المقالات

مكرمة حزب البعث ومنحة حزب الدعوة للمثقفين

1917 10:51:00 2010-11-17

*راسم منصور

قدر العراق الذي لا مفر منه كما يبدو هو أن يدار دائما من قبل حزب واحد ، ويتسلط على شعبة قائد أوحد . وقدرنا نحن المشتغلين بمجالات الأدب والفن أن يبقى هذا الحزب الواحد والقائد الأوحد ينظر ألينا نظرة (أستصغار) ، ولأسباب عديدة . أولها معرفة هذا الحزب وقائده بخطورة دور الأدباء والفنانين والمثقفين بشكل عام في تقويض أسس حكمه ، التي يطمح لبنائها على اسس أستبدادية . فيذهب الى تهميش دورهم وتشريدهم أحيانا ، والضغط عليهم بوسائل قذرة ونتنه تعبر عن نفسية مريضة لهذا الحزب وذالك القائد.

ولعل من أهم وسائل الضغط التي تستخدمها أحزاب كحزب البعث القميء وحزب الدعوة الذي ينتهج نفس الأسلوب كما يبدو وأن كان في بداية طريقه الأستبدادي . هو الحالة المعيشية للمثقفين العراقيين بشكل عام والأدباء والفنانين بشكل خاص . وقد سلك حزب البعث سلوك أغناء البعض منهم من خلال الأغداق عليهم بالمنح والمكرمات والرواتب الضخمة وكذالك اعطائهم صلاحيات كبيرة ، حتى أصبح البعض منهم يدافع عن حكومة البعث أكثر من البعثيين أنفسهم ، والأمثلة على ذالك كثيرة ولا داعي لذكر أسماء .

وبعد تولي حزب الدعوة السلطة شبه المطلقة في العراق ، لم يختلف الأمر كثيرا ، فقد عمد (الدعاة ) الى ممارسة دورا تهميشيا مشينا بحق الأدباء والفنانيين وصل حد لا يمكن السكوت عنه . فولوا على أدارة شؤون الثقافة ، الهامشين والأميين والجهلة وأنصاف المثقفين . وذالك ماكان سائدا في زمن حزب البعث المقبور . كما وانتهجوا أسلوب البعث في منح المكرمات والمنح للأدباء والفنانين ، وهذه مبادرة (دعوتية) يجب التوقف لديها ومناقشتها بروية وأحساس بالمسؤلية التاريخية أتجاه معاناة شعب بالكامل.

ففي عام 2001 أمر القائد (الضرورة) أنذاك بمنح مكرمة للفنانين والادباء والمثقفين وهي على ثلاثة فئات (ا-ب-ج) تدفع على شكل مرتبات ، وكنت أنا شخصيا على فئة (ب) ويبلغ مرتب هذه الفئه مائة وخمسون الف دينار عراقي ، وأستلمت لمدة شهرين وبعدها جائت الحرب وسقوط النظام . وعندما اقول أستلمت أنما ( اعني ) ذالك تماما ، فبالنسبة لي على الاقل كان مجرد ذكر أسمي في قوائم المكرمين ، هو وسيلة دفاعية من اجل استمراري في الوجود ، والتخلص من بعض (الشراك) التي كان البعض ينصبها لمن هو في مثل وضعي أنذاك ( متمرد ، طويل السان ، من عائلة أبتلاها الله بشخصيات شاركت في نضال حزب الدعوة الاسلامية (عائلة ال شبّر) ، بالرغم أني لا أدعي أني كنت من الذين يقاومون النظام او يقفون بالمواجهة ، لاني فنان وسلاح الفنان هو الفكر والجمال ) ، ثم أجزم أني كنت بأمس الحاجة لمبلغ كهذا وهو حينها مبلغ يكفي لتوفير شقة صغيرة تحويني وكتبي وملابسي واشيائي التي كنت منتشرة في بيوت الاصدقاء من اهالي بغداد.

أما اليوم وبعد التغيير الكبير الذي حصل في العراق ، وكمية الدماء التي اريقت على مذابح الحرية من أجل الأنعتاق من العبودية والأستبداد ، فأنا ارفض أن أفعل ما فعلته بالأمس القريب ، وأعتبرها أهانة كبيرة وجرح سيحتاج الى وقت كبير كي يندمل ، فالاخبار التي جائتني من بغداد تفيد بأن (حكومة الدعوة) أوعزت بتوزيع منح للمثقفين والفنانين وبنفس طريقة حكومة صدام والبعث الفاسد وايضا على فئتين (ا-ب) ، وأستغرب تماما من الأهانة الكبيرة التي قبل بها أغلب الفنانيين والأدباء . والتي تجسدت في اولا : التسمية (منحة) . وثانيا : تفاهت المبلغ (120$-100$) شهريا .! أهذا هو قدر الفنان والاديب في بلد الحضارات ؟ أهكذا تسير الامور يادعاة محمد باقر الصدر الذي دفع روحه ثمنا للكرامة؟ لماذا لم تفكروا بطريقة تكون أقل (أهانة) وأقل (تجريح) من هذه ؟ لماذا لم تستشيروا أصحاب الرأي من الأدباء والفنانين الحقيقيين ؟ أم أنكم مازلتم تستحرموا أستشارتهم؟.

لو كنتم أستشرتم أصحاب الفكر لنبهوكم أن الفكر والابداع والجمال ليس له قدر من المال ، ولقالوا لكم ايضا أن زمن الهبات والمنح قد ولى ، وشرحوا لكم كيف يمكن أن تبنوا وطن يكون فيه الاديب والفنان أمن دون هبات اوعطايا أو منح ، ولقالوا لكم ايضا أن أيجار غرفة مظلمه في اقذر أحياء بغداد هي مائتي دولار ، ولقالوا لكم قللوا من سرقاتكم وفسادكم وأيفاداتكم كي تحموا الناس من الفاقة والعوز . أيها الدعاة يامن أبتلى العراق بكم كبلائه بعارف والبكر وصدام ، أنصحكم بأعادة حساباتكم ، فما تفعلونه هو العبث بعينة ، أنتم أمام دولة ومجتمع ، لايبنى بسيطحيتكم هذه ولا بصفاقت أفكاركم ، وأعلموا أن العراق كله ( فمُ ) . وأن العوز والفقر ينهش الناس في كل المحافظات من الشمال الى الجنوب ، لا تنظروا الى من هم قريبون منكم أنظروا الى أبعد ، شاهدوا الجوع والفاقة والعوز والألم التي تسيطر على غالبية شرائح شعب العراق . فمنحتكم للأدباء والفنانين ما هي ،ألا فتات موائد حراساتكم الشخصين ، وهي لاتعني شيئا ، كان الأجدى بكم أن تمنحوا المتسولين والعجزة وارامل الشهداء . أتعرفون الشهداء ؟ أم أن بريق السلطة أنساكم اياهم ؟ أنهم من أستخدمتم دمائهم للوصول الى سدة الحكم .اصدقائي واساتذتي ياصناع الفكر والجمال والحياة في بلدي العراق ، ليس لائقا بكم أن تسكتوا على أهانه كهذه ، فهي محاولة لجس نبضكم ومن ثم سوقكم كقطيع (حشى لله) . ربما نجد العذر عندما أستلمنا مكرمة القائد الضرورة انذاك صدام وحزبة ، ولكن لا عذر لنا اليوم ، لم يكن بوسعنا رفض مكرمة صدام ، ولكن بوسعنا اليوم أن نرفض منحة المالكي وحزبة ، فأنها طريق نحو الهاوية .وأسجل هنا أمام الله والتاريخ أني ارفض وبترفع أن استلم منحة المالكي وحزبة ، أيمانا مني بأن الحكومات العاجزة عن تقديم الأنجازات لشعوبها هي من تلجاء الى طريق المكرمات والمنح .

• كاتب وفنان عراقي يقيم في القاهرة• عضو المكتب التنفيذي لأتحاد الفنانين العرب• رئيس مركز العراق للهيئة العربية للمسرح

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
جعفر النصراوي
2011-12-15
عرفت راسم لفترة وعرفت فيه الفنان وبحسب معلوماتي ان امامه الكثير من العروض ليكون موظفا بمرتب مغري في وزارات اليوم وان كان يبحث عن المال فامامه السبل اولا لانه من بيت شبر اعمدة حزب الدعوة الاسلامية ورعيله الاول وثانيا لانه فنان مسرحي لديه الخبرة رفض المنحه مبدا و يحترم لكن ليس من الحق ان نلزم الاخرين اتخاذ ذات النهج ومااعرفه لانني صحفي اعمل في العراق فقط منذ ثمان سنوات ان نقابتنا التي انتميت لها قبل بضعة اشهر فقط منحت حتى الجايجي في مكاتبها منحته واستثنت الصحفيين الحقيقيين وبدون معرفة الاسباب
صباح رحيمة
2010-12-15
تكملة الشيء المهم اسال وتاكد قبل ان تتجنى بتحامل لا ادري لماذا فانني اكرر وتاكد رفضت العطية ( للقائد ) وعلى راس الاشهاد ولم استلم ديسنار واحد في الوقت الذي برر غيري استلامها . ولم اتعرض للاخ راسم بسوء لكي تدافع عنه وتتهمني بالانحياز والحزبية وليس لي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بل انا قريب جدا من الاخرين . فانشغالي ( بقائدي ) وانشغال راسم بالجمال هذا تجني ليس له اساس من الدقة . علقت على الموضوع بدافع التصحيح والتذكير وليس التسقيط والاخ راسم يعرفني انا واثق .
صباح رحيمة
2010-12-15
الاخ سعد ضياء الدين لماذا هذا التحامل ولماذا هذا الرد العنيف والتسشقيط الغير مبرر 1 - اعتذر لتاخري عن الرد لانشغالي 2- ان كنت لا تعرفني فاسال عني من لازمني وعمل معي حتى تعرف من انا وعائلتي من النظام السابق 3 - ليس لي علاقة لا من بعيد ولا قريب بالدعوة 4- هل تصدق بالله انني لا اعرف العطية لاي جهة 5- لم اكن يوما متملقا كفا وصفتني 6- تركت التلفزيون منذ 98 7- لم اكتب حرف ولم اخرج لقطة للنظام وتاريخي موثق 8 - اول من كتب واخرج اجرا فلم ( حلم وزنزانة ) 9- وانا اعتذرت لانني لم اعرف اسم الاخ راسم
اسراء كاظم
2010-11-19
مانطقت ألا بالحق. السيد كاتب المقال المحترم ،،، ليس غريبا على من هو بمثل اصلك وثقلك العائلي أن ينطق بالصدق... ثانيا ومن خلال ال(كوكول) تعرفت عليك ووجدتك أنسان تملك من الرأي مايفقده الكثيرين ممن يحسبون على الثقافة في العراق. ياسيدي فعلا (الدعوة) كحزب انحرف بأفكاره واصبح حزب اللصوص والناهبين والسراق والمختلسين ولم يعد ذالك الحزب المثالي الذي ضحى عراقيون كثيرون من اجله . اتمنى من الله أن يهديهم الى الطريق القويم وأنا يبارك لك سيدنا الجليل بروحك وعقلك وأفكارك النيرة . وأنا يمنح العراق الخير كله.
حسين السلطاني
2010-11-19
علينا أن نقف مع هكذا اصوات ..تكتب بتجرد وتعطي أشارات تنبئنا بالمخاطر. الفنان راسم منصور ، يأستاذ صباح رحيمة أشار الى مكمن الخطر الذي يجب أن ننتبه الية .. وهو العارف جيدا بأسرار الفنانين كونه اولا فنان وثانيا كان من مؤسسي اتحاد المسرحين وأمينه المالي وممثل العراق في أتحاد الفنانين العرب ، وهو ايضا العارف تماما بأسرار حزب الدعوة التي تدافع عنه انت ، لأنه ابن عائلة قدمت الكثير لهذا الحزب بالرغم من أنه كان منتقدا له... فالفرق بينك وبينه ، انه هو يريد اصلاح الامور بينما انت تريد التملق . تحياتي
سعدضياء الدين
2010-11-19
تكملة (أخ رحيمة) أعتقد علينا أن نحصن المبدعين من الهبات والمنح والمكرماتن والابتعاد بهم عن بورصة السياسين و وغاياتهم ،وهذا ما اراده كاتب المقال . وطرحه بأعتراف جريء بأنه استلم المكرمة الاولى من حكومة البعث ويرفضها الان لانه يعتقد أن الحكومة الحالية يجب أن تكون وطنية ، والدولة بالكامل يجب أن تكون مبنية على أسس محترمة ، ، اراك ياسيدي رحيمة تدافع عن الدعوة التي هو قال عنها أنه أبن عائلة ضحت من اجلها الكثير ، وهذا ايضا طرح يحترم ويحسب لكاتب المقال ، فبدل أن يلبس عبائتهم ،أنتقدهم بشدة. شكرا
سعد ضياء الدين
2010-11-19
اخ صباح رحيمة.. أنت تدافع عن يقينك ( الحزبي) ووظيفة ولدك مع خالد العطية ، فتهجمت على السيد كاتب المقال ، واذا كنت لاتعرف أسمه سابقا فهذه ليست مشكلته هو ، بل مشكلتك انت لأنك كنت مشغولا في فترة حكم البعث بتلفزيون القائد الضرورة وهو مشغول في صناعة خطاب مسرحي جمالي تحريضي ضد قائدك الضرورة حينها ، أما موضوع رفضك لمكرمة قائدك الضرورة فهذة كذبة ممكن تطلقهه على الدعوجية وليس علينا نحن معشر الفنانين والمثقفين.. ثانيا اتمنى أن تملكوا انتم بعض الفنانين جرأة وتوازن السيد كاتب المقال وتتحدثوا بصدق.. يتبع
صباح رحيمة
2010-11-18
تكملة الاولى ووافق على صرفها الاستاذ وزير
صباح رحيمة
2010-11-18
تكملة الاولى ووافق على صرفها الاستاذ وزير المالية وهو ليس دعوجي وزير حكومة عراقية . واذ1ا كنت ترفض وبترفع لعدم وجود مبررات كما كانت كان الاجدر عليك ان ترفض الاولى ولا تحرض على الثانية لاننا نعتبر هذه حكومتنا ( بغض النظر عن المواقف )وتلك صدقات عدونا . والسؤال هل ورد اسمك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صباح رحيمة
2010-11-18
اذا كنت من فئة ب فانا من فئة ج ( عذرا ولم اسمع باسمك سابقا ) ثانيا لفظ القطيع لايليق بما كتبت دفاعا عن الكتاب والفنانين . ثالثا ان كنت قد بررت لنفسك استلام المنحة السابقة فانا رفضتها وعلنا وامام شهود بل لعنها ولعنها من اعطاها جهارا نهارا رابعا اصحح لك ان ما جاء في كتاب المنحة هو الموضوع / عطية خامسا ان المنحة هذه ليست في زمن حزب الدعوة وانما راجع عليها نقيب الفنانين ( حسين البصري ) واتحاد الاذاعيين واتحاد المسرحيين واتحاد السينمائيين منذ عام 2004 منذ الوزارة الاولى . والذي وافق عليها السيد و
مقتدى الجرجاوي
2010-11-18
اخي صاحب المقال...السلام عليكم اي دعاة هذوله الي تحجي عليهم اكالون للسحت سارقون قوت الشعب بس اني اكلهم غدآ لناظره قريب ......وين حزب البعث..... الله يرحم بحال هذا الشعب المظلوم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك