عمار العامري
لقد تكللت مبادرة السيد البرزاني بالنجاح حينما اتفق الجميع على الجلوس حول طاولة واحدة للمكاشفة والمصارحة فكانت هي النقطة التي انطلق منها الجميع نحو إنهاء الحراك السياسي الحميم والاجتماعات الثنائية المطولة لعقد جلسة مجلس النواب والتي أفرزت رسم خارطة الطريق الجديدة للحكومة العراقية ولكن ما حدث هو أن الجميع لا نقول تنكر ولكن لم تسعفهم أفكارهم لان يقروا بان للسيد عمار الحكيم الباع الطويل في دعوة كافة الكتل السياسية إلى تبني مشروع المبادرة حينما دعا إلى تشكيل الجبهة الوطنية قبل الانتخابات وعزز شعوره اتجاه الوطن والمواطن بالدعوة مجددا لعقدة الطاولة المستديرة التي تجمع كافة السياسيين على مائدة واحدة واستثمار الزمن لتشكيل الحكومة قبل هذا الوقت فان السيد الحكيم في متبنياته هذه كان يعبر عن الثوابت والأسس الاستراتيجية للعمل السياسي التي يسير عليها المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الذي تميز بالدور الفاعل في دعم تشكيل الحكومات العراقية ما بعد التغيير وقد عاهد أبناء الشعب العراقي في كافة المحافل بأنه مع دعم حكومة الشراكة الحقيقية والتي يجب أن تقوم بدورها المرجو الموصوف بحكومة خدمة المواطن التي تتحمل المسؤولية الدستورية والقانونية والشرعية والأخلاقية أمام الشعب الذي انتخب من شارك في اختيارها وان تنهض بالبلاد من ما يعيشه الفرد العراقي من الوضع الحالي إلى مستوى الذي عاهد به ممثلي الشعب ناخبيهم في الحملات الانتخابية.فان المجلس الأعلى ليس تيار طارئ أو تجمع وقتي أنما هو مشروع سياسي حمل هموم الأمة في العقود الماضية ومستمر في حمله لهذه الأمانة ومكلف من كافة الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات والتي تتعدى 700 ألف صوت عراقي والتي من خلالها تكلف 21 نائبا في مجلس النواب الحالي وان المجلس الأعلى عضوا رئيسي وفاعل في اجتماعات القيادات السياسية خلال الأشهر المنصرمة واللجان التفاوضية التي أهلت مبادرة اجتماع اربيل بان يخرج بهذا الاتفاق الوطني والذي لم يهمش أو يقصى أو يتجاهل أي طرف سياسي ممثل في البرلمان الحالي وان عدم حصول المجلس الأعلى على تمثيل مناسب في المناصب التي تم الإعلان عنها فان هذا لا يعني أن المجلس الأعلى هو الخاسر في الاتفاق الوطني وإنما لم يكن ساعيا للحصول على المناصب السيادية المعلنة وان هدفه الحصول على المواقع التي يستطيع من خلالها تقديم الخدمة الحقيقية للمواطن كما نجح في الوزارات التي مثلها سابقا وان هذا رأي نابع من قرار سياسي حكيم لقيادة المجلس الأعلى حول العملية السياسية الجارية وجاء على ضوء دراسات مستفيضة للوضع السياسي الحالي ومتطلبات استكمال المشروع السياسي في العراق والذي تبناه المجلس الأعلى الإسلامي العراقي.
https://telegram.me/buratha