المقالات

فؤوس تبغي تكسير عرانا

802 08:33:00 2010-11-15

قاسم العجرش

هل صحيح ما يشاع دوماً من أن للإدارة الأميركية نهجها المؤسساتي الذي لا يتأثر بتغير سكان البيت الأبيض؟ وهل صحيح أن واشنطن تعد العدة لخمسين سنة سلفاً أو مئة ربما عبر خططها السياسية والحربية والإقتصادية ؟ وهل صحيح ان البنتاغون يمسك بمقاليد كل شيء في العراق وهو يعين من يشاء اينما يشاء ؟ أولاً من حقنا السؤال كمواطنين، وثانياً من حقنا أن نستنتج كمراقبين، إن أياً من هذه الأطروحات ثبت عدم فاعليته بدليل. إن كانت الأطروحة أعلاه حول قدرات الإدارة الأميركية صحيحة , فما الذي يعيق الإتفاق على مستقبل العملية السياسية إذن؟. المعلوم الآن أن دول الجوار ومعها الإرهاب الذي يعمل ( معميلاً ) لها وأن قوى الرفض ( لكل شيء) ومعها سقط المتاع من خلطة (مقاومة) اضافة الى أيتام المقبورين كل هؤلاء تعاضدوا على منع العراق من مستقبله. ومعلوم أيضاً أن الجرح لا يضني إلا من به ألم والحقيقة الوحيدة اليوم أن العراقيين كسروا ضلع الإرهاب الى الأبد ولن تكون له قائمة كما كان مرة أخرى إلا عبر التحالف مع الشياطين سالفة الذكر مختلفة الأشكال والأنواع والمصادر. من أجل هذا فقط يعاق اليوم مستقبل العراق. إذن تبين وبوضوح إن الذين كانوا الى الأمس يدعون الى إخراج المحتل كانوا أكثر كذباً من دم قميص يوسف، وهم الآن إما ساكتون ينتظرون فرصة جديدة لإعاقة مستقبل العراق أو أنهم ينتظرون هذه المرة إعانة من الإحتلال نفسه الذي أصبح اقرب من أي وقت مضى الى ركن إستراتيجياته جانباً والإستماع ( ليس عن رغبة ولكن عن إضطرار) الى صوت إرادة العراقيين , لكن على العراقيين اليوم الا ينزلقوا مرة أخرى الى صيحات العقائد كلا كلا .. نعم نعم التي ثبت أنها لا تصلح لإدارة دولة أو أنها لا تفك رموز المستقبل.. نضجت الثمرة اليوم و بيد العراق فقط قطافها ..دون عجالة, فالحقيقة على أرض العراق , هي عراقية حصراً.إن مأتم الندابات الذي اكتنفه ليل حندس بعد المكابرة السخيفة التي تتظاهر بالوطنية الزائفة والقومية المؤدلجة والسلفية البائرة والتي أفرزت مجتمعة ذئاباً رمادية خططت عيونها بالدم يضع بعضها حول رقبته أربطة حريرية وتجلس في البرلمان مطلقة ارتال الكلاب التي استجلبوها من كل حدب وصوب تنهش بالجسد العراقي قد أوشك على الانقضاء، والفجر بزغ, والشعارات المسعورة وطبول الحرب وبومتها التي تضع على رأسها الصغير خوذة قتال قد انزوت من عراق الهور والجبل وان عصر الرق المنظم قد انتهى الى الأبد. ومشهد الأربعاء الدامي من كل أسبوع حيث مقصلة أبو غريب تحصد رؤوس الأحرار هو الذي يريد استنساخه مجددا أحفاد الرعاة العراة ولصوص الماشية والقادمون من وراء الحدود، المشهود لهم على مر العصور بتقبيل مداس الوالي وخف الغانية, وافشل تصدى الشجعان من ابناء العراق ببسالة وصبر, ما خططت له ونفذته أيادي في بثورهم المتقيحة التي نثروها على وجه الوطن خرابا ودمارا وقتلا وتهجيرا. سادتي و لا تفتحوا بعد اليوم بابا لمن يحملون فؤوس تبغي تكسير عرانا التي ما انفصمت، وأبقوا أبوابكم موصدة بوجه الذئاب في أنتخاباتنا القادمة، ولا تنخدعوا بعد اليوم بخطابهم الزائف، خطاب ( جماعتنا) و(جماعتهم) و (مكوننا) و ( مكونهم) و ( ربعنا) و(ربعهم)، هذا الخطاب الذي شجع على أن تقطع أوصال بغداد بكتل الكونكريت التي سيمضي وقت طويل حتى تزال، فقد رسخت ثقافة الجدران الكونكريتية العالية، لتنتج ثقافة (الأمن الهش) ليسوق لنا مستقبل غامض متجاهلا أول رقيم سومري الى آخر قصيدة غزل قالها طالب في كلية الأدارة والأقتصاد في الجامعة المستنصرية بحق زميلته.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سعد البصري
2010-11-15
شكرا لك يا استاذي واتمنى ان تكون بخير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك