المقالات

الفيدرالية وضرورياتها


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

هناك دائما من يصر على اعتبار الفيدرالية على اساس انها لون من الوان تقسيم العراق واضعافه والمفارقة ان مثل هكذا خطاب عادة ما تشترك بصناعته دوائر تعتمد النظام الفيدرالي كخيار سياسي واداري واجتماعي لقيادة بلدانها مع انها تفتقر الى التعددية السياسية والاثنية والعرقية والفكرية التي يتصف بها مجتمعنا العراقي.

وقد اجبنا عشرات المرات على تساؤلات او استفهامات كهذه، وتأتي تصريحات وبيانات ورؤى وافكار زعيم الائتلاف العراقي الموحد رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق كاجابات قاطعة في هذا الاتجاه.

وفي حديثه الاخير لواحدة من الفضائيات اكد سماحته على ان الفيدرالية ليس من التقسيم بشيء وان ما يثار حول اقليم فيدرالي شيعي غير صحيح على الاطلاق بلحاظ ان الشيعة في العراق موجودون في كافة انحاء البلد وبمختلف محافظاته، وبالتالي فان الشيعة ليسوا موجودين في منطقة دون غيرها.نعتقد ان هذا التوضيح لوحده يكاد يكون كافيا كاجابة على مثل تلك الاستفهامات ان كان اصحابها فعلا لا يدركون حجم الشيعة وامتداداتهم في الدولة العراقية الا ان هنالك مسألة اخرى لا تقل اهمية عن سابقتها من الاجابة وهي ان العراق وبحسب دستوره الجديد الذي صوت عليه اكثر من 80 % من سكان العراق حدد اتجاهات الدولة العراقية الجديدة على انها دولة فيدرالية قائمة على نظام الاقاليم لان عدم اقامة مثل هكذا نظام اداري دستوري سيعرض العراق الى حالة اللاتوازن وسوف يؤدي الى التصادم في مجال تشريع الانظمة وسن القوانين وبالتالي تعطيل عجلة البناء والاعمار التي نريدها ان تبدأ بقوة في هذا البلد.

نحن كنا نصر لأن يتم تشريع قانون في مجلس النواب لكيفية تحول المحافظات الى اقاليم، واصرارنا هذا تمليه علينا رؤيتنا المخلصة للنهوض في البلاد الى واقع التطور والنهوض والبناء وتوفير الامن والاستقرار لابناء شعبنا، وقد تتوج ذلك التوجه مؤخرا الى اقراره من قبل المجلس النيابي العراقي قبل حوالي الشهر، لذا نحن كقوى سياسية نرى انه من الصحيح ان يكون هناك اقليمين للوسط والجنوب باعتبار ان هذه المناطق في حال تحولها الى اقاليم ستشكل قوة داعمة للدولة في تحديها للمخاطر الداخلية والخارجية في آن معا، فضلا عن ان مثل هذه الاقاليم ستزيد في فرص استثمار الثروات الكبيرة التي تتمتع بها لصالح العراق كله، وهذا ما سيفعّل مشروع تعضيد وحدة العراق لا تقسيمه، مثلما يعطي الاقاليم القدرة الكافية في الدفاع عن صيرورتها ووجودها دون ان يربك الدولة ومركزيتها في صناعة امن الاقليم.

ان أي طرح من هذا القبيل انما يعكس رغبة مرجعيته الحقيقية وان المرجعية الحقيقية لهكذا مشاريع هي جماهير شعبنا التي صوتت لصالح هذا المشروع تحديدا وعلى الدستور بشكل عام في اكثر من ست عشرة محافظة من محافظات العراق برغم التنوع المذهبي والتوجه السياسي القائم في تلك المناطق، ومن هذه النقطة تحديدا تستمد مشاريعنا شرعيّتها القانونية والدستورية بالتأكيد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك