المقالات

الحسين يؤكد على المعرفة قبل العبادة ويشير الى الامام الحجة عليهما السلام


قلم : سامي جواد كاظم

قيمة العمل الذي يقدم عليه الانسان يكون مقرون باليقين الذي في قلبه فاذا كان اليقين قوي وصلب يكون العمل قوي وصلب وتختبر قوته عند الشدة والمحنة اما ان يقدم الانسان على عمل ما كالببغاء فانه لا يقين له ويكون هش السقوط ولا يستطيع مواجهة الافكار الالحادية .مدرسة اهل البيت التي تحث على الايمان العقلي والقلبي كثيرا ما تكون اقوالهم وافعالهم ذات دلالة عملية انية عند الصدور ومستقبلية الى ابد الدهور وتعريفية عن ما مضى من العصور ومدرسة الامام الحسين عليه السلام في الجانب المعرفي قبل الطف لم تنل الحظوة التي تجعلها على صفحات التاريخ والسنة قارئيه حتى يفهم من لا اطلاع له عن حياة الحسين عليه السلام الا الطف .هذه الرواية عن الامام الحسين عليه السلام لها انوار تجعلنا نزداد يقينا بضرورة الايمان العقلي على حساب الايمان التعبدي يقول الشيخ الصدوق : حدثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبيد الله ، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان ، عن عبد الكريم بن عبيد الله ، عن سلمة بن عطاء ، عن أبي عبد الله قال : خرج الحسين بن علي على أصحابه ، فقال : أيها الناس ! إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه ، فإذا عرفوه عبدوه ، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة ما سواه .فقال له رجل : يا ابن رسول الله ! بأبي أنت وأمي ، فما معرفة الله ؟ قال : معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته .اولا ان الحسين عليه السلام وجه خطابه لاصحابه الا ان متى كان ذلك ؟ لا تظهره الرواية الا انه طالما ان الخطاب الى اصحابه فهذا يعني ممن هم اختلط عقله وقلبه بالايمان هنا يجب ان يعرف المحيط الذي يوجه له الكلام وطبيعة الكلام فطالما ان الكلام موجه الى اصحابه فانه خلق منهم قوة ايمانية عقلية تعجز الاقلام عن وصف ماهيتهم في يوم العاشر من محرم .خطاب الحسين عليه السلام هو التاكيد على معرفة الله عز وجل قبل العبادة فالعبادة بعد المعرفة لا تعد بالعبادة المطلوبة بل لابد من المعرفة قبل العبادة وقد قسم امير المؤمنين عليه السلام العبادة الى ثلاثة انواع عبادة التجار وعبادة العبيد وعبادة الاحرار فالتجار من يطمع بالجنة والعبيد من يخشى النار والاحرار من وجد ان الله عز وجل اهلا للعبادة فعبده ، اهلا للعبادة هو معرفته كما جاء تاكيد الحسين عليه السلام . ومن خطاب الحسين هذا استطاع من ان يخلق مجموعة من الصحابة ابلت بلاء حسنا معه في يوم الطف .يعود الحسين عليه السلام ليؤكد لاصحابه ماهية امام زمانه الذي من خلاله يعرف الله عز وجل الله الذي لا يستطيع البشر وصفه او تخيله او قد تلتبس عليه الامور في بعض الاحيان ان تفكر في كنه الله عز وجل حتى ان الحديث القائل من تفكر بالله عز وجل كثيرا الحد ، لان العقل يقف امام ذهول في مرحلة معينة من مراحل التفكير واذا اراد ان ياخذ الانسان ما ينفعه من معرفة الله عز وجل فما عليه الا التمسك بامام زمانه فانه يمنحه ما ينجيه يوم القيامة ويجنبه سخط الله ، اذن المنزلة التي يتمتع بها الامام جعلت مقرونة بمعرفة الله عز وجل ومن ثم بنتيجة يوم الحساب للعباد اذا جهلوا او علموا من هو امام زمانهم .اشارة حديث الحسين عليه السلام الى مافات حيث ان حديثه لم يحدد الفترة الزمنية الذي قال فيه عليه السلام حديثه فالله كائن قبل ان يكون والباقي بعد فناء كل الاشياء فمعرفة الله عزوجل قبل ولادة الحسين مقرونة بمعرفة امام الزمان الا وهو الحسن وقبله ابيه الامام علي عليهما السلام وقبله جده افضل الصلوات السلام عليه وحتى قبلهم الانبياء عليهم السلام.واما من بعده فالسلسلة معروفة ويكون الحديث دليل قوي على زماننا هذا الذي نعيشه ونحن ملزمون بعبادة الله عز وجل عبادة معرفية وهذا يتطلب منها ان نعلم امام زماننا حتى تكون عبادتنا صحيحة وامام زماننا الذي لا نصله اشار علينا بالالتزام بالعلماء المعروفين بالعلم والتقوى والورع والذين خصهم بمنزلة رفيعة تقود القلوب اليهم ليكونوا حجة له علينا .اذن حديث الامام الحسين عليه السلام هو تثبيت للائمة الذين قبله والذين بعده واخرهم قائمهم الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف .عبادة الله تغنيك من عبادة ما سواه اي عبادة الحكام والسلاطين اي عبادة النساء اي عبادة المال اي عبادة الغرائز الشهوية اي عبادة النفس الامارة بالسوء كل تلك تنبذها اذا ما عبدت الله بمعرفة ويقين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك