المقالات

هذا لك وهذا لي : إتفاق ولد ميتا


تحليل سياسي لقاسم العجرش

اتفقت الكتل السياسية في ضوء مبادرة البارزاني على إقامة حكومة شراكة وطنية وإعادة النظر في قانون المساءلة والعدالة والإصلاح الحكومي والقانوني والسياسي والمصالحة الوطنية.فهل تشكل التسوية الأخيرة بين الاطراف العراقية بداية خروج العراق من ازمته ؟ سؤال أجاب عنه الكثير من المتابعين أجابة شبه موحدة تقريبا مؤداها : لن تنجح التسوية السياسية الاخيرة بين الاطراف العراقية بإخراج العراق من أزمته الأساسية ، ولن تضع حجر الأساس لذلك .. و فيما يتطلع الشعب العراقي الى أن تكون التسوية الأخيرة بداية لحلحلة الأوضاع بإتجاه تصحيح مسار العملية السياسية. فأن عملية تقاسم السلطات بين القوى السياسية الممسكة بالوضع السياسي الحالي في العراق جرت في إطار عملية سياسية مأزومة بحكم تركيبتها و اتجاهاتها , و من غير المنطقي أن نفكر بان هذه التسوية ستخرج العراق من أزمته الأساسية أو تضع حجر الأساس لذلك . لقد جاء تقاسم السلطات – الذي تم بتسوية و صفقات سياسية – في إطار المحاصصة الطائفية و الأثنية و لم يخرج عن سياقها , و ظل يتحرك في دائرة ما يسمى بالديموقراطية التوافقية , و هي نموذج فاشل في الحكم و الإدارة , و يكرّس ما يمكن أن نسميه بديموقراطية الإقطاعيات السياسية في إطار دولة المكونات . ومن غير المتوقع أن تفضي الإتفاقات التي أبرمت بين القوى السياسية المتصارعة الى تغيير حقيقي و جوهري في مسار العملية السياسية ,ولأن الوضع معقد وشائك وعملية التوافقات التي رعتها أمريكا هي لترتيب مصفوفة امريكية اقليمية في المشهد السياسي،فان خروج العراق من أزمته الكارثية يتطلب تحركاً قوياً و فاعلاً من القوى الوطنية لإيجاد ديموقراطية قادرة على بناء الدولة و المجتمع , لإن التحديات القادمة اكبر من تلك التوافقات ولا يمكن للاطراف السياسية ان تختلف الا على المغانم والمناصب، والبيئة العراقية حبلى بالمفاجئات ، إن ما حصل بالواقع هو تناسى اطراف العملية السياسية إشتراطات الديمقراطية ، وبالتالي يجري حاليا بناء تركيبة حكومية رئاسية برلمانية وفق ظاهرة "هذا لك وهذا لي " ، وهي ظاهرة تعزز بيئة الارهاب او تصنعه.ان حالة الشد بين المالكي وعلاوي التي بلغت ذروتها بانسحاب الاخير من قاعة البرلمان وتأكيده انه سيكون ضمن المعارضة ولن يقبل باي منصب سياسي، ربما تنعكس على طبيعة العلاقة بين منظومة رئاسة الحكومة ورئاسة مجلس السياسات العليا الذي يفترض ان يرأسه علاوي.تهدد الخلافات السياسية التي انطلقت بعد تنفيذ مبادرة رئيس اقليم كردستان مسعودة بارزاني، بولادة ازمة جديدة تتمثل في استمرار الاعتراض على تنفيذ بعض ما جاء فيها من اتفاقات، وصف بعضها بأنه خارج الأطر القانونية والدستورية، لا سيما قضية تشكيل «المجلس الأعلى للسياسات الاستراتجية.إذ تُصر «العراقية» على ان تكون للمجلس صلاحيات تنفيذية، ويؤكد قادتها حصولهم على ضمانات اميركية في شأن ذلك. فيما يلمح اقطاب كتلة «التحالف الوطني» الى تقليص الصلاحيات التنفيذية لهذا المجلس وحصرها في حدود ضيقة ،والى حاجة الاتفاقات الموقعة بين كبار القادة الى تشريعات وقوانين تخرج من رحم البرلمان. .لكن هيكلية المجلس وحدود صلاحياته، التي تم تأجيل اقرارها برلمانياً حتى اعداد مشروع قانون في هذا الشأن ستكون مثار جدل برلماني لفترة طويلة حسب البرلمانيين انفسهم.وكانت القائمة «العراقية» قد طالبت أيضا بتشكيل لجنة وطنية لمراجعة أوضاع المعتقلين والمحتجزين، إضافة إلى سلطة التوقيع النهائي على جميع الملفات. ويخشى من ان يفجر الخلاف حول هاتين القضيتين ازمة سياسية مبكرة تواجه تشكيل الحكومة وتلغي الاتفاقات السياسية. وكان عدد من البرلمانيين اعترضوا على التصويت على ورقة العمل المبرمة، التي تضمنت انشاء المجلس واقرار اصلاحات قبل الاطلاع على تفاصيل عمل المجلس وحدود صلاحياته، ما يشير الى وجود اعتراضات وضبابية حول عمل المجلس الجديد، حتى لدى الكتل التي وقع قادتها اتفاق انشائه وفي الوسط البرلماني الذي بدا معظمه بعيداً عن اتفاقات قادة الكتل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك