بقلم الكوفي
ثقافة الكذب والتسقيط والتشهير ( غاية تبرر الوسيلة ) عند الاغلبية من السياسيين ومناصريهم
بالامس القريب كان البعثييون هم الوحيدون الذين يستخدمون هذه الثقافة الوسخة حتى ترسخت في انفسهم وسلوكياتهم واصبحت جزءا لا يتجزء في جميع تعاملاتهم اليومية ،
اليوم وبحكم الانفتاح والتغيير الذي حدث في عراق الرافدين وسهولة الحصول على المعلومة وسرعة انتشار الخبر من خلال التكنلوجيا الحديثة التي دخلت بيوتات اغلب العراقيين برزت ثقافة الكذب والتسقيط والتشهير واعتمدت من قبل اغلب السياسيين ومناصريهم ( غاية تبرر الوسيلة ) حتى باتت اغلب الكتل ترى ان مثل هذه الثقافة توصلهم الى اهدافهم وتختصر لهم عامل الزمن والوقت والجهد وهذا ما حصل فعلا وبأمتياز منقطع النظير ،
ربما يقول البعض ان السياسة لاقلب لها ولا اخلاق ولا دين وربما يذهب بعيدا ويشاطر البعثيون في مفهوم السياسة واستخدام جميع الاساليب القذرة التي من الممكن ان توصله الى مراده ،
الحقيقة ان مفهوم السياسة يختلف من شخص الى اخر مثلما هناك اناس تؤمن بأن السياسية هي الكذب والخداع والنفاق والتسقيط والتشهير وتضليل الاخرين وقلب الحقائق ونقض العهود والمواثيق ووووووووووو الخ ،
هناك اناس ترى ان السياسة هي فن الممكن في التعامل بين بني البشر سواء في المجتمع الواحد او بين المجتمعات بل وحتى بين الامم ضمن ضوابط واخلاقيات تأسس الى مجتمعات تحفظ لبني البشر كرامته وحقوقه دون زيادة او نقصان ،
الرساليون يؤمنون بأن السياسة هي فن الممكن وتستند الى اخلاقيات ومبادىء لايمكن التخلي عنها بأي حال من الاحوال ( ولكم في رسول الله اسوة حسنة ) وفي اهل بيته الطيبين الطاهرين صلوات الله رسوله وعليهم اجمعين ،
الجميع يعلم ويدرك ان النبي المصطفى محمد ( ص ) وكذلك اهل بيته الطاهرين ( ع ) التزموا في عهودهم ومواثيقهم مع الكفار والمعاندين ولم يبادروا ابدا الى نقض العهود رغم انهم كانوا الاقوى والاقدر على خلاف اعدائهم الذين ما ان سنحت الفرصة لهم حتى داسوا تلك المواثيق والعهود بارجلهم وهذه السياسة هي سياسة المنافقين الذين ليس لديهم دين واخلاق ،
بالطبع نحن اتباع المذهب الحق نؤمن بأن اهل البيت عليهم السلام يعلمون الغيب وهذه الخصلة التي امتازوا بها عن البشر قد منحهم اياها رب العزة والجلالة ، اذن لماذا قبل النبي المصطفى ان يقيم الصلح ويعطي المواثيق وكذلك الائمة الاطهار وهم يعلمون ان مثل هؤلاء ربما سينقلبون ولم يلتزموا ، هنا الفرق بين سياسة النبي المصطفى واهل بيته والذي يريد ان يؤسس لمبادىء واخلاقيات تخلق لنا مجتمعات صحية تستند الى ثوابت ومعايير تختلف عن المجتمعات التي يريدها اعدائهم الذين رهنوا وجودهم بتسفيه تلك المجتمعات وتغييبها وتضليلها ،
ما نراه اليوم في عراقنا المذبوح تترسخ سياسة التسقيط والتشهير والكذب والخداع اكثر من غيرها بفارق كبير وشاسع مما اثر بشكل كبير في اغلب الناس وانعكس على سلوكياتهم وتعاملهم وخير دليل على ذلك الفساد الذي ضرب كل مرافق الحياة وبدون استثناء وهذا ما اقر به الجميع فليس هناك وزارة او دائرة او مؤسسة تخلوا من الفساد الاداري ناهيك عن التعامل بين الجميع والذي يفتقر الى الكثير الكثير من الاخلاق والتخلق على اقل تقدير ،
في الختام نساله تعالى ان يمن علينا بقيادات تنتهج منهج محمد وال محمد وتقتدي بهم قولا وفعلا وان لا تتخذ مفهوم ( الغاية تبرر الوسيلة ) فيتبعون الشيطان وهم يظنون انهم يحسنون صنعا ،
من خلال الاستبيان ومتابعتنا للمقالات بشكل عام تبين لنا ان اكثر المقالات تصفحا وللاسف الشديد هي المقالات التي تحتوي الكذب والتشهير والتسقيط والكلام البذيء وقلب الحقائق بخلاف المقالات التي فيها منفعة للخاص والعام على حد سواء واظن ان جميع الاخوة الاعزاء من القراء قد التفتوا الى هذا ، اتمنى ان تكون هناك وقفة مشرفة للاقلام النزيهة والنظيفة ولاهل المبادىء والاخلاق في التصدي للاقلام المأجورة التي تريد ان تأسس لثقافة تخرب المجتمع العراقي وتبعده عن الدين والاخلاق والتقدم والازدهار .
https://telegram.me/buratha