طه الحسني
المترقب للاحداث وخصوصاً من يمتلك رؤية عميقة وتحليل واقعي للاوضاع في العراق يجد ان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بقيادة عمار الحكيم , له حصة الاسد في قلوب العراقيين في هذه المرحلة من عمر العملية السياسية ,, فقد استطاع عمار الحكيم ان يلعبها ( صح ) كما يقولون ,, فبعد كل هذا التاخير في تشكيل الحكومة والصراع عل المواقع التنفيذية , تجد ان السيد عمار الحكيم كان خطابه واحدأ وواضحاً وضوح الشمس ومنطلقاً من قراءة دققية لمجريات الامور , فالشعارات التي كان ينادي بها والتحليل للموقف والدعوة الى الطاولة المستديرة والتي اصبحت مستطيلة فيما بعد سوف يلمسها العراقيين لمس اليد في المستقبل ,, فعمار الحكيم وهو الشاب صاحب القدرات الاستثنائية في استقطاب الاخرين استطاع ان يجعل من المجلس الاعلى محوراً اساسياً رغم قلة مايمتلكه من مقاعد في البرلمان الحالي لدرجة ان بعض الساسة العراقيين وهم اصحاب التسعة وثمانون مقعد يتهمون المجلس الاعلى انه هو الذي يعطل تشكيل الحكومة ,, واستطاع ايضا ان ينئى بنفسه وبالمجلس الاعلى عن السباق المحموم على السلطة وركز خطابه السياسي ومن خلال منبر الملتقى الثقافي الذي يعقده في مكتبه ببغداد على مشروع خدمة المواطن ووضع اليد على الملفات التي تساهم في رفع الحيف عن ابناء الشعب العراقي والمطالبة بحقوقهم , فهو يعرف جيدأ ان المرحلة القادمة هي مرحلة صراع الارادات السياسية التي تنطلق من دوافع فئوية وحزبية ضيقة .ويعرف ايضاً ان الحكومة بدون شراكة وطنية سوف لن يكتب لها النجاح , والحكومة التي تقوم على شراكة مزيفة كما لاحظنا في كيفية توزيع المواقع الرئاسية الثلاث والخلاف الذي ادى بالعراقية الى عدم التصويت للطالباني سوف تكون حكومة نزاعات لاحكومة اصلاحات .وايأً كانت النتائج التي سوف يؤول لها الوضع في العرق وسط صراع الارادات سوف يكون عمار الحكيم والمجلس الاعلى له حصة الاسد في قلوب العراقيين وبالتالي في قلوب الناخبين في المستقبل لأنه حذر الجميع من مغبة التغافل عن المصلحة العامة وعن خدمة الشعب وايضاً تنبأ بعدم قدرة الحكومة على اداء مهامها مع وجود ايدولجيات لدى احزاب السلطة الرئيسة تختلف بعضها عن البعض الاخر وجميعها لاتمت للعراق صلة بل هي تبحث عن لقمة الاسد التي تنتزعها من افواه المساكين .
https://telegram.me/buratha