قاسم العجرش
هل صحيح ما يشاع دوماً من أن للإدارة الأميركية نهجها المؤسساتي الذي لا يتأثر بتغير سكان البيت الأبيض؟ وهل صحيح أن واشنطن تعد العدة لخمسين سنة سلفاً أو مئة ربما عبر خططها السياسية والحربية والإقتصادية ؟ وهل صحيح ان البنتاغون يمسك بمقاليد كل شيء في العراق وهو يعين من يشاء اينما يشاء ؟ أولاً من حقنا السؤال كمواطنين، وثانياً من حقنا أن نستنتج كمراقبين، إن أياً من هذه الأطروحات ثبت عدم فاعليته بدليل. إن كانت الأطروحة أعلاه حول قدرات الإدارة الأميركية صحيحة , فما الذي يعيق الإتفاق على مستقبل العملية السياسية إذن؟. المعلوم الآن أن دول الجوار ومعها الإرهاب الذي يعمل ( معميلاً ) لها وأن قوى الرفض ( لكل شيء) ومعها سقط المتاع من خلطة (مقاومة) اضافة الى أيتام المقبورين كل هؤلاء تعاضدوا على منع العراق من مستقبله. ومعلوم أيضاً أن الجرح لا يضني إلا من به ألم والحقيقة الوحيدة اليوم أن العراقيين كسروا ضلع الإرهاب الى الأبد ولن تكون له قائمة كما كان مرة أخرى إلا عبر التحالف مع الشياطين سالفة الذكر مختلفة الأشكال والأنواع والمصادر. من أجل هذا فقط يعاق اليوم مستقبل العراق. إذن تبين وبوضوح إن الذين كانوا الى الأمس يدعون الى إخراج المحتل كانوا أكثر كذباً من دم قميص يوسف، وهم الآن إما ساكتون ينتظرون فرصة جديدة لإعاقة مستقبل العراق أو أنهم ينتظرون هذه المرة إعانة من الإحتلال نفسه الذي أصبح اقرب من أي وقت مضى الى ركن إستراتيجياته جانباً والإستماع ( ليس عن رغبة ولكن عن إضطرار) الى صوت إرادة العراقيين , لكن على العراقيين اليوم الا ينزلقوا مرة أخرى الى صيحات العقائد كلا كلا .. نعم نعم التي ثبت أنها لا تصلح لإدارة دولة أو أنها لا تفك رموز المستقبل.. نضجت الثمرة اليوم و بيد العراق فقط قطافها ..دون عجالة, فالحقيقة على أرض العراق , هي عراقية حصراً.إن مأتم الندابات الذي اكتنفه ليل حندس بعد المكابرة السخيفة التي تتظاهر بالوطنية الزائفة والقومية المؤدلجة والسلفية البائرة والتي أفرزت مجتمعة ذئاباً رمادية خططت عيونها بالدم يضع بعضها حول رقبته أربطة حريرية وتجلس في البرلمان مطلقة ارتال الكلاب التي استجلبوها من كل حدب وصوب تنهش بالجسد العراقي قد أوشك على الانقضاء، والفجر بزغ, والشعارات المسعورة وطبول الحرب وبومتها التي تضع على رأسها الصغير خوذة قتال قد انزوت من عراق الهور والجبل وان عصر الرق المنظم قد انتهى الى الأبد. ومشهد الأربعاء الدامي من كل أسبوع حيث مقصلة أبو غريب تحصد رؤوس الأحرار هو الذي يريد استنساخه مجددا أحفاد الرعاة العراة ولصوص الماشية والقادمون من وراء الحدود، المشهود لهم على مر العصور بتقبيل مداس الوالي وخف الغانية, وافشل تصدى الشجعان من ابناء العراق ببسالة وصبر, ما خططت له ونفذته أيادي في بثورهم المتقيحة التي نثروها على وجه الوطن خرابا ودمارا وقتلا وتهجيرا. سادتي و لا تفتحوا بعد اليوم بابا لمن يحملون فؤوس تبغي تكسير عرانا التي ما انفصمت، وأبقوا أبوابكم موصدة بوجه الذئاب في أنتخاباتنا القادمة، ولا تنخدعوا بعد اليوم بخطابهم الزائف، خطاب ( جماعتنا) و(جماعتهم) و (مكوننا) و ( مكونهم) و ( ربعنا) و(ربعهم)، هذا الخطاب الذي شجع على أن تقطع أوصال بغداد بكتل الكونكريت التي سيمضي وقت طويل حتى تزال، فقد رسخت ثقافة الجدران الكونكريتية العالية، لتنتج ثقافة (الأمن الهش) ليسوق لنا مستقبل غامض متجاهلا أول رقيم سومري الى آخر قصيدة غزل قالها طالب في كلية الأدارة والأقتصاد في الجامعة المستنصرية بحق زميلته.
https://telegram.me/buratha