المقالات

الاختطاف والفساد في يوم واحد


( بقلم : احمد الحلفي )

لا اعرف على اي موضوع اتحدث اليوم هل على قضية اختطاف موظفي وزارة التعليم العالي اما على موضوع هيئة النزاهة حيث وجه ( الشيخ صباح الساعدي رئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب كيلا من التهم الى راضي الراضي رئيس مفوضية النزاهة العامة) وقال : في مؤتمر صحفي عقده امس الثلاثاء:"ان الراضي أساء استعمال السلطة وخالف القانون وهدر أموال الدولة وتمت احالة ملف التهم إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس هيئة الادعاء العام". ، ومن جانب اخر ردت هيئة النزاهة على الاتهامات الموجهة اليها .اغلب وسائل الإعلام تناولت الموضوع الأول (الاختطاف) واخذ حيزا كبيرا في نشراتها الإخبارية وبرامجها السياسية التحليلية ، والكل حاول جاهدا القاء التهم بالحكومة واتهمها بالتقصير والإهمال و و و ، ولكن ماذا تعمل الحكومة وفق المعطيات الموجودة على ارض الواقع من وجود وقوات أمريكية تقدر بـ (150) الف مقاتل الى مليشيات مسلحة الى ما تصدره دول الجوار من مجاهدين !! يريدون تحرير العراق ؟ هذا اذا غضضنا الطرف عن ما يقوم به بعض أعضاء مجلسنا الموقر (مجلس النواب) وحكومتنا من وزراء او وكلاء وغيرهم من القيام او المساعدة في القيام بعمليات إرهابية داخل البلد وما أكثر الشواهد ولعل أخرها ما تم اكتشافه في منزل احد أعضاء مجلس النواب من متفجرات وسيارات معدة (للمجاهدين) !!

نعم ان الموضوع الأول يخص الامن واستقراره من جانب ويخص العملية التربوية ومدى استمرارها من توقفها اثر تلك العمليات من جانب اخر الى ما غير ذلك من امور تتعلق بهذا الموضوع. ولكن الموضوع الثاني (الفساد) فقد مر مرور الكرام برغم خطورته وأهميته.

فعندما تضرب (هيئة النزاهة) في عقر دارها فهذا يدل على سابقة خطيرة تضاف الى سجل السوابق والاحداث التي عصفت وما زالت تعصف بالعراق والعراقيين. فللهيئة عملها ونشاطها الذي عرفناه في الكشف على الكثير من قضايا الفساد الاداري والمالي في العراق ، حيث مما جاء في رد هيئة النزاهة (تمكنت الهيئة ، في زمن قياسي ،من ان تضع يدها على جرائم ثلة من مافيات الفساد التي اختلست مليارات الدولارات من اموال الشعب العراقي فكانت سببا مباشرا في تعطل جهود التنمية) وايضا (ان التقرير الذي اشار اليه فضيلة الشيخ الساعديهو تقرير الرقابة المالية لاداء الهيئة لعام 2004 وهو عام تـأسيس الهيئة في شهر حزيران لعام 2004)، اذا أين الخلل وفي أي جهة هل في الهيئة نفسها اما في لجنة النزاهة في مجلس النواب.

على كل حال لو تمعنا النظر بالموضوعين لوجدنا ان القوى او الميليشيات او سمها ما شئت المتواجدة على أرضنا تحاول وبكافة الطرق والوسائل ان تضرب او تعطل عمل الحكومة العراقية ، فاليوم اختطاف وقتل وتفجير وغدا قضايا فساد وبعد غد تهجير والى .... .

نعم حكومتنا تعمل ما بوسعها لاستمرار العملية السياسية وإنهاء حالة العنف والإرهاب حتى تتمكن من السيطرة على بقية القضايا الأخرى التي تهم الوطن والمواطن ،وقد وضعت جل اهتمامها بالجانب الامني وما ينتجه من نتائج ايجابية ان تحقق ذلك ، ولكن من جانب اخر يجب ان نشير لا ان نتهم او نقلل من شانها وما تقوم به من دور وفق ما هو موجود في الشارع العراقي .

وفي الختام أقول لا أريد ان أكون مدافع عن الحكومة ومتناسيا واجباتها ولكن اقول يجب علينا ان نضع هذه الأمور وغيرها نصب أعيننا، يجب ان نعي حقيقة الوضع الصعب وحجم التحديات الكبيرة التي تواجه الحكومة .و ان ما حصل يوم امس لهو شاهد من الشواهد الكثيرة التي نستدل بها على هذا الكلام ، فاما المواجهة ومقابلة هذه التحديات بتحديات اكبر حيث دفع عجلت تقدم البلاد او وقوفها على ما هي عليه او التراجع والبداء من نقطة الصفر وهذا الامر الذي لا نتمناه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك