المقالات

حكاية الأوطان المصغرة

761 10:11:00 2010-11-27

حافظ آل بشارة

مازال بعض حكام المنطقة يكرهون العراق ويواصلون جهودهم لتقسيم هذا البلد الصغير ، كانوا يتهمون دعاة الفدرالية بأنهم يريدون التقسيم ، وهم يعلمون ان الفدرالية مشروع وحدة واسلوب ادارة حديث وعادل ، اليوم يواصل الاعداء خططهم بحرص ودقة وابداع واختراع اساليب لاتخطر على بال ، ساءت عواقبهم وفسدت سرائرهم فلو حاولوا تقديم عمل الخير لتحول ذكاؤهم الى غباء واصرارهم الى كسل ، لكنهم لن ينجحوا لان الشعب العراقي هو خصيمهم ، مشاريعهم القديمة لتفتيت العراق هزمت فعادوا الآن بمشروع جديد على مراحل بدايته استهداف المسيحيين : اولا تنفيذ مذبحة كبيرة ضدهم ثم ملاحقتهم في المدن العراقية ثم التباكي عليهم عبر وسائل الدعاية ، ثم اقتراح حل جهنمي لحمايتهم وهو تأسيس محافظة كبيرة أو وطن قومي لهم في العراق ليعيشوا فيه آمنين وقد يهاجر اليهم اشقاء مهددون من دول أخرى . وبعد نجاح المشروع ، يبدأ مشروع آخر بتهديد مكون اجتماعي آخر فيكون الحل الوحيد تكوين وطن قومي مماثل ، وهكذا وحسب الاستحقاق الامني نحتاج الى جانب الوطن المسيحي أوطانا للسنة والشيعة والكرد والتركمان ، فيكون لدينا في العراق خمس جمهوريات ، ولكن المشكلة مستمرة وقابلة للتوسع مع التهديد الأمني المتلاحق للمكونات والحل دائما هو اختراع اوطان أصغر وبوسع أي عراقي ان يتخيل التداعيات ، فالمسيحيون في دولتهم الجديدة سوف ينقسمون الى كاثوليك وبروتستانت وارثودوكس وهناك تسميات اخرى مثل الانغليكان والآثوريين والاشوريين وغيرهم ، وفي الدولة السنية ستظهر المكونات الفرعية فهناك سنة عرب وسنة كرد وسنة تركمان و هناك شوافع وحنابلة ومالكية واحناف ، اما الشيعة فلديهم عرب وكرد وتركمان ومذهبيا اثنى عشرية واسماعيلية وزيدية وواقفة ... الخ ، وهناك ايضا المعتزلة والخوارج والاشاعرة وفروعهم ، ولحل المشكلة ديمقراطيا يقرر البرلمان اعتماد كتاب (الملل والنحل) للشهرستاني كملحق للدستور ، ويتم تقسيم العراق الى 73 فرقة هي الفرق الاسلامية المذكورة في الحديث النبوي ، وستحذف لجنة تعديل الدستور ذيل الحديث (كلها في النار الا فرقة واحدة هي الفرقة الناجية ) لما يسببه من فتنة محتملة ! وبأحصاء الاديان والطوائف الاخرى قد نحصل على اكثر من 80 وطنا مصغرا ، وستكون بعض المكونات وبناء على حجمها السكاني واستحقاقها الانتخابي ذات وطن مصغر جدا عبارة عن قطعة ارض مساحتها الف متر (دبل فاليوم) هي مثلا جمهورية (الازارقة) الديمقراطية الاتحادية وهي عضو في الامم المتحدة ولديها برلمان ومجلس رئاسة وقضاء مستقل وهيئة نزاهة وهيئة اجتثاث وخطة تنمية وفضائيات معادية وفضائيات صديقة ومفخخة واحدة كافية لنقل بلد كامل الى العالم الآخر . هذه مشاريع بعض جيراننا الاعزاء لتطويرنا مشكورين ، نحن مستضعفون لا نجد من ينصرنا غير الله ، هل هناك قوة في الوجود اعظم من الله لكي نلجأ اليها ؟ ولكن الشيء المحير هو لماذا لا يخافون الله ؟ واذا لم يخافوه فممن يخافون ؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك