المقالات

الائتلاف الموحد.. رأي في التجربة

1603 22:46:00 2006-11-15

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

يكاد ينقضي عامان على تأسيس كتلة الائتلاف العراقي الموحد التي خاضت انتخابات مطلع عام 2005 وفازت بـ(148) مقعداً في الجمعية الوطنية الانتقالية، كما خاضت انتخابات اواخر العام الماضي وحصلت على (130) مقعداً في مجلس النواب (الدائم).

وتصدت كتلة الائتلاف العراقي الموحد لاهم واخطر الاحداث في بلادنا، ففي ظل وجودها الكبير كماً ونوعاً في الجمعية الوطنية الانتقالية اقر الدستور العراقي الذي يعد بحق الاب الشرعي لكل القوانين التي صدرت والتي ستصدر بما يضمن وحدة العراق ونظامه الفيدرالي التعددي الديمقراطي واذا ما كانت الافعال مقياساً لنجاح او فشل أية حركة سياسية فان اقرار الدستور وحده كافٍ لأن تفتخر به كتلة الائتلاف العراقي الموحد اليوم وغداً وبعد غد.

والحكومتان اللتان تزعمتهما الكتلة العتيدة (الانتقالية) و(حكومة الوحدة الوطنية الحالية) هما ايضاً انجاز آخر رغم كل الاشكالات التي رافقت ادائهما اذا ما اخضعنا ذلك الاداء للاستحقاقات التغييرية تعيشه الشعوب والدول والانظمة خصوصاً ان الحكومتين واجهتا نمطاص ارهابياً فريداً من نوعه على مختلف حقب التأريخ.وكانت قيادة الائتلاف وزعامتها على مستوى الحدث والتحديات التي تعرضت لها البلاد، وواجهت بحكمة وحنكة مخاطر استهدفت بنية الائتلاف اولا،ً ولكن كل تلك المخاطر كان يمكن ان تترك بصماتها غائرة في الجسد العراقي لولا التصدي والارادة القوية التي استظل بها الائتلاف.

لا نريد هنا ان ندخل في ذهن القارئ الكريم بان الائتلاف كان يمتلك عصا سحرية، وقد تلاشت كل المشاكل والمصاعب بضربة واحدة منها.. ان في ذلك افتئات على الحقيقة فالائتلاف لا زال يواجه صعوبات اخطر واشد من سابقاتها.. وكانت زعامة الائتلاف تنجح احياناً وتخطئ احياناً ولكنها ان اخطأت تعلمت من اخطائها وتلك الحكمة بعينها.

لقد ظن بعض من انضوى تحت جناح الائتلاف في انتخابات مطلع عام 2005 انه يستطيع ان خرج من تحت الجناح القوي ان يحقق انجازاً شخصياً او فئويا،ً لكن كل من رأى هذا الرأي كان على خطل، فلم ينجح اياً من الذين انعزلوا عن الائتلاف في انتخابات اواخر عام 2005 رغم انهم كانوا (نجوماً) في الدولة والمجتمع قبل الخامس عشر من كانون الاول عام 2005.

ولعل هذا يحثنا على التأكيد بان من يفكر بالخروج على الائتلاف اوعلىآلياته وثوابته التي تأسس وفقها اليوم وغداً ايضاً لن يكون بافضل حال من السابقين.. فالائتلاف خيمة واسعة من يبتعد عنها سيشعر بالخسارة الفادحة ولو بعد حين!.

ان قوة الائتلاف الذي تحول الى مؤسسة رصينة وقوية خلال السنتين الماضيتين تتأتى من ديمقراطيته فالائتلاف العراقي الموحد، على قصر عمر تجربته السياسية يعد الطليعي بين الكتل السياسية العراقية في الالتزام بالآلية الديمقراطية حقيقة لا قولاً فقط.

وهذه القوة وما يتبعها من اصرار على مواصلة المسيرة.. تقنعنا حقيقة، بان الائتلاف العراقي الموحد سيظل قوياً وعصياً على القسمة او الشخصية ايضاً وما يضعنا في خانة الامان هو ان كل من خرجوا منه قد ندموا كثيراً، ومن تراوده فكرة الابتعاد عنه اليوم سيحسب الف حساب للفشل.. ومؤسسة الائتلاف العراقي صارت وبدون مبالغة، شامخة وضربت جذورها في عمق الارض بعيداً، وهي اكبر من ان تختصر في واحد، او يحتويها اياً كان.. وهي –أي مؤسسة الائتلاف – ستظل هكذا تتصدى للاعاصير والاخطار من داخل و خارج بنيانها وتبني تقاليد وقيم واعراف ديمقراطية جديدة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك