المقالات

كل العالم المسيحي وقف مع الجرحى والمصابين والمتضررين في حادثة كنيسة سيدة النجاة ! فمن وقف معي ؟؟؟

1115 15:13:00 2010-11-23

ماجد محمد

بدايـة لا بـد وأن أرفـع يـدي ّتضرعـا لله تعالـى أن يرحـم الشهـداء الأبريـاء الذين سقطـوا في الأحـداث الإجراميـة الداميـة التي وقعـت أثنـاء مداهمـة الإرهابيين لكنيسة سيـدة النجـاة وأن يُعجـل في شفـاء أخوتنـا المصابين والجرحـى .

للحـدث غصـة أقـوى وأشـد من الساعـات الستـة التي بدأت مع تفجيّر الإرهابيون الجبنـاء لسيارتهـم المفخخـة أمـام نافـذة غرفـة المعيشـة لمنزلـي المجـاور للكنيسـة ! أقـول غصـة مابعدهـا من غصـة بـأن أ ُهمـل وأركن في زاويـة يطويهـا نسيـان ممن أولاه ربـي قيـادة وزعامـة هـذا البلـد الملئ بالخيرات والنِعـم وأنا المواطن ( أو هكـذا كنـت أحسـب نفسـي ) الذي لـم أتكاسـل يومـا عن إداء أي واجـب من الواجبـات التي تحتمهـا المواطنـة والإنتمـاء لهـذا البلـد ! غصـة السـنوات الخمسين التي زادهـا الزمن الصعـب خمسـة أخـرى وأنـا أرى حكومتـي العتيـدة تـنزل بكل ثقلهـا لترميـم بنـاء الكنيسـة المرافـق لسنوات عمـري دون ولا حتى نظـرة مسؤولـة للبنـاء المحطـم المجـاور ! وما حـزّ ترميـم بيت العبـادة قلبـي لا والله ولكن أن يكون تمـييزا على حساب المواطنـة ولإظهـار الإهتمـام إعلاميـا وبشكـل واضـح أمـام دول صرخـت إحتجاجـا على الحـدث الدامـي فهـذا ما لا يرضـاه أي عراقـي يسـري الـدم النقـي في عروقـه !!

نعـم هـي ساعـات ستـة عشتهـا وعائلتـي ( بناتـي الثلاثـة وزوجتـي وحفيـدي ذو السبعـة أشهـر) بأبشـع ما يكون بـه الرعـب والـذعـر في بيـت مدمـر أنقطـع عنـه النـور والرصاص والقنابـل تنهـال علينـا من كل جانـب دون أن تستطيـع القـوات العراقيـة الوصول إلينـا مع وجـود قنـاص إرهابـي فـوق سطـح الكنيسـة المطل على منزلـي ! ومما زاد من الأمـر ألمـا أن أكـون مصابـا بشظايـا في ظهـري ويـدي اليسـرى ورأسـي وصراخ عائلتـي يحثنـي على نجدتهـم ! .

وبعـد إنفـراج الأزمـة لـم يسـألنـا سائـل من (الأبطـال) الذين سجلـوا بطولتهـم على عدسـات كاميرات الإعـلام أين ستبيتون وسـط هـذا الركـام ؟ بـل وحتى هـذه الساعـة لـم يسـألنـا أحـد من المسؤولين الذين تزدحـم بهـم شاشات التلفـزة ( السلامـة ) أو كيـف هي حـال جروحكـم ؟ بـل وأكـثر أن المستشفيـات الحكوميـة رفضـت معالجتنـا إلا بورقـة من مركـز الشرطـة الذي أمتنـع ضابطه المسؤول عن تزويدنـا بهـا إلى أن تدّخـل أحـد الضبـاط في مديريـة الشؤون الداخليـة وسهـّل أمرنـا!!؟؟

لقـد تناخـت الدول الأوربيـة للمأسـاة التي تعرض لهـا أخوتنـا المسيحيين فنقلـوا الجرحـى الى مستشفيـات باريس ورومـا ، وتسابقـت حكومتنـا ( الوطنيـة ) مع دول العالـم لترميـم ما أصـاب الكنيسـة من تدمـير في ( الأثـاث ) والزجـاج ، وقامـت فـورا بإعـادة بنـاء وتهيئـة بيـت سائـق القـس المشرف على الكنيسـة ومـنزل خادمتـه ! لكن حكومتـي ومعهـا الـدول ( العربيـة أو الإسلاميـة ) تناسـوا عربيـا مسلمـا بـات بلا مأوى هـو وعائلتـه مـع راتـب تقاعـدي لا يزيـد على المئتـي ألـف دينـار عراقـي !؟ فهـل هـذا هو البنيـان المرصوص الذي أوصى بـه رسولنـا الأكـرم ؟

ولعلـم من لا يعلـم فإن هـذا التفجـير هو الثانـي الذي تعرض إليـه منزلـي ، ففي يوم الأحـد الأول من آب 2004 كـان التفجـير الأول ! وأيضـا دون تدخـل حكومـة العـراق الجديـد لا في تطييـب خواطرنـا ولا في تطبيـب جراحنـا . ووالله الذي لا إلـه إلا هـو لـو أنـي على أعلـم بـأن إقتصـاد دولتنـا سينهـار أمـام حـق من حقوقـي ما كنـت أكتـب كلمـة مما أكتـب ولكنهـا الحجـة أمـام رب أوصى بالرعيـة وصـون الأمانـة .

تحيـة من القلـب للرئيـس ساركوزي ولرئيس الوزراء برلسكونـي على وقفتهـم الإنسانيـة والشريفـة مع أبنـاء الـديانـة المسيحيـة الذين لا نجـد أكـثر منهـم في العـراق سلمـا وسلامـا وطيبـة ، وشكـرا لمن ألمحـت إليـه في كتابتـي هـذه سواء إستجـاب لندائـي أو فضـّل إلـتزام جانـب الصمـت وتـرك نخـوة الـدين لـيوم لا يفيـد معـه نـدم .

ماجد محمد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حيدر
2010-11-28
نحن نسير على ما فعلوه سادات الخلق ائمتنا ع في التعامل مع اهل الكتاب في معاملتهم معاملة حسنة ولائقة في الايفاء لحقوقهم كما جاء في الشريعة السمحاء.ولاكن هذا الصدى المدوي اين كان عندما سبيت عوائلنا وشردناوقتل شبابنافي سجون الطواغيت واستبحيت حقوقناوبتنا في العراء وفي الخيام بين عويل النساء وبكاء الرضع وانين الارامل والامهات الثكلى والمشتكى الى الله ولنا الفخر في دفع ضريبةالولايةفدم الموالي مقدس عند الله فويل من الله للذين خانوا الامانة من اجل الكرسي الثمن البخس ونحن نرفع ايدينا في القنوت لله في حقنا
ماجد محمد
2010-11-25
بدءا لا بد وأن أسجل شكري لجميع الأخوة الذين تفاعلوا مع قضيتي سوءا بالكتابة أو بالتعاطف الوجداني ، ولكني أعجز عن وصف مشاعري إتجاه أخوتي في براثا وهي مسكننا الآمن كما كنت قد وصفته في مقال سابق ، عجز ٌ إزاء وفاء إيماني صادق وشعور إنساني دافق جعلني بحق أشعر بالخجل ، فلقد كان لرسالة الإطمئنان والمواساة التي أرسلوها لي تأثيرالبلسم الشافي لمصيبتي ، وفقكم الله وسدد خطاكم وأبعد عنكم كيد الأشرار .
مراد
2010-11-24
اتك لا تحتاج الى مساعده لانك من الاكثرية واذا كانت الاكثرية تحتاج الى عون على الاقلية فماذا تفسر ذلك فافهم ما اقول وارجع امرك الى الله والله يكون بعونك
الحاج رياض الزبيدي
2010-11-24
بسم الله الرحمن الرحيم ( الناس كلهم عيال الله ) ومن يرحم عيال الله عز وجل فأنه من المرحومين أرحم من في الأرض يرحمك من في السماء أخي الكريم حمداً لله على سلامتك وسلامة العائلة وساعدكم المولى على هذه المصائب وأحمد الله عز وجل( تسكين الحاءوكسر الميم وتسكين الدال ) تصور لو أن نفر قال أنك قد ركنت السيارة ماذا يكون مصيرك , تصور لو أن أحدهم وأعني الإرهابين قد وجه لاسمح الله إلى بيتك شيء يأذيك مع كل هذا وذاك على الحكومة أن تقوم وعلى الفور ليس بتطيب الخواطر بل جبر ما تحطم من نفسياتنا عليه واجب
زيــــــد مغير
2010-11-24
يقــــــال إن حكام العرب يقيمون مجالس الفاتحة على أرواح الشهداء العراقيين في كل عملية ينفذها خنازير الأرهاب . ويقال إن الحكومات العربية تطارد المجرمين المابونين حارث الخاري ومحكان الكيولي ومحمد الدايني وناصر أبو الصراصر الكبيسي .فيا أخي ماجد كل الحكومات العربية معك ومع كل شهيد سقط على أيدي أبناء البغايا ممن يدعون المقاومة الشريفة والجهاد
محمد الوائلي
2010-11-24
معنا الله الله مولانا ولا مولى لهم
زين العراقي
2010-11-23
اخي الحمد لله على سلامتك, مصيبتك اهون من شخص اعرفه ضحى بنفسه في الانتخابات الاولى2005 في حي العامل واحتضن كلب عفن اراد تفجير نفسه وسط الناس واستشهد مع العفن ولولا بطولته لكانت هناك فواجع تضاف لفواجع العراق والعراقيين....هل تعرف ان هذا الشخص لديه ايتام الان وزوجة بلا معيل سوى تقاعده وساكن في بيت اجار!!!!! كم من المسؤولين او النواب او حتى المشايخ زارهم او توجه نحوهم ولكن الجماعة مشغوليين بجدول وزاراتهم وتنقيطهة والحج اللي اقول مقدما الهم لا تبارك باللي تارك شعبه ورايح يحج لانه الاولى اوجب ...
فائز
2010-11-23
ما قاله الأخ العزيز هو ما نشعر به ولكن نخاف أن نعبّر عنه فيفهمه البعض خطأًً .وفي العراق في غمرة الأحداث ولعدم وجود مؤسسات مختصة فإن أمور العراقيين تسير على الصدفة مثلا مرضى بالمستشفى لا يحتاج هذا الأمر الى مسوؤل أو رئيس وزراء أو جمهورية ليعلن ان هولاء يذهبون على حساب الدولة فلو كان هنالك وزارة صحة بشكل صحيح وأمكانيات بعيدة عن المجاملات لأخذ كل ذي حق حقه بالقانون .والغريب أنه عادة من لا يستفيد من المكرمات أكثر من المستفيد منها.دعوة الى تبني قضية الاخ او من مثله والله من وراء القصد.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك