياتها وحسينياتها وآخرها جريمة تفجير مسجد ابن النما الحلي العلامة والشاعر والحكيم، تلك الجريمة التي راح ضحيتها عشرات الشرفاء من خيرة ابناء الحلة وضيوفهم في رمضان القرآن الكريم فكان الجهاد بقتلهم في المسجد صياماً حسب فتوى شيوخ تورا بورا المبلغة بواسطة هيئة علماء الضواري الشريفة جداً.

لا .. ان الحلة تعرف ذلك وقلبها يتوجس خيفة على بنيها كلما وطأها خائن وبائع لضميره لآبار الغاز والنفط والنباح الطائفي، لكنها الحلة لا تغير بياض قلبها حقداً فتجرح قبيلة عشاقها المليونية من أجل خائن مباع بثمن بخس وستبقى الحلة محلة بني مزيد واحة وفاء وتسامح وحب وايثار وترفع على الجراحات كلها، وستظل تؤوي المهجرين من المذاهب كلها لأنها الحلة وهذا قلبها الكبير الذي وسع العراق عشقاً اما البهائم المفخخة فهم بهائم مفخخة لا يعرفهم قلب الحلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
maher
2006-11-20
بسم الله الرحمن الرحيم الاخ الفاضل السيد علي المحترم والله ابكتني كلماتك التي كتبتها بمناسبه استشهاد الخيرين من ابناء مدينتي المظلومه .ابكتني وانا اتذكر اخواني الشهداء الذين غيبهم الطاغيه في السجون ولم نجد لهم اثرا الى الان. ابكتني كلماتك وانا اتذكر حسينيه ابن ادريس ومدرسه المحقق واعداديه الحله وانا اتذكر شهداءها . لا اعرف متى يستمر حمام الدم هذا.انا اتساءل ما هو ذنب كل هؤلاء الابرياءلم اجد جوابا لهذ الشيء سوى انهم يحبون عليا وابناءه كم هو عظيم هذا الحب الذي تدفع حياتك ثمن له. تحياتي
asd
2006-11-19
ياحكومتنا العزيزه تذكروادائما ان انتفاضة شعبان 1991 حدودها من الاشارة الضوئية عندجسرالمسيب لحدجنوب صفوان عليه معظم مناطق شمال المسيب وبالاخص جرف الصخرواللطيفيه وشيشباروهوررجب وقسم من اليوسفيه والرشيدهي بؤرللارهابيين البعثية والوهابيه وهي التي تسفك الدماء البريئه في بغداد وفي الفرات الاوسط---ايضا هنالك جيوب عفنه متمركزه في قسم من منطقه الخنافسه شرق كربلاء واجزاء من الصويره لكن بؤرة البؤر هي جرف الصخرفتلك هي حلقة الوصل بين الارهابيين في الرمادي وتلك المناطق المذكوره---والله يكون بعون المالكي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك