المقالات

الجلاد يجلس إلى جانب ضحيته ويستهزأ به

1106 18:29:00 2010-11-22

وليد المشرفاوي

في كل دول العالم وضمن قوانينها المسنونة ترفض وتحاكم الجلاد الذي يتكبر ويتغطرس ويتعالى على الآخرين وخصوصا أبناء شعبه ولعل من ابرز مصاديق جلادي العصر صدام اللعين وحزبه العفن الذي لم يتجبر أو يتغطرس على شعبه فحسب بل أذلهم وافترسهم وغير نمط حياتهم وحول نهارهم ليلا وابتسامتهم حزنا وزرعهم هشيما وضرعهم حطيما , هذا الجلاد وحزبه الذي عمل طوال سني عمره هدما وتخريبا وكبتا للحريات لأنه عاش في مستنقع الجريمة ونما وترعرع في وسطها ليكون بطلها الأول والأخير ولم يهتم بنداءات السماء ولم يعي بالا لعويل أهل الأرض , وإنما غرق في الإجرام والقتل والدمار واحتقار الإنسان وتمزيق الوطن والعبث بالمقدسات وكم نصح ولم يسمع وحذر ولم يرعوي , بل استمر بجرائمه واحدة تلو الأخرى سعيدا هو وزبانيته بها مبتهجا لأنه يعتقد انه يؤدي دوره الموكل إليه من أسياده وشياطينه لإيصال الناس من أبناء هذا الوطن الجريح إلى حالة يرثى لها وتدمى لها القلوب وقد ركب هذا الشيطان منذ عام 1963 سفينة العراق ليجلب بمجيئه إلى العراق كل أنواع الرعب والبؤس والخوف وشاء الله أن يبعده فترة ولكنه عاد بقدرة قادر وكأنما اقترن وجوده بوجود هذا الشعب المظلوم , فحل ثقيلا عام 1968 وكانت قد خدمته الظروف البائسة في زمن (العارفيين) لينظم أموره ويعد عدته ويحظر آلاته ويشخص عدوه ومناوئه وخصوصا المرجعية الرشيدة وأبنائها من المؤمنين ليتسلط مرة ثانية على الحكم بوجه كالح خبيث تشمئز منه النفوس والأرواح ,عاد البعثيون العملاء بالقطار المعروف ليملئوا ارض العراق ظلما وجورا ولعل الكل يتذكر العودة المشؤومة لهم فقد حسبوا كل حساب للناس فقد أحصوا أنفاسهم ودونوا عقوباتهم مسبقا واختاروا أقبح الأوصاف ليلصقوها بهم , فهذه المرجعية الشيعية وابنها السيد محمد مهدي الحكيم(قدس) قيل فيها بأنها رجعية وعميلة , وهذه الحوزات أماكن تجسس ويجب أن تهدم وتلغى , وهؤلاء المؤمنون من أبناء الحركة الإسلامية مجرمون يجب القضاء عليهم بأثر رجعي , وتلك جماعات أبناء العراق الذي سكنوا فيه من مئات السنين هم أجانب وليسوا مواطنيه ليهجروا وتصادر أموالهم وتسبى عيالهم ويحجز أبناءهم , وهذا الكتاب الإسلامي ومنبره الحسيني ومسيراته يجب أن تلغى من حياة الثقافة الإسلامية , وهذا يعني القضاء على شعائر الله في بلد الأئمة الأطهار (عليهم السلام) , وهذا الجنوب يجب أن يحول أهله تحت شعار الطائفية إلى مواطنين من الدرجة الثانية ليعاملوا كالعبيد فيكونوا جنود تحت الطلب في أي وقت وحسب رغبات حروب الحزب العفلقي اللئيم , وهذه موارد الجنوب الطبيعية واهواره يجب أن تجفف وتمسح من الخارطة الطبيعية , وهذه نسبة نفوس أتباع أهل البيت(عليهم السلام) يجب أن تخفض بالتهجير والتقتيل والمقابر الجماعية , وهذه العتبات المقدسة المباركة يجب أن تقصف بالمدفعية والدبابات وليكتب على تلك المصفحات شعار ( لا شيعة بعد اليوم) , ويجلب إلى العراق خنازير القاعدة ووحوش الوهابية لتعيث في الأرض الخراب ولتكفر من تشاء وتلغي من تريد وتشوه من ترصد وتهدم منائر أولياء الله وأوتاد أرضه وبعد هذا ماذا يتصور المرء وماذا يتذكر عن فترات الظلم والظلام الصدامي , نكتب هذا وقلوبنا يعتصرها الألم والخوف والحسرة على مستقبل العراق ونحن نرى تجمع هؤلاء الشذاذ (البعثيون ) وعودتهم إلى الواجهة السياسية والاجتماعية في العراق الجديد ,وإعطاءهم الوعود بإلغاء الجزاء عنهم , إن المتابع لحركة هؤلاء يدرك فترة حكمهم وأفعالهم ,فهم اليوم رويدا رويدا قد وصلوا إلى مواقع مهمة وحساسة في الدولة وخصوصا في الحكومة التنفيذية , فقد جلسوا سوية مع الضحية وهذا من العجب أن يجلس الجلاد إلى جانب ضحيته ويستهزأ به خصوصا إذا عر الضحية جراحه ليشمت به الجلاد ويقول سنؤذيك مرة أخرى رغم انفك وبسبب تقصيرك وفرقتك وعدم اهتمامك بمبادئك وحبك للسلطة دون المبادئ وللسمعة دون الفعل ,نقول هذا ونحن نسمع ونرى انبثاق اتفاقيات بين بعض الكتل السياسة من اجل إلغاء قانون المسائلة والعدالة وإلغاء الاجتثاث عن بعض البعثين من اجل أن يتسلموا مناصب حكومية حساسة في الحكومة القادمة لتتصدر وتحكم , وما علينا إلا الحذر قبل فوات الأوان لنقطع الطريق قبل ركوبه والفساد قبل ولوجه ونمنعهم من العودة إلى الحياة والحركة والتخريب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحاج رياض الزبيدي
2010-11-22
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم والمخلص وليد المشرفاوي أحب أن أسالكم هل بإمكانكم أعادة مواطنيتي العراقية حيث سفرنا عام 1980 ولحد هذه اللحظة لم نستطيع أن نعيد ورقة الجنسية ؟؟؟؟؟ أجل: ورقة الجنسية العراقية طبعاً سوف تقول لماذا لحد اليوم لم تستطيع أقول هذا هو الروتين وهذه هي الوطنية. علماً بأن ولدي متزوج وله طفلة سوف يرزق بها بإذن الله عز وجل وهو معروف ليس نكرة حتى. أخي الكريم الجماعة كلهم على هذه الشاكلة وحتى لو يزعل علي الشيخ الموقر أسد العراق إلتقاه ولم
سها الاميري
2010-11-22
باي حق يقومون بالغاء قانون المساءلة والعدالة واجتثاث البعث ومن خولهم بذلك ابناء الشهداء امامهاتهم ام عوائلهم فالذي يوافق على الغاء قانون اجتثاث البعث سوف تلاحقه لعنة العراقيين الى يوم القيامة.
نعيم الشامي
2010-11-22
النظام الصدامي ارتكب ابشع الجرائم التي لم يعرف التاريخ مثيلا لها ,وصادر حرية وحقوق الشعب العراقي وقتل العلماء والمراجع وقصف العوائل الامنة بالصواريخ والدبابات والغازات السامة والاسلحة الكيمياوية بعد كل هذا كيف تصافح ايديكم ايديهم يامن وكلكم الشعب بالنيابة عنه من اجل الاخذ بثاره والحفاظ على حقوقه.
سليم السلامي
2010-11-22
في كل القوانين الالهية والوضعية نعرف انه من اساء او اخطأ لابد ان يحاسب ويعاقب حسب حجم الجريمة التي ارتكبها واعتقد لا توجد هناك اكبر من جرائم البعث بحق الشعب العراقي فكيف تكافؤنهم وتمنحونهم المناصب العليا يادولة القانون اين القانون الذي ترفعون شعاره.
محمد العنزي
2010-11-22
لماذا كل هذه التنازلات يادولة القانون للبعثين من اجل ماذا من اجل المنصب والله سيغدرون بكم لان البعث لا امان له.
كريم كاظم
2010-11-22
لقد فعلوها دولة القانون وجلسوا مع جلاديهم والجلاد يستهزء بهم وهو يتلوا ورقة الاذعان والخيانه.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك