المقالات

الحكومة .. ومتطلبات المرحلة القادمة


وليد المشرفاوي

مهما تكن درجة نجاح كل طرف في عملية تشكيل الحكومة فالمحصلة النهائية قد نجح العراق , ما يعني نجاح الجميع في حقيقة الأمر , وفشل أنصار المعادلة الظالمة السابقة التي أريد لها أن تكرس الاستبداد والظلم وخنق الحريات وقتل الطاقات وان يبقى العراق مشرع الأبواب للعبث والاستغلال والابتزاز ,فشل أولئك ورأس نفيظتهم مجاميع الذبح والقتل والإرهاب في ثني العراق عن مواصلة دربه الجديد , وخياره الوحيد ,في أن تكون إرادة شعبه هي الحاكمة , قد تكون الإرادة الجمعية خضعت إلى مؤثرات القسر والتوجيه والترغيب والتقبيح .. وبهذا تتلون النتائج بلون تلك المؤثرات الطارئة على طبيعة الأشياء , ولكن ما تحقق بفضل طاولة السيد الحكيم من مصلحة اكبر هو رصيد المسيرة الباعث على الاطمئنان بديمومتها واستمراريتها قوية منيعة ,ولذا تقتضي المرحلة القادمة من الحكومة العراقية أن تبذل الجهد وبجدية على مستويين الدفاع بما أوتيت من قوة ضد الاستهداف , والهجوم على مواطن الضعف في نسيجها الخاص وعلى جبهة الأعداء معا. لاسيما وان الأعداء لم يألوا جهدا في استخدام أسلحتهم ضد العملية السياسية في العراق وبمختلف العيارات , ولا باس باستئناف العمل لا باستصحاب المنهجية السابقة ..بل في إعادة تنظيم البيت الداخلي وكسب ثقة أفراد العائلة أولا .. ليكونوا مصدر إشعاع في الوسط الذي يلي .. ولتكن الحركة غير مقتصرة على ما اصطلح عليهم( مسؤولين) .. إنما خلق ثورة في وجدان كل مواطن وخلق حماسة في وجدان كل مسؤول..فلا غنى للمسيرة عن الاعتناء بآراء ومشاعر ومقترحات الناس.. لإشعارهم بأنهم من المسيرة والمسيرة منهم , وإذا ما اثبت الواقع ضعف منهج معين وأساليب معينة عن التأثير في الواقع كما يجب .. فليس من العيب أبدا اعتماد الجرأة في إعادة النظر في الأدوات والآليات بعد ذلك .. واتخاذ ما يلزم من إجراءات فمصلحة المسيرة أهم من مصلحة هذا الفرد أو ذاك أو هذه المجموعة أو تلك .. لاسيما في مسيرة عليها استحقاقات , استحقاق التاريخ وما فيه من رموز شهيدة على رأس مسيرة شهداء بررة ,وتضحيات جسام, واستحقاق المستقبل الذي يحرص من لا يؤتمن, على اختطافه من بين أيدينا.إن المرحلة القادمة لا يمكن كسبها والتأكد من نصرها إلا وفق تصور جديد للحالة العراقية وما يكتنفها فلكل مرحلة آفاق وتصورات يجب أخذها بالحسبان وبنظر الاعتبار واعتمادها كركيزة يمكن الاستناد عليها لتوجيه بوصلة العمل بكل إخلاص وجدية بعيدا عن الخيال والمزايدات فالقيم السياسية لا تحدد بالطوبائية والفراغ بل بما يفرضه الواقع وبكل تحدياته الثقال التي يعاني منها الشعب, فان أول متطلبات العمل في المرحلة القادمة هو على الحكومة ضرورة إعداد برنامج توعوي تشخص فيه الايجابيات ويركز فيه على السلبيات لكي ترفع فيه روح العاملين في مؤسسات الدولة ويلغي الكسل و التماهل في نفوس البعض , ثم على الحكومة بعد ذلك تشخيص الخطاء والممارسات التي وقعت ولا تزال تهدد البلد من جميع نواحيه الأمنية والاقتصادية والسياسية ,إن استحقاقات المرحلة المقبلة تتطلب من الحكومة قوة في حركتها وتشخيص عدونا وتتطلب كذلك التأكيد على مسالة الخدمات وايلائها أهمية , كما على الحكومة معالجة الإخفاقات التي تخللت المرحلة السابقة وبطرح حقيقي وليس أمنيات وعليها كذلك تقديم الأشخاص المرموقين والمعروفين بالنزاهة والقدرة والكفاءة على إدارة الوزارات والمؤسسات الحكومية وعدم حماية المشبوهين تحت أي ذرائع وعدم خلطهم أو مساواتهم بالعناصر الوطنية المخلصة والمؤمنة بربها وأمتها . إن العراق في المرحلة القادمة يتطلب الكثير من العمل الجاد لتكملة المسيرة التي هي أمانة في أعناق الجميع ,كما إن الدعاية البعثية والتكفيرية ومن وراءها كل أعداء العراق عموما وأعداء أهل البيت(ع) خصوصا يتحينون الفرص ويعملون ضدنا ليل نهار ودون رحمة أو حياء أو رابط من قيم وأخلاق فلا نغفل عنهم لحظة , كما إن التشظي في الحالة الإسلامية قد يأتي -لا سامح الله-بمردودات على غير ما تشتهي السفن , فالحذر لكي لا نعين الآخر على أنفسنا حيث لا ندم حين يقع المحذور.فالوحدة واجب ومسؤولية لابد لكل فرد من أبناء الشعب أن يعمل من اجلها وان يجاهد ويناضل من اجل بناء هذا الوطن الذي هو الجامع المشترك لكل مكونات الشعب العراقي , فبعد أن تقدمت العملية السياسية في البلاد خطوات مهمة وتم تحقيق انجازات ملموسة على ارض الواقع , فيجب على الحكومة القادمة العمل بروح الفريق الواحد وروح الجماعة الواحدة من اجل خير العراق عراق الجميع وتكون يدا واحدة من اجل أن يعم الأمن والاستقرار في ربوع وطننا , وترفض كل من يحاول القفز على مكاسبنا السياسية , فان الفرقة والتشظي لا تخدم أبناء هذا الشعب ولا تخدم الأهداف التي ناضلنا من اجلها سنوات من اجل إزاحة الديكتاتورية عن صدر العراق ,فالكل مدعون من اجل الحوار و تلاقح الأفكار والرؤى من اجل إنجاح المشروع السياسي العراقي وتقديم الخدمات لأبناء هذا الشعب الجريح , وهذا يتطلب أن تتوحد صفوفنا ونسد الثغرات بوجه الطامعين والأعداء الذين يتربصون بنا وبمشروعنا السياسي , وان يعيدوا العراق إلى الوراء ليحكم بالمعادلة الظالمة , فاعملوا جميعا من اجل العراق الموحد المستقل قبل فوات الأوان فأن الفرص تمر مر السحاب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك