المقالات

معركة للشرفاء فقط

733 10:14:00 2010-11-23

حافظ آل بشارة

عاصفة من سوء الظن تنطلق في اوساط الشعب حول ملف تشكيل الحكومة ، اتهامات مبكرة سابقة لاوانها موجهة الى اغلب القوى المعنية بأنها ستكرر طرقها القديمة في المحسوبية واستبعاد شروط الكفاءة والنزاهة في اختيار الوزراء وكبار موظفي الدولة ، وسبب التشكيك هو ان الناس راقبوا كيف تم حل الازمة السياسية ولمسوا ان اغلب الحلول كانت استرضائية وان هناك تنازلات في غير محلها وحالات خضوع للابتزاز ، الحكومة كانت وما زالت تقول بأن السنوات المقبلة هي سنوات مكافحة الفساد الذي يعمل بشبكات بشرية متغلغلة في الدولة ينعشها نهج الاسترضاء والتسويات في التوزير والتعيين خارج شروط الكفاءة والنزاهة . قيل ان على الحكومة المقبلة دراسة تجربة السنوات الاربع الماضية وهي تحتفظ بوثائق ممتازة تؤكد ان الفساد ضرب جذوره في مؤسسات الدولة بشكل يصعب معه الاستئصال ، أحد الضرفاء قال : ان هيكلية دوائر الدولة ابدعت في تشغيل عجلة الفساد وتطوير آلياته اكثر من عملها في خدمة الناس ، وعندما يكون الفساد جاريا عبر شبكات محكمة فهذا يعني انه عمل منظم ولديه آليات تستر وحماية ومناورة عالية الجودة ، لذا وقفت اغلب مؤسسات البلاد يائسة أمام هذا الغول ، حتى ان مشاريع مكافحة الفساد السابقة كانت مجرد حملات دعائية عبر الاعلام لم يرافقها تقديم برامج جدية ومعالجات قابلة للتطبيق وكانت بعض القوى الوطنية غير متحمسة لذلك وبعضها لاذ بالصمت ، ولم يكن مجلس النواب قد اعطى أي اولوية لهذا الملف ، وكانت مبادرات هيئة النزاهة ولجنة النزاهة النيابية مبادرات فردية وهجمات يقودها الرجل الواحد والرجلان يبرزان ويقاتلان حتى توهنهما الجراح ، نعم انهم فدائيون يتفرج عليهم الآخرون وهم يتلقون السهام من كل جانب في اطار حالة خذلان كامل . ولكن في الازمات والصراعات تظهر لقطات ذات معنى عميق حيث يتراشق المحترمون من كل الاطراف بفضائح فساد مالي يغص بها الانترنيت والفضائيات في عملية تلطيخ شاملة تلف البر والفاجر . في السنوات الاربع الماضية تكررت تصريحات اؤلي الامر بأن المعركة مع الفساد اصعب واشد ضراوة من المعركة مع الارهاب وهما وجهان لعملة واحدة ، لكن اجتثاث الفساد يتطلب اجراء اوليا هو منع تسليم الدوائر التنفيذية الى ايد غير امينة ، ثم الاعتماد على النفس والقدرات الحكومية وعدم توقع مشاركة واسعة من بقية الجهات في هذه المعركة فالناس خلقوا محبين للسلامة ولا يتصدى لهذا الامر الا المستعدون للاستشهاد ، سوف تتهيأ امبراطورية الفساد السرية لصد الهجمات فتكشف عن اسلحتها وخططها واعلامها وحربها النفسية وادواتها التي لا تخطر على بال ، وسوف ينحاز اليها أناس غير متوقعين ، ان دعم مشروع تعيين الشرفاء واهل الكفاءة والتاريخ الناصع في دوائر الدولة وفي المواقع الرأسية والفرعية هو الخطوة الأولى نحو معركة جادة مع الفساد يمكن ان يكتب لها النصر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك