المقالات

هذا لك وهذا لي : إتفاق ولد ميتا

659 10:19:00 2010-11-16

تحليل سياسي لقاسم العجرش

اتفقت الكتل السياسية في ضوء مبادرة البارزاني على إقامة حكومة شراكة وطنية وإعادة النظر في قانون المساءلة والعدالة والإصلاح الحكومي والقانوني والسياسي والمصالحة الوطنية.فهل تشكل التسوية الأخيرة بين الاطراف العراقية بداية خروج العراق من ازمته ؟ سؤال أجاب عنه الكثير من المتابعين أجابة شبه موحدة تقريبا مؤداها : لن تنجح التسوية السياسية الاخيرة بين الاطراف العراقية بإخراج العراق من أزمته الأساسية ، ولن تضع حجر الأساس لذلك .. و فيما يتطلع الشعب العراقي الى أن تكون التسوية الأخيرة بداية لحلحلة الأوضاع بإتجاه تصحيح مسار العملية السياسية. فأن عملية تقاسم السلطات بين القوى السياسية الممسكة بالوضع السياسي الحالي في العراق جرت في إطار عملية سياسية مأزومة بحكم تركيبتها و اتجاهاتها , و من غير المنطقي أن نفكر بان هذه التسوية ستخرج العراق من أزمته الأساسية أو تضع حجر الأساس لذلك . لقد جاء تقاسم السلطات – الذي تم بتسوية و صفقات سياسية – في إطار المحاصصة الطائفية و الأثنية و لم يخرج عن سياقها , و ظل يتحرك في دائرة ما يسمى بالديموقراطية التوافقية , و هي نموذج فاشل في الحكم و الإدارة , و يكرّس ما يمكن أن نسميه بديموقراطية الإقطاعيات السياسية في إطار دولة المكونات . ومن غير المتوقع أن تفضي الإتفاقات التي أبرمت بين القوى السياسية المتصارعة الى تغيير حقيقي و جوهري في مسار العملية السياسية ,ولأن الوضع معقد وشائك وعملية التوافقات التي رعتها أمريكا هي لترتيب مصفوفة امريكية اقليمية في المشهد السياسي،فان خروج العراق من أزمته الكارثية يتطلب تحركاً قوياً و فاعلاً من القوى الوطنية لإيجاد ديموقراطية قادرة على بناء الدولة و المجتمع , لإن التحديات القادمة اكبر من تلك التوافقات ولا يمكن للاطراف السياسية ان تختلف الا على المغانم والمناصب، والبيئة العراقية حبلى بالمفاجئات ، إن ما حصل بالواقع هو تناسى اطراف العملية السياسية إشتراطات الديمقراطية ، وبالتالي يجري حاليا بناء تركيبة حكومية رئاسية برلمانية وفق ظاهرة "هذا لك وهذا لي " ، وهي ظاهرة تعزز بيئة الارهاب او تصنعه.ان حالة الشد بين المالكي وعلاوي التي بلغت ذروتها بانسحاب الاخير من قاعة البرلمان وتأكيده انه سيكون ضمن المعارضة ولن يقبل باي منصب سياسي، ربما تنعكس على طبيعة العلاقة بين منظومة رئاسة الحكومة ورئاسة مجلس السياسات العليا الذي يفترض ان يرأسه علاوي.تهدد الخلافات السياسية التي انطلقت بعد تنفيذ مبادرة رئيس اقليم كردستان مسعودة بارزاني، بولادة ازمة جديدة تتمثل في استمرار الاعتراض على تنفيذ بعض ما جاء فيها من اتفاقات، وصف بعضها بأنه خارج الأطر القانونية والدستورية، لا سيما قضية تشكيل «المجلس الأعلى للسياسات الاستراتجية.إذ تُصر «العراقية» على ان تكون للمجلس صلاحيات تنفيذية، ويؤكد قادتها حصولهم على ضمانات اميركية في شأن ذلك. فيما يلمح اقطاب كتلة «التحالف الوطني» الى تقليص الصلاحيات التنفيذية لهذا المجلس وحصرها في حدود ضيقة ،والى حاجة الاتفاقات الموقعة بين كبار القادة الى تشريعات وقوانين تخرج من رحم البرلمان. .لكن هيكلية المجلس وحدود صلاحياته، التي تم تأجيل اقرارها برلمانياً حتى اعداد مشروع قانون في هذا الشأن ستكون مثار جدل برلماني لفترة طويلة حسب البرلمانيين انفسهم.وكانت القائمة «العراقية» قد طالبت أيضا بتشكيل لجنة وطنية لمراجعة أوضاع المعتقلين والمحتجزين، إضافة إلى سلطة التوقيع النهائي على جميع الملفات. ويخشى من ان يفجر الخلاف حول هاتين القضيتين ازمة سياسية مبكرة تواجه تشكيل الحكومة وتلغي الاتفاقات السياسية. وكان عدد من البرلمانيين اعترضوا على التصويت على ورقة العمل المبرمة، التي تضمنت انشاء المجلس واقرار اصلاحات قبل الاطلاع على تفاصيل عمل المجلس وحدود صلاحياته، ما يشير الى وجود اعتراضات وضبابية حول عمل المجلس الجديد، حتى لدى الكتل التي وقع قادتها اتفاق انشائه وفي الوسط البرلماني الذي بدا معظمه بعيداً عن اتفاقات قادة الكتل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك