جواد الشكرجي
العملية السياسية في العراق قطعت شوطاً مهماً من عمرها وهي صبية ابنة السبعة اعوام ويبدو واضحا مدى تطور تلك العملية ونضوجها رغم كل محاولات دول الجوار وخصوصاً الجوار العربي لاجهاضها لاغراض معروف لدى الجميع , واصبح الجميع يؤمن ان صناديق الاقتراع هي الفيصل في الوصول الى المواقع التشريعية والتنفيذية ,, فقد فشلت جميع الطرق الملتوية التي لجأ لها المخالفين رغم ان بعضها كان قد كلف العراقيين ازهاق الاف الارواح البريئة , ولم تسطتع الاجندة الخارجية فرض ارادتها رغم انها تمتلك مقومات التاثير في الموقف داخل العراق , وقد يسأل سائل الم تنجح الاجندة الايرانية ان تفرض ارادتها في دعم المالكي والضغط على الصدريين والاكراد واجبارهم على تأييد ترشيحه لولاية ثانية ,, نعم ايران دعمت ترشيح المالكي ولكن المقاعد التي حصلت عليها قائمة المالكي هي التي جعلت ايران تدعم مرشحها ورغم ذلك فالقوائم التي ساهمت بدعم ترشيح المالكي لها مصالح حزبية هي التي دفعتها للقبول بالمالكي وهذا يدل على ان الاجندة الخارجية لاتنجح في العراق الا اذا توافقت مع اجندة العراقيين انفسهم .والشئ المهم في هذه المرحلة وبعد أسدال الستار على مأسات انتخاب الرئاسات الثلاث هو وجود قيادة شابة استطاعت ان تفرض نفسها في حيز واسع بالوسط الشعبي والاقليمي والدولي وهذه القيادة كانت لها تقديرات وتحليل للموقف دقيقة ولديها القدرة ان تكون بمثابة الرقيب على اداء الحكومة مما يجعل مهمة المفسدين الذين غض الطرف عنهم المالكي في المرحلة السابقة صعبة , وهذا الامر يسهم اسهاماً كبيراً في اجبار الحكومة على تقديم الخدمات ومراعات اهمية ان تكون الحكومة حكومة المواطن لاحكومة المسؤول .ان عمار الحكيم سوف يكون له دور فاعل في الاصلاحات التي يجب ان تجريها الحكومة على الملفات العديدة المعطلة ومن اهمها الملف الامني وملف الخدمات وهذا يجعلنا نتفائل كثيراً في مستقبل العملية السياسية .
https://telegram.me/buratha