المقالات

ردا على من لا يفهمون علاقة المجلس الأعلى بالمرجعية الدينية والأمة

973 22:37:00 2010-11-26

وليد المشرفاوي

إن أدبيات وخطاب المجلس الأعلى منذ نشوءه وطيلة سنوات كفاحه انطلاقا من ارض المهجر كانت من المنطقية والوضوح بمكان فهو لم يكرس النزعة الطائفية مطلقا ولم يبن علاقاته العامة على هذا الأساس وإنما هو خطاب عراقي خالص يسمو فوق تأثيرات العرق والطائفة بل وحتى التوجهات السياسية الأخرى , كان يتسم بالانفتاح الكبير والاعتدال في النبرة والابتعاد جهد الإمكان عن الوقوع في أتون الصراعات الجانبية فكانت جل خطابات رئيسه سماحة السيد عمار الحكيم تتحدث عن معاناة الشعب العراقي كله ولم تقتصر على الدفاع عن طيف دون آخر أو مكون دون غيره وما يؤيد ذلك هو التحالف الرصين مع الأخوة الكرد وهم من أهل السنة وما ظهر من احترامهم الكبير لهذا التحالف الذي لم تتحكم فيه الظروف على اختلافها , فإذا كان أيام المعارضة بمستوى جيد فهو في زمن الحكم أجود وأكثر تجذرا , وكذلك الحل مع الأخوة السنة سواءا بالعلاقة الجيدة مع الشخصيات والرموز السنية أو مع عموم الطائفة السنية بالرغم من محاولة البعض إقحامها في خندق آخر وكأنها غير راضية عن تغيير النظام الفاسد ومع تلك الظروف التي بدت معقدة فان خطاب المجلس الأعلى ما هو إلا استمرار لذلك الخطاب ألمجلسي السابق الذي يدافع عن العراقيين عموما ويعبر عن حرصه على الدفاع عن مصالحهم جميعا وعن الرغبة الصادقة في إشراك الجميع في إدارة دفة الحكم على أساس العدل والحرية والمساواة , ولعل المجلس الأعلى هو السباق قبل غيره في إدامة التواصل مع الأخوة السنة على أساس من المصارحة والمكاشفة والتباصر وهذا ما يدعو إلى استشراف حال مستقبلي أفضل بلا شك. إن حرص المجلس الأعلى على وحدة أتباع أهل البيت لم يكن موجها ضد كائن من كان سوى انه يصب في هدف توحيد ابناء الشعب العراقي ككل وهذا ما تؤيده الوقائع ويوضحه الخطاب السياسي الذي يؤكد بعضه بعضا بين الحين والآخر, كما لا يخفى إن المجلس الأعلى لم يكن حزبا أو منظمة أو حركة سياسية ما مؤطرة برؤى معينة معتمدة على آليات تنظيمه تآلفت عليها التجارب الحزبية في العالم , بل هو مسيرة عامة دينية سياسية لا تعتمد طريقة التنظيم الحزبي المحكوم بسياقات صارمة وإنما هو مسيرة مفتوحة تعتمد نظم الأمة وليس تنظيم المنتمين حزبيا وتتخذ من السياق المؤسساتي سبيلا للاتصال بالأمة وتقديم الخدمات لها كما أنها تستنير بهدي المرجعية الرشيدة وتجعلها هاديا مباركا للخطوط الطويلة والعريضة للمسيرة بل إن إكبار مقام المرجعية في صميم روح المجلس الأعلى فهو أمر ملازم للحالة الإيمانية ومن متطلبات الإتباع الصحيح لخط أهل البيت(ع) .لذا نجد من لم يفهم حقيقة خط أهل البيت يقع في خلط كبير في تفسير العلاقة ما بين المجلس الأعلى والمرجعية الدينية تفسيرا سياسيا محضا من قبيل ما يعتبره البعض براغماتية سياسية أو غير ذلك في حين إن لا تبدل في احترام المجلس الأعلى للمرجعية الرشيدة أينما كانت يتسع هذا الاحترام سعة الإسلام ورحابته التي لا يحدها عرق أو لون لذا كان اعتزاز المجلس الأعلى بمرجعية الإمام السيستاني (دام ظله) كمرجع أعلى في هذا المقطع من الزمن وهو ذات الاعتزاز بمراجع الطائفة الكبار في أي مكان أو زمان آخر لا لإحلال بعضها محل الآخر ولا إلغاء لبعضها واستبدالها بغيرها كما يراها المسكونون بالتفسيرات السياسية المحضة بل القادر على فهمها هو من مكن الإيمان قلبه بطبيعة علاقة الأمة بمراجعها على مر التاريخ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
وليد المشرفاوي
2010-11-29
تحياتي لك اخي محمد الشرع ولجميع الاخوة والاخوات في انا شيعي الذين يجاهدون بقول كلمة الحق ودمغ الباطل وازهاقه , وتلبية لطلبك اخي الكريم انشاء الله سوف انضم الى شبكة انصار الحسين قريبا.
محمد الشرع
2010-11-29
احسنت اخي وليد المشرفاوي وكم افتقدناك وخسرناك في انا شيعي .. ادعوك لتلبية طلبي بالانضمام لشبكة انصار الحسين في القسم السياسي ان احببت ذلك .. http://www.ansarh.cc/
محمد الشرع
2010-11-29
احسنت اخي وليد المشرفاوي وكم افتقدناك وخسرناك في انا شيعي .. ادعوك لتلبية طلبي بالانضمام لشبكة انصار الحسين في القسم السياسي ان احببت ذلك .. http://www.ansarh.cc/
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك