المقالات

ما أكثر الضجيج !

772 10:16:00 2010-11-21

حافظ آل بشارة

الدعاء المألوف الذي يردده الناس وهم يستقبلون حجاج بيت الله الحرام العائدين بالقول : (حج مبرور وسعي مشكور) ، لكن هناك دعاء ثان يقوله الانسان بلسان قلبه مخاطبا نوعا معينا من الحجاج قائلا (اللهم لا تتقبل منهم) ، الفساد وصل الى ساحة الحج ، الشعب يملك قدرة رفض المنكر قلبيا ، يقاتلون صغار الفاسدين وكبارهم بالادعية المضادة للتعبير عن البراءة والاحتجاج ، الحديث المأثور: ( ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج ) يتعلق بظاهرة راكبي الموجة من اصحاب المواهب التسلقية ، تجدهم في مقدمة المؤتمرات الرسمية ، والوفود الحكومية ، والولائم الرئاسية ، والمهرجانات الدعائية ، يلبسون السواد ويبكون في المآتم ويلبسون البياض ويهزجون في الافراح ، هم في مقدمة المهنئين وطليعة المعزين ، واذا عد الفاسدون والمشبوهون والمتلونون فهم سادتهم ، سرقوا كل شيء وهم يسرقون الآن حصة الناس من الحج ليتحولوا الى متصوفة يتعلقون باستار الكعبة ! نزهة ، تغيير اجواء ، موسم للتسوق ، مناسبة لمزيد من الرياء والشهرة والتدين الاستعراضي ، عدالة الباري تقتضي ان توجه اليهم اسئلة معينة في البرزخ ، س1 : من اين لك المال الذي تحج به للمرة العاشرة ؟ س2 : اذا كانت هناك منحة لحج مجاني فلماذا تحصل عليها انت بالذات بشكل متكرر ؟ س3 : كيف يظهر اسمك ضمن اسماء ضيوف الرحمن كل سنة بلا قرعة هل انت ضيف استثنائي ام ان لك رحمانك الخاص الذي يختلف عن رحمن الآخرين ؟ س4 : اذا كنت متدينا فعلا فحج واحد يجزي فلماذا تأخذ فرصة غيرك ممن حرموا من الحج بسبب محدودية العدد وكثرة المتقدمين . س5 : لماذا انت حريص على الحج الى هذا الحد بأموال غيرك وحصة غيرك ؟ في المقابل هناك من المؤمنين والمؤمنات ملايين ينتظرون ما تجود به القرعة في كل سنة ليحققوا آمالهم بالذهاب لاداء هذه الفريضة المقرونة بالاستطاعة وهي الفوز بالقرعة ، بعضهم يقول انه يستثمر حضور حجاج من كل انحاء العالم ليشرح قضية العراق ويحشد لها الرأي العام الاسلامي في الديار المقدسة ، وهذه كذبة أخرى تبطل الحج ، فالمعروف ان اغلب الحجاج قادمون من دول قمعية استبدادية متخلفة لا يفهمون شيئا وسواء عرفوا بقضية العراق ام لم يعرفوا فلا قيمة لمعرفتهم ، وان كانوا قادرين على شيء فلينقذوا انفسهم من سطوة الطواغيت ، ثلاثة ملايين حاج من العالم الاسلامي الذي هو عالم سفلي يزدهر فيه القمع والفساد والتخلف والعبودية ، الحجاج مقسمون الى حجاج عبادة وهم قلة والكثرة مابين حجاج للرياء وآخرون للتجارة وصنف ثالث للنزهة ، وليس متوقعا في هذا الخليط ان يبكي أحد لأجل العراق ، وحتى اذا بكوا فما النفع في بكائهم ، ثم لماذا نشغل شعوب العالم بمشاكلنا وما هي علاقتهم بالموضوع ومشاكلنا كلها نابعة من داخلنا نحن اصحاب الدور الاكبر في صناعة الفساد والارهاب والاجانب بالنسبة الى خبراتنا المحلية مجرد تلاميذ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك