المقالات

المالكي والاستئثار بالسلطة

801 13:17:00 2010-11-24

سلام محمد

تحدث لي احد مدراء الدوائر المهمة في وزارة المالية عن مفردة بدت لي غريبة في اول وهلة ,, وهي ان هذا المدير عند تعيينه مديراً لتلك الدائرة بالوكالة , وجد فيها فسادا ادارياً ليس له حدود وكأن السرقة من المال العام امر مشروع يكافئ عليه القانون في حكومة (دولة القانون) فالمواطن المسكين لايستطيع ان يحصل على معاملته الا بعد ان يدفع مبلغ قدره ( ستة ملايين دينار ) وهو سدس المبلغ الذي يحصل عليه من تلك الدائرة المالية كقرض بناء او غيره ,, واستطاع هذا المدير ان يكافح الفساد في فترة قياسية ويجعل من دائرته مثال للالتزام والنزاهة وتلقى كتب شكر وتقدير من الوزير على ماقام به من انجاز .

هذا المدير النزيه وبعد كل كتب الشكر وكلمات الاطراء من الوزير , فوجئ في احد الايام ان وصل اليه كتاب من مراجعه العليا يعهد بالادارة الى مدير اخر , كان قد طرد بسبب فساد مالي ونقص بالاموال التي في عهدته وقضيته لم تنتهي بعد ؟؟ استغرب المدير وطلب مقابلة الوزير ليستعلم السبب , وعندما قابل الوزير استفسر منه, لماذا ينصب فلان السارق مديراً لدائرة مالية حساسة واقصى انا الذي كنت سيادة الوزير تثني عليّ وعلى نزاهتي في عملي ؟؟ ,, فاطرق الوزير رأسه الى الارض وقال له .... بما ان اوامر تعيين مدراء الدوائر تصدر من مجلس الوزراء , فقد خاطبتهم بكتب عديدة اطلب بها تثبيتكم مديراَ للدائرة ولم احصل على جواب ,, وفوجئت ان ارسل مجلس الوزراء كتاب تعيين هذا المدير الفاسد ولم يكن لي خيار سوى قول ( انا لله وانا اليه راجعون ) ....

وبعد التاكد من المعلومات تبين ان في مجلس الوزراء عصابة لها ارتباط برئيس الوزراء نفسه ,, يديرها احد رجاله الامنيين قيل ان لقبه ( البصري ) وبالتنسيق مع هذه العصابة تصدر الاوامر الادارية لكبار ضباط الجيش ومدراء الدوائر في الوزارات المختلفة , مقابل ان يدفع من يصدر له امر اداري او وزاري حصة حزب الدعوة التي تحسب ( بالدفاتر ) كما يعبرون عنها سراق المال العام , وهناك شرط اخر اهم ,, عندما يصدر الامر الاداري للمدراء ,, يؤخذ تعهد منه ان يدين بالولاء للمالكي , لاللوطن وان ينتخب قائمته في الانتخابات وهذا هو الشرط الاساس وليس هناك اي مانع ان ( يطلع المدير مصرفه حتى ولو بالدفاتر ) .

هذه الحادثة تعد من ابسط الامور التي تجري في كواليس حكومة المالكي من استأثار بالسلطة وسرقة المال العام ومن هنا نناشد البرلمانيون الجدد ان يكونوا السلطة الرقابية على اداء المالكي كون الامور اذا بقيت على حالها السابق سوف لن يعين وزير نزيه ولامدير كفوء لان المعيار هو الولاء للحاكم الاوحد وحزبه حتى لو كان الوزير او المدير لديه توجهات اخرى ,, سوف لن يكون له مكان مع عصابة الحاكم وعندها سوف لن نجد وزارة او دائرة تعمل على اساس المهنية ومستوى الاداء الجيد ولن ينسى العراقيين تصريح المالكي الذي مدح وزير الكهرباء ونعته بالكفوء وهو المتهم بأهدار المال العام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو زهراء النجفي / كندا
2010-11-24
دولة القانون المسماة زورا هيه دولة الخوارج عن الدين والمذهب لان عرفها ينطبق على افعالهم التي لاتمت للاسلام بصله ولالمذهب اهل البيت عليهم السلام بالولاء بل تتجه بوصلتهم الى حكم الامويين والعباسيين وهل الكعك من هل العجين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك