عمار العامري
أن كل التقديرات البيانية تشير إلى أن الوضع الاقتصادي في العراق وخصوصا في الجانب ألمعاشي أصبح يأخذ جانبين في الخط البياني مع الإشارة بوجود حالة عكسية تماما فهناك صعود ملفت للطبقة الحاكمة والقريبة من السلطة وهم المسئولين وكبار موظفي الدولة وأصحاب رؤوس الأموال والمقربون من أولئك وفي المقابل يشير الخط البياني إلى تراجع واضح في المستوى الاقتصادي لما يزيد على ربع سكان العراق مما يؤسس للطبقة المحرومة التي أخذت أعدادها بالتزايد مع الترهل الذي يصيب مفاصل الدولة لاسيما وإذا أخذنا التوسع في عدد الوزارات ونواب رئيسي الجمهورية والوزراء وزيادة عدد أعضاء مجالس النواب والمحافظات والبلدية وارتفاع عدد المشمولين من خلال ذلك في نظام التقاعد مع ارتفاع ما يتقاضى أي فرد من أولئك من راتب آني أو تقاعدي بدون مقابل أي عمل قام به أو يقوم به لاحقا كأن يكون جهدا جسديا أو فكريا على أساس الشورى أو أبداء الرأي مع إن اغلبهم لم يحضر حتى يوم واحد في اجتماع أو لجنة ولكن مجرد وجود اسمه في لوائح المجالس الشكلية التي أسس لها (بريمر) ومقابل ذلك قد يتقاضى الموظف الاعتيادي الذي قضى عمره موظفا بأسا 10% كمرتب تقاعدي مما يتقاضه من لم يحضر حتى يوم واحد في المناصب التشريعية والتنفيذية والذي منح على ضوءها مرتب لا يستحقه فان ظاهرة ارتفاع رواتب ومستحقات وما يحصل عليها المسؤول ومن يرتبط به من الحاشية والتابعين قد خلفت ظاهرة سلبية جدا في العراق وهي التمايز الطبقي الاجتماعي على أسس اقتصادي لنجد بروز طبقة محرومة بل مسحوقة وما يزيد في الطين بله هو التزاحم الإعلامي من جانب الفضائيات العراقية لظهار مواجع هذه العوائل المسحوقة والتي تركها الزمن في مخلفات الأحياء الفقيرة والشوارع البائسة والقرى النائية إذ حرمت من ابسط مقومات الحياة وجزعت حتى من الحياة نفسها ويا ليت الأعلام لم يسلط الضوء عليها ليحرك المشاعر الملتهبة.والأصعب إن نسمع أن ما يسمى بشبكة الرعاية الاجتماعية تشير التقديرات الرسمية أن الأموال المخصصة لها لن تذهب إلى مستحقيها وان اغلب الذين شملوا فيها هم من غير المستحقين أو القريبين من السادة المسؤولين إذ لم تحصل تلك العوائل على استحقاقها الذي شرعت الشبكة من اجلها والسبب يعود إلى الحسابات الشخصية والمزايدات السياسية التي تبحث عن الأصوات لا عن الأمانة التي تكلف فيه المسؤول مقابل ذلك أخذت اسطوانة البطاقة التموينية مأخذ سلبي اتجاه التعامل مع هذه الطبقة مما يعزو إلى تفاقم الظروف المأساوية عليها لاسيما في بلد تنعم فيه الطبقة الحاكمة ويأكل الدهر الطبقة المسحوقة والمهملة فأذن الاعتقاد الوارد بانطلاق ثورة الفقراء في العراق قد يكون قريبا في ظل هذه التداعيات المريرة.
https://telegram.me/buratha