المقالات

شتاءنا دافئ هذا العام !!!!


( بقلم : المهندسة بغداد )

ها هو ذا الشتاء يطرق أبوابنا كعادته في كل عام  وليحمل لنا خير الأمطار والبرودة الجميلة التي بسببها تتجمع الأسر بقرب المدفئة بحميمية  وصوت بخار المرجل يكسر صمت الفصل البارد بألحانه العفوية وينزل الدفيء فينا عندما نشرب الشاي فشربه بالشتاء من الروائع كونه عدو لنا في صيفنا اللهاب !! وسبحان رب العزة كيف انه خلق لنا البرد لنشتاق للدفيء وخلق الحر لنشتاق للبرد ويغير حالنا ليجعلنا نحس بقيمة النعم التي مّن بها علينا ومن نعمه أن مّن علينا بشتاء متواضع البرودة وليس بقسوة الشتاء في كثير من البلدان التي تولد برودته  لديهم الكآبة وعدم الارتياح .

لقد مّن الله علينا بكثير من النعم في هذا البلد إلا انه ابتلانا بشرار الناس من أهل البلد ومن الخارج من الذين يريدون دمار هذا الوطن الجميل وجعله مرعبا حد أن الجميع يتمنى الهروب منه حيث صار الهروب من الجنة هو حلم !!! فلا يوجد على هذا الكوكب بلد جميل كبلدنا وحضارتنا شاهدة على ذلك فالله جميل يحب الجمال إلا أن البشر هم الذين يقلبون النعمة نقمة بأيديهم ومن ثم يتباكون ويسالون الله لماذا يا الهي ولولا أن رب العزة كتب على نفسه الرحمة لما كان على وجه الأرض من يستحق ان يبقى لكثرة الذنوب والآثام .

وها هي الهموم تغير صورة الشتاء الجميل الى صورة متعبة فما ان بدأ الجو بالتغير نحو البرد ولاحظ الناس ذلك الأمر حتى تبدأ بسماع الشكوى والمخاوف !! أصبح حتى تغير الجو يسبب الرعب لأبناء الوطن من البسطاء فهذا الرجل يخشى أن تعاد أزمة النفط كما في العام المنصرم فيهب الى شراءه منذ ألان وليبدأ بنفسه بإعداد أزمة على الرغم من تأكيدات وزارة النفط من أن هذا الأمر لم يتكرر إلا إن المواطن للأسف والأسف معطوف على المواطن الذي فقد الثقة في كل شيء وعلى الوزارة التي حتى إن صدقت بوعدها لا تصدق من قبل الناس فأعان الله الاثنين معا وهذه المرأة التي بدأت بالتوقعات القريبة من الواقع بان الكهرباء ستزداد سوءا بالشتاء مثل كل عام مما يؤثر على  سخان بيتها المتواضع مما يقودها للاضطرار لتغلي قدورا من الماء من اجل الاستحمام وحقيقة هي ليست متكاسلة من الأمر إلا أن خوفها الأكبر من أسعار الغاز العالية حيث انه  ستضطر لشراء قناني أكثر والمعين الله .وكثيرة هي مشاكل الشتاء من مناطق تتحول الى بحيرات بدون بجع كما يصورها جايكوفسكي في سيمفونيته الى شوارع تملا بالطين وممرات من الطوابيق يتمايل عليها الرجال والنساء لبلوغ مناهم والوصل لمقرات عملهم ودورهم .

ومن الحقائق التي اعتبرها مؤلمة هو إن المواطن قد تكيف على هذا الحال فهو يشتكي ويولول ثم يستسلم للأمر الواقع كما في كل عام وأصبحنا نحلم أن يكون كل شيء على حاله على أن يكون للاسوء فشتاء هذه السنة بدأ بإمطار غريبة القطرة فيها مميتة صارت السماء تمطر هاونات في بغداد !وعلى مناطق كثيرة ولا تقتصر على الكاظمية او الاعظمية  هذه الأمطار التي يهديها إلينا شرار الناس لتحصد أرواح الأبرياء هولاء الأشرار الذين يقتلون جمال الفصول ولا استغرب فقائدهم وقدوتهم التكريتي حارب النخلة وحارب الماء والطبيعية قبل البشر. اليوم باتت السماء غير أمنة فلقد كنت انتبه أين تطيء قدمي في كل يوم حتى لا اضغط على عبوة أو لغم ارضي وألان أنا في حيرة من أمري انظر الى السماء أم الأرض !!! والله المستعان على هذا الحال.

ونسال الله أن يعين وزراة النفط والكهرباء لكي تقوم بواجبها هذا العام على أتم وجه وتبيض وجهها بعمل يفرح أبناء شعبهم .  ولو كان مغزى الإرهابيين من هكذا أعمال أن يوقفوا إعدام التكريتي فنقول لهم  استمروا بعمل أزمات النفط وتخويف الناس بتفجير المحطات فلست بحاجة للنفط لأننا نحصل على الدفيء بمجرد رؤية قائدكم الضرورة في القفص كما الشمبانزي يتقاذف الجمل المبتورة وعديمة الجدوى مع خياله المريض وأمطروها هاونات يا أشرار فلا يهم ما دام حبل المشنقة سيخنق غاليكم فستختنقون معه ولتشعروا بالغصة فها انتم  تتألمون لقائدكم ذلك الفار القابع في الحفر وتلومونا لو ذكرنا شهدائنا ومقابرنا الجماعية التي احتوت على خيرة البشر من الذين شعث نعلهم أرقى ألف مرة من ابن العوجة .

سيكون هذا الفصل بعون الله أجمل الفصول في حياة العراقيين فصل يسدل الستار عن الفصل الأخير لقصة قائد الفئران المبجل منكوش الشعر فلا عجب ان تفتحت الأزهار في فصل الشتاء  هذا العام ان اعدم صدام فالطبيعة ستبتهج بإعدام ظالمها ومؤذيها . فشتائي دافئ هذا العام بقرار إعدام صدام  ولن تسمعوا من أفواهنا تلك الجملة التي تنتظرونها والتي تقولونها على الدوام بان حكومة الطاغية  كانت أفضل وارحم لا أبدا فلو مشينا على جثث أحبتنا لن نقولها لو أمطرتموها صواريخ وهاونات وزرعتموها عبوات فهيهات هيهات منا الذلة أيها الأوغاد ولا داعي أن تتعبوا أنفسكم فالقلوب التي تحملت فراق الحسين ع ومظلومية اائمتهم وغياب إمامهم قادرة أن تتحمل كل شيء فلقلوبنا  يملئاها الإيمان إن شاء الله فزيدونا أذى لنزداد إيمانا ونسال الله الصبر والتوفيق لكل ما فيه خير وليعد المؤمنون العدة لنصرة مذهبهم ولو بالدعاء فالنصرة واجبة في هذه المحنة الصعبة والله يحفظ الخيرين من أبناء هذا البلد بحق محمد وال محمد

أختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ندى
2006-11-11
افتقدناكٍ اختنا العزيزة وافتقدنا كتاباتك الجميلة وها انتٍ تطلين علينا من شتاء العراق الجميل والدافيء رغم كل مايفعله اشرار الارض والله احييتي ذاكرة قد جمدت مع جمود شتاء القطب الشمالي عند ذكر المدفئة وجمعت الاهل حولها .. شكرا لكٍ عزيزتي على الروح الجميلة التي تحمليها .. كل شيء يبقى جميلا فيك ياعراق مهما جار عليك الزمان
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك