المقالات

منظمة بدر بين عهدين

1182 23:14:00 2010-11-19

وليد المسرفاوي

منذ اليوم الأول لتأسيس منظمة وهي تتبنى ثوابت وغايات مهمة على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي في بناء المعادلة العراقية الجديدة التي تعبر عن هموم المواطن العراقي التي سببها النظام البائد , فامتلك رجال وقادة منظمة القدرة على امتلاك رؤية عميقة للواقع السياسي والأحداث الجارية في البلاد والمنطقة , فمنظمة بدر تعمقت في قلوب الجماهير العراقية إثناء صراعها مع الحكم البائد وكذلك عند تحويلها إلى منظمة سياسية فقد ذابت في خدمة الشعب العراقي وكان لها دور فعال في النهوض بالعملية السياسية وسقوط الصنم الديكتاتوري , إذ حلت ظروف جديدة تمثلت بزوال ذلك الشر الجاثم على صدور العراقيين ودخول العراق مرحلة التحرير التي تطلبت آليات جديدة ووسائل تختلف عن الوسائل المسلحة السابقة كون سبب اللجوء إلى تلك العمليات المسلحة قد زال وانتفى وتحقق الهدف الأكبر والغاية التي من اجلها تم تشكيل فيلق بدر الظافر وعندها أعلن السيد الشهيد محمد باقر الحكيم (قدس) ومنذ دخوله البصرة في ايار من عام 2003 عن تحويل تشكيل بدر المسلح إلى منظمة سياسية لانتفاء الحاجة التي من اجلها تشكل فيلق بدر وهي زوال الطاغية وحكمه الجائر ,وهذه الظروف والمتغيرات بين عهدين (عهد الطاغية وعهد التحرر منه) وأسبابها ونتائجها هي كانت السبب الأول والمباشر في تغير الآلية التي اتبعها قادة منظمة بدر وبالطبع فان ذلك التغيير تطلب إعداد آليات جديدة ومنهج مغاير للمنهج السابق وهو ما يؤكد النظرة السياسية الثاقبة وبعد التفكير المستند على منهجية واضحة كانت نتيجتها تحقق الأهداف المرجوة في كلا العهدين ,فمنظمة بدر استطاعت في الفترات الحرجة أن ترتفع فوق الطائفية رغم الاتهامات الموجهة إليها وان تثبت للجميع أنها قادرة على النهوض بالأمة وبمشروعها الوطني الجديد وبعيدا عن كل المزايدات التي تحدث هنا ومناك من قبل أعداء العراق فأكدت على إتباع جملة أمور مهمة تمثل بالأساس نهج وسياسة بدر منذ أول خطوة خطتها وما زالت لليوم مواظبة على تطبيقها وتنفيذها كونها تمثل -مع الالتزام بتنفيذها وتطبيقها -المستقبل المشرق للبلاد والخطوات الثابتة التي ينبغي لكل دولة أن تخطوها إذا ما أرادت أن تنهض وتكون قوية ومزدهرة واهم هذه النقاط الجوهرية التي قد تبنتها منظمة بدر هي التواصل المستمر مع المرجعية الدينية العليا واخذ الخطوط العريضة لها وتطبيقها بمنتهى المسؤولية في السعي الفعال للحفاظ على وحدة الشعب العراقي وحياة أبنائه وإفشال كافة المخططات الإرهابية الرامية إلى تفتيت هذه الوحدة وإضعافها وزج الشعب في حروب ونزاعات داخلية وإشعال نيران الصراعات الطائفية التي تستقي حطبها واستمرارها من دماء أبناء الشعب الواحد , فكانت المرجعية الدينية على الاستمرار السد المنيع وصمام الأمان الذي وقف بكل جدارة بوجه الفتن التحريضية ومخططات شيوخ القاعدة التكفيرية وإرجاعهم على الدوام بالخيبة والخسران , واعتراف منظمة بدر المتواصل بهذا الدور المهم هو تأكيد على السير خلف المرجعية وعدم التخلف عن ركبها واستسقاء التوجيهات والتعليمات منها باستمرار واطلاعها عن كثب على مجريات الأمور ورسم صورة واضحة لها للمشهد العراقي والاهتداء بهديها والاقتداء برأيها دوما , كذلك بذل الجهود الحثيثة لإقامة الأواصر المتينة التي تربط منظمة بدر وبقية مكونات تيار شهيد المحراب ببقية المكونات الأخرى داخل العملية السياسية وخارجها وتأكيدها المتواصل على أهمية التحالفات الوطنية مع دول الجوار والمنطقة والعالم وسعي العراق إلى بناء علاقات متوازنة ومتبادلة المنافع والمصالح معها والانفتاح عليها ,فشهدت الفترة الماضية تطورا كبيرا في بناء علاقات متوازنة بين منظمة بدر والمحيطين الإقليمي والدولي وتميزها بتحقيق طفرة نوعية مع الدول العربية والمجاورة في هذا الشأن والتي جاءت منسجمة ومطابقة مع منهج تيار شهيد المحراب والجهود التي بذلها قادتها لتنفيذ برنامجها السياسي المتحقق منه والذي ما زال قيد التحقيق خلال المرحلة الحالية وفي ظل المتغيرات الجارية في البلاد التي ما كان أن تحدث لولا تلك الجهود الجبارة لقادة منظمة بدر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نجم حمد
2010-11-20
بفضل دماء وتضحيات مجاهدي بدر استقرت العملية السياسية في العراق بعد سقوط النظام الصدامي ,فقد تصدى البدريون للارهاب والعصابات المنظمة في احلك الظروف بينما الاخرون جالسون على التل الى ان تم استتباب الامن وسارت العملية الياسية في العراق الجديد الى الامام اخرجوا رؤسهم وادعو انهم هم الذين حققوا الامن في العراق,فلولا بدر ودماء مجاهدي بدر لما كانت هنالك حكومة عراقية . رحم الله شهداء منظمة بدر وفي مقدمتهم شهيد المحراب وعزيز العراق.
محمدالبدري
2010-11-20
مثلما اخذت منظمة بدر على عاتقها واجب الدفاع عن ابناء شعبها من اجل اسقاط البعث الكافر هاهي اليوم تأخذ على عاتقها مسؤولية البناء والاعمار والتقدم من اجل سعادة ورفاهية ابناء الشعب. بارك الله بك اخي المشرفاوي
سعد المالكي
2010-11-20
شكرا لك استاذ وليد المشرفاوي على هذا المقال ,فمنظمة بدر كانت ولا تزال وستبقى امل كل المظلومين والمحرومين والمضطهدين من ابناء شعبنا العراقي.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك