المقالات

ردا على من لا يفهمون علاقة المجلس الأعلى بالمرجعية الدينية والأمة


وليد المشرفاوي

إن أدبيات وخطاب المجلس الأعلى منذ نشوءه وطيلة سنوات كفاحه انطلاقا من ارض المهجر كانت من المنطقية والوضوح بمكان فهو لم يكرس النزعة الطائفية مطلقا ولم يبن علاقاته العامة على هذا الأساس وإنما هو خطاب عراقي خالص يسمو فوق تأثيرات العرق والطائفة بل وحتى التوجهات السياسية الأخرى , كان يتسم بالانفتاح الكبير والاعتدال في النبرة والابتعاد جهد الإمكان عن الوقوع في أتون الصراعات الجانبية فكانت جل خطابات رئيسه سماحة السيد عمار الحكيم تتحدث عن معاناة الشعب العراقي كله ولم تقتصر على الدفاع عن طيف دون آخر أو مكون دون غيره وما يؤيد ذلك هو التحالف الرصين مع الأخوة الكرد وهم من أهل السنة وما ظهر من احترامهم الكبير لهذا التحالف الذي لم تتحكم فيه الظروف على اختلافها , فإذا كان أيام المعارضة بمستوى جيد فهو في زمن الحكم أجود وأكثر تجذرا , وكذلك الحل مع الأخوة السنة سواءا بالعلاقة الجيدة مع الشخصيات والرموز السنية أو مع عموم الطائفة السنية بالرغم من محاولة البعض إقحامها في خندق آخر وكأنها غير راضية عن تغيير النظام الفاسد ومع تلك الظروف التي بدت معقدة فان خطاب المجلس الأعلى ما هو إلا استمرار لذلك الخطاب ألمجلسي السابق الذي يدافع عن العراقيين عموما ويعبر عن حرصه على الدفاع عن مصالحهم جميعا وعن الرغبة الصادقة في إشراك الجميع في إدارة دفة الحكم على أساس العدل والحرية والمساواة , ولعل المجلس الأعلى هو السباق قبل غيره في إدامة التواصل مع الأخوة السنة على أساس من المصارحة والمكاشفة والتباصر وهذا ما يدعو إلى استشراف حال مستقبلي أفضل بلا شك. إن حرص المجلس الأعلى على وحدة أتباع أهل البيت لم يكن موجها ضد كائن من كان سوى انه يصب في هدف توحيد ابناء الشعب العراقي ككل وهذا ما تؤيده الوقائع ويوضحه الخطاب السياسي الذي يؤكد بعضه بعضا بين الحين والآخر, كما لا يخفى إن المجلس الأعلى لم يكن حزبا أو منظمة أو حركة سياسية ما مؤطرة برؤى معينة معتمدة على آليات تنظيمه تآلفت عليها التجارب الحزبية في العالم , بل هو مسيرة عامة دينية سياسية لا تعتمد طريقة التنظيم الحزبي المحكوم بسياقات صارمة وإنما هو مسيرة مفتوحة تعتمد نظم الأمة وليس تنظيم المنتمين حزبيا وتتخذ من السياق المؤسساتي سبيلا للاتصال بالأمة وتقديم الخدمات لها كما أنها تستنير بهدي المرجعية الرشيدة وتجعلها هاديا مباركا للخطوط الطويلة والعريضة للمسيرة بل إن إكبار مقام المرجعية في صميم روح المجلس الأعلى فهو أمر ملازم للحالة الإيمانية ومن متطلبات الإتباع الصحيح لخط أهل البيت(ع) .لذا نجد من لم يفهم حقيقة خط أهل البيت يقع في خلط كبير في تفسير العلاقة ما بين المجلس الأعلى والمرجعية الدينية تفسيرا سياسيا محضا من قبيل ما يعتبره البعض براغماتية سياسية أو غير ذلك في حين إن لا تبدل في احترام المجلس الأعلى للمرجعية الرشيدة أينما كانت يتسع هذا الاحترام سعة الإسلام ورحابته التي لا يحدها عرق أو لون لذا كان اعتزاز المجلس الأعلى بمرجعية الإمام السيستاني (دام ظله) كمرجع أعلى في هذا المقطع من الزمن وهو ذات الاعتزاز بمراجع الطائفة الكبار في أي مكان أو زمان آخر لا لإحلال بعضها محل الآخر ولا إلغاء لبعضها واستبدالها بغيرها كما يراها المسكونون بالتفسيرات السياسية المحضة بل القادر على فهمها هو من مكن الإيمان قلبه بطبيعة علاقة الأمة بمراجعها على مر التاريخ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
وليد المشرفاوي
2010-11-29
تحياتي لك اخي محمد الشرع ولجميع الاخوة والاخوات في انا شيعي الذين يجاهدون بقول كلمة الحق ودمغ الباطل وازهاقه , وتلبية لطلبك اخي الكريم انشاء الله سوف انضم الى شبكة انصار الحسين قريبا.
محمد الشرع
2010-11-29
احسنت اخي وليد المشرفاوي وكم افتقدناك وخسرناك في انا شيعي .. ادعوك لتلبية طلبي بالانضمام لشبكة انصار الحسين في القسم السياسي ان احببت ذلك .. http://www.ansarh.cc/
محمد الشرع
2010-11-29
احسنت اخي وليد المشرفاوي وكم افتقدناك وخسرناك في انا شيعي .. ادعوك لتلبية طلبي بالانضمام لشبكة انصار الحسين في القسم السياسي ان احببت ذلك .. http://www.ansarh.cc/
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك