وليد المشرفاوي
تتميز الأمة الإسلامية بحضور ثقل مرجعي فقهي يتصف بالعدالة والاجتهاد والحكمة وحب الناس والرحمة لكل أطيافهم وقومياتهم وألوانهم وفق قاعدة( إن لم يكن أخا لك في الدين فهو نظير لك في الخلق) , إن هذا الثقل المرجعي يتمثل في المرجعية الرشيدة العظيمة التي تنطلق في تحركها من أمور ومسائل اقرها الله سبحانه وتعالى في القران الكريم وبلغها الرسول الأمين محمد بن عبدا لله ( صلى الله عليه واله) كأطروحة إلهية يلزم العمل بها , وساهم الأئمة الأطهار(عليهم السلام) من خلال أنهم ولاة التغيير وقادته ,
ثم مثل امتدادهم في الأمة العلماء المجتهدون ومراجع الدين العظام الذين سهروا وعملوا على حفظ الإسلام من الضياع ودافعوا عنه بأقلامهم ودمائهم ,والذين شكلوا القيادة الشرعية التي نصطلح عليها اليوم (بالمرجعية الرشيدة ) والتي هي امتداد لولاية الأئمة الأطهار (عليهم السلام) التي نقتدي بها ونسير على منهجها ونمتثل لأوامرها ونلجأ إليها في المهمات الصعبة حيث يعجز عن حلها الآخرون, لأننا نعتقد إن المرجعية هي خلافة الله تعالى والرسول الكريم (ص) ومن بعده الأئمة الأطهار المعصومين (ع) وكما قيل في الحديث الشريف (العلماء ورثة الأنبياء) وقال صاحب العصر والزمان (عج):(العلماء حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم), إن هذا الموقع ألعلمائي هو موقع نور وهدايا , ومرشد وموجه للبشرية ,فالمرجعية حجة الله على البشرية جميعا وبالخصوص مذهب أهل البيت الذي هو امتداد لمدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) الذي يعد معلم وأستاذ زعماء المدارس الإسلامية من أبناء المذهب السني,
ونحن أصحاب مذهب أهل البيت نعتقد لولا الإمام المعصوم (عليه السلام) لساخت الأرض بأهلها , حتى الإمام الغائب(عج) فوجوده مبارك ومؤثر وان كان غائبا لأنه كالشمس عطاءها موجود وان حجبتها الغيوم ,لذا نقول:إن المرجعية منهج أصيل ومسدد في مواقفها وخطواتها في نشر تعاليم الإسلام , وإرشاد الناس للحق والعدل والمحبة والإخاء , إن الإطراء والمدح الذي يتوجه إليها من أبناء الإسلام (السنة) في العراق وخارج العراق للسيد الإمام السيستاني(دام ظله ) مدح وإطراء وشكر جدير به , كيف لا , والجهاز ألعلمائي المرجعي يوصي بوصايا جليلة وعظيمة بحق المسلمين من أبناء السنة بعد أحداث الاقتتال على الهوية :(تعاملوا مع أبناء السنة كأنفسكم بل أكثر) و(السنة أنفسنا) وقد أوصى بعدم إشاعة جو الكراهية والأحقاد وأجواء التشكيك والتنابز , وأوصى نتبادل الزيارات والجلوس على طاولة واحدة للتفاهم والحوار وعدم الانجرار وراء الفئات الضالة والمنحرفة وأصحاب الفتن الذين يصطادون في الماء العكر ,وبالتأكيد كانت توصيات المرجعية الرشيدة لها فعلها في تفريغ شحنات التأزم الذي خلفتها الأفعال السابقة , وهذا دليل على حب المرجعية لكل أبناء الإسلام والمسلمين في العراق دون النظر للقومية والمذهب ,
إذن ..فان المرجعية الرشيدة هي ثقل التوازن في هذا البلد العزيز , والتاريخ السياسي والديني والاجتماعي بين أمثلة واضحة دور هذه المرجعية , وابرز مثال على ذلك ..هو فتوى الإمام السيد محسن الحكيم (قدس) بتحريم القتال ضد القومية الكردية من قبل الحكومة العراقية آنذاك ..ولا يزال الكورد يحتفظون بهذا الموقف الجليل والعظيم والإنساني , ويبدون الاحترام والتقدير للمرجعية ودورها في هذا الموقف الوطني الشرعي النبيل ويفتخر به من جهة أخرى كل مسلم عراقي , وكل شيعي شريف ونبيل , وعليه فان تقدير وشكر أبناء السنة المسلمين للمرجعية والقيادة الإسلامية خلال زيارتهم للسيد عبد العزيز الحكيم (طاب ثراه) بعد أن جاؤوا من الفلوجة وتوجهوا بعد ذلك لزيارة محافظات الجنوب ,وزيارة وفد المجلس الأعلى لمحافظة الانبار وصلاح الدين برئاسة السيد عمار الحكيم , لم يكن صادر من فراغ , بل لرد الجميل للمواقف النبيلة الصادقة والوطنية والإنسانية وأبنائها الميامين ,
إن من مصلحة أبناء الأمة الإسلامية والعربية أن يتوسع هذا الإحساس بالمودة والإخاء والذي يحمله سنة العراق إلى كافة المسلمين في العراق ودول المنطقة ليتأكدوا ويتعرفوا على مكانة ودور المرجعية الشيعية ومواقفها النبيلة والإنسانية والوطنية الصادقة والهادية للسلام والإخاء والمحبة , وهذا هو بحق النهج الإسلامي الأصيل .فبعد هذا هل يمكن لأحد أن يتطاول على المرجعية الدينية؟ الا الذين لا يدينون بدين الله.
https://telegram.me/buratha