المقالات

600 مليار دينار .. قطرة من بحر

793 22:30:00 2010-11-26

كامل محمد الاحمد

واحدة من ابرز واخطر المشاكل التي مازلت تواجه كلل العراقيين هي الفساد الاداري والمالي الذي نخر جسد الدولة العراقية وخلف مشاكل وازمات كبيرة،فضلا عن كونه كرس ورسخ ظواهر وسلوكيات اجتماعية خطيرة ان لم يكن الان ففي المستقبل.وليس غريبا ان يصنف العراق ضمن تقارير منظمة الشفافية الدولية ومؤسسات دولية اخرى متخصصة بأنه من بين اكثر اربع دول فسادا في العالم وهي الصومال وافغانستان ورواندا اضافة الى العراق. لم يأت الفساد الاداري والمالي من فراغ ولم يلد من العدم، بل ان ظروفا واوضاعا تهيئت له، بعضها منذ زمن نظام صدام المقبور، وبعضها الاخر ظهرت بعد سقوطه وانهياره غير مأسوف عليه في التاسع من نيسان من عام 2003.وفي الماضي كان الانطباع والتصور العام لدى عموم الناس بأن السارق هو ذلك الشخص الذي يخفي وجهه ويتسلل في الليالي الظلماء عبر الجدران وسطوح البيوت ليسرق ما خف وزنه وغلا ثمنه ليوفر مصروفه ويسد احتياجاته الحياتية لفترة من الوقت. والسارق كوظيفة او مهنة شخص منبوذ وترتبط مهنته بالليل والظلام والتخفي ، والان تغيرت الصورة بشكل شبه كامل واختفى تقريبا السارق الليلي او سارق الجيوب والمحفظات في السيارات والحافلات والقطارات، وظهر نموذج اخر مختلف تماما للسارق، فهو في غالب الاحيان شخص يرتدي ارقى الملابس، ويستقل افضل السيارات ويسكن في اجمل البيوت والفنادق، ويتمتع بالخدم والحشم والحراسات والحمايات، ويشغل مواقع مهمة وحساسة في الدولة، وفي اسوأ الاحوال فأن موظف حكومي يستطيع من خلال وظيفته ان يفعل الكثير من الامور الشاذة والمنحرفة دون ان يسمح بأكتشافه من قبل الاخرين.لذلك لم يعد غريبا، او بات طبيعيا ان نسمع ان الوزير الفلاني اختلس مليار دولار وهرب الى الخارج، والموظفة الفلانية سرقت خمسة عشر مليار دينار وفرت الى جهة مجهولة او جهة معلومة. وتتعدد اشكال السرقات واختلاس الاموال العامة والتجاوز عليها، ليكون تخصيص رواتب خيالية وامتيازات ومخصصات مالية مغرية للوزراء واعضاء البرلمان واصحاب الدرجات الخاصة شكل جديد ومتميز للسرقة والاستحواذ في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من ملايين الناس دون حرج ولا تردد .لذلك فأنني شخصيا لم استغرب ولم اندهش وانا اقرأ خبرا عن اكتشاف فساد مالي بقيمة 600 مليار دينار خلال الاشهر العشرة الماضية في عدد من دوائر الدولة العراقية الديمقراطية، و600 مليار دينار هو قطرة من بحر وماخفي اعظم وادهى وافضع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك