المقالات

تأملات في الشراكة

671 14:27:00 2010-11-14

حافظ آل بشارة

مازالت الدعوة الى تشكيل حكومة الشراكة الوطنية تتكرر على السنة الساسة والمثقفين والناس أجمعين ، وهي تعني حصول الجميع على مكاسب ومناصب في الحكومة لكي لا يغضب أحد فيقرر الانتقام الذي يستهدف عادة الناس وليس الخصوم السياسيين ويحاول الطرف الغاضب قتل اكبر عدد ممكن من الشعب في الاسواق والتجمعات كل ذلك لكي يقول ان الحكومة عاجزة عن توفير الامن ! ويبدو ان الانتقام عمل اصبح متيسرا لكل من يريده ، واصبحت عملية ارسال الانتحاريين تتم عبر الهاتف لمن يريد متى يشاء ، فحين يريد احدهم ان ينتقم يتصل بمقر معين ويطلب الانتحاريين الذين يحتاجهم وهم من جنسيات مختلفة والحصول عليهم اسهل من الحصول على خراف الذبح ، يتم تفخيخهم وادخالهم الى اي مكان مزدحم ، وقد ازداد استهلاكهم في ايام مفاوضات تشكيل الحكومة مما يدل على ان الانتحاريين يمكن ان يكونوا ضمن ادوات والتركيع . المشكلة ان شعار حكومة الشراكة الوطنية يجري مجرى الدعاية فلا ينتبه الناس الى مضمونه الدقيق فالمعروف ان الشراكة لا تتحقق الا بين قوى تتشابه عادة في غاياتها ووسائل تحقيق تلك الغايات ، وخلف كل من الغايات والوسائل تقف عقيدة سياسية معينة ، وما لم يتحقق تماثل في العقيدة السياسية فان الشراكة مستحيلة ، فلا يمكن لقوم تحقيق الشراكة اذا انعدم بينهم القاسم المشترك الأكبر وهو الايمان بالديمقراطية ، هناك من يؤمن بالديمقراطية قلبا وقالبا يقابله فريق لايؤمن بالديمقراطية بل يضحك في سره ممن يتكلم عنها او يدعو اليها لكنه يعلن ايمانه بها للتغطية على مسلكه ، وفريق ثالث يؤمن بأن المخالف له في التفكير والاجتهاد يجب ان يقتل فورا لأنه كافر ومناقشته حرام ، فاذا ثبت ان القوى السياسية غير متماثلة في عقيدتها السياسية فالشراكة مستحيلة لأن كل فريق يمثل نقضا للآخر عقيدة وسلوكا ، حتى ان عدة مستويات من التناقض الفكري يمكن ان توجد مع بعضها في زمان ومكان واحد وغالبا ما تتعطل ارادة التعايش فيحل محلها النفاق الاجتماعي والسياسي الذي يظهر الجميل ويبطن القبيح ، وتتراوح تلك المستويات بين اشخاص تكوينهم الاستبدادي محكم ولا يمكن تغييره ، وآخرين متأثرين بهذا النهج لاسباب نفسية ، بينما هناك من يقع في تقديس الاستبداد والعبودبة بسبب الجهل ، ولكن هناك ايضا ضحايا التعبئة الطائفية والقومية التي تذكيها أحزاب ودول مستفيدة وقودها الاغبياء والساذجون من الناس ، يفترض ان لا تتجاهل دعوة الشراكة هذا التناقض الفكري وبالتالي التناقض السلوكي بين الاطراف ان ارادت النجاح . عندما يصبح مستحيلا التقريب بين الافكار وعندما يهيمن المنحى المجاملاتي بين المتضادين في بلد ما تصبح دعوى الشراكة غطاء ممتازا لعملية تدمير منهجي يقوم بها النقيض لتصفية نقيضه تدريجيا بصمت ، فالشراكة تسمح لعدوك ان يقاسمك كل شيء ويذبحك في وضح النهار وانت لا تحاول منعه كي لا يغضب ويغير رأيه ويقاطع الشراكة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك