المقالات

600 مليار دينار .. قطرة من بحر


كامل محمد الاحمد

واحدة من ابرز واخطر المشاكل التي مازلت تواجه كلل العراقيين هي الفساد الاداري والمالي الذي نخر جسد الدولة العراقية وخلف مشاكل وازمات كبيرة،فضلا عن كونه كرس ورسخ ظواهر وسلوكيات اجتماعية خطيرة ان لم يكن الان ففي المستقبل.وليس غريبا ان يصنف العراق ضمن تقارير منظمة الشفافية الدولية ومؤسسات دولية اخرى متخصصة بأنه من بين اكثر اربع دول فسادا في العالم وهي الصومال وافغانستان ورواندا اضافة الى العراق. لم يأت الفساد الاداري والمالي من فراغ ولم يلد من العدم، بل ان ظروفا واوضاعا تهيئت له، بعضها منذ زمن نظام صدام المقبور، وبعضها الاخر ظهرت بعد سقوطه وانهياره غير مأسوف عليه في التاسع من نيسان من عام 2003.وفي الماضي كان الانطباع والتصور العام لدى عموم الناس بأن السارق هو ذلك الشخص الذي يخفي وجهه ويتسلل في الليالي الظلماء عبر الجدران وسطوح البيوت ليسرق ما خف وزنه وغلا ثمنه ليوفر مصروفه ويسد احتياجاته الحياتية لفترة من الوقت. والسارق كوظيفة او مهنة شخص منبوذ وترتبط مهنته بالليل والظلام والتخفي ، والان تغيرت الصورة بشكل شبه كامل واختفى تقريبا السارق الليلي او سارق الجيوب والمحفظات في السيارات والحافلات والقطارات، وظهر نموذج اخر مختلف تماما للسارق، فهو في غالب الاحيان شخص يرتدي ارقى الملابس، ويستقل افضل السيارات ويسكن في اجمل البيوت والفنادق، ويتمتع بالخدم والحشم والحراسات والحمايات، ويشغل مواقع مهمة وحساسة في الدولة، وفي اسوأ الاحوال فأن موظف حكومي يستطيع من خلال وظيفته ان يفعل الكثير من الامور الشاذة والمنحرفة دون ان يسمح بأكتشافه من قبل الاخرين.لذلك لم يعد غريبا، او بات طبيعيا ان نسمع ان الوزير الفلاني اختلس مليار دولار وهرب الى الخارج، والموظفة الفلانية سرقت خمسة عشر مليار دينار وفرت الى جهة مجهولة او جهة معلومة. وتتعدد اشكال السرقات واختلاس الاموال العامة والتجاوز عليها، ليكون تخصيص رواتب خيالية وامتيازات ومخصصات مالية مغرية للوزراء واعضاء البرلمان واصحاب الدرجات الخاصة شكل جديد ومتميز للسرقة والاستحواذ في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من ملايين الناس دون حرج ولا تردد .لذلك فأنني شخصيا لم استغرب ولم اندهش وانا اقرأ خبرا عن اكتشاف فساد مالي بقيمة 600 مليار دينار خلال الاشهر العشرة الماضية في عدد من دوائر الدولة العراقية الديمقراطية، و600 مليار دينار هو قطرة من بحر وماخفي اعظم وادهى وافضع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك