قاسم العجرش
الأحلام تعبر بشكل أو بآخر عن ما لا يستطيع الأنسان قوله أو فعله أو أن يناله في الواقع، فيرى المشلول مثلا نفسه يعدو في ماراثون، ويرى
شخص سمين نفسه يطير بلا أجنحة، ويرى سافل نفسه في دوحة رجال صالحين، ويرى وضيع نفسه قائدا لجيوش، وفي الأحلام وما دامت السلطات لا تفرض ضرائب على من يحلم، فإن الفقراء يحلمون بثروات كبيرة، وتحلم العوانس بفرسان بثياب بيض على ظهور جياد طهماء، ودوما كانت والدتي تحلم بأنها تزور قبر النبي صلوات الله عليه وعلى آله، وهو أمر لم يتحقق قط، فقد أدركتها الوفاة ولم يأتها الدور للحج، وحج بدلا عنها شباب يعملون قريبا من قادة سياسيين، أو ينتمون الى مؤسسات حكومية حساسة، للسنة الخامسة على التوالي و"بنجاح منقطع النظير"،..وعلى الرغم من أن جميع تفسيراتي للأحلام تنحى نحو السياسة لأنها صنعتي البائسة، لكن صديقا لي يؤمن إيمانا شديدا بتلك التفسيرات، بل أنها بالنسبة له نوع من الإلهام!.. ولا أعلم لماذا هي كثيرة أحلام صديقي "ابو حيدر"، وقبل أيام جاءني بحلم غريب، قال أنه شاهد فيما يرى النائم أنه يمزق رزما من الأوراق النقدية تجاوز عددها الستين رزمة، فقلت له بعد أن صفقت يدا على يد: حبيبي أبو حيدر أكتب وصيتك فأنت ستموت عندما تبلغ الستين، وكنت أعتقد أن الأمر سيحزنه، لكنه قبلني شاكرا ! وكأني بشرته بطول العمر، وقال لي : "يمعود" الحمد لله و"أخلص" من بلد ودنيا فيها "هيج" سياسيين!...وبعد يومين جاءني بحلم آخر أغرب مؤداه أنه شاهد أربعة هررة (عتاوي) ينفخ أحدهم في وجه الآخر وكأنهم في صراع مرير، فقلت له هل في بالك تفسير؟ قال أبو حيدر: وهل هناك من حاجة لتفسير، إنهم قادة الكتل السياسية في إجتماع مجلس النواب!.... سلام...
https://telegram.me/buratha