المقالات

إعادة البعث.. تطاول على القانون..واستهانة بدماء الشهداء

974 22:04:00 2010-11-13

وليد المشرفاوي

المتابع لسنن الحياة والتاريخ يلاحظ بأن استمرار هذه الحياة يتطلب رؤية خاصة وواقعية لمناهج تنظيم العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ليسودها العدل والإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه , وفق الموازين الشرعية والعرفية التي تقيد وتجبر الجميع من أفراد المجتمع المحافظة عليها والالتزام بها لأنها تعتبر لائحة تحفظ حقوق الإنسان أي ما له وما عليه , وتقف بمسافة واحدة من الجميع دون ميل أو تميز وذلك لانها تمثل جزء من العقد الاجتماعي الذي ينظم الكل بالفرد والفرد بالكل , ويصطلح على هذا كله بالحكم أو الحكومة التي يرجع إليها الجميع في أي مجتمع لتسير أموره وتنظيم مؤسساته والتي كلما كانت تحت نظر الدستور والقانون ونراعي مواده وفصوله وبدقة ومسؤولية لابد أن تصل إلى أهدافها العليا في الأمن والأمان وتوفير الخدمات بما في ذلك والسعادة والإخاء , وفتح مجالات وآفاق الحرية للعمل والإبداع دون خوف أو تردد من رقيب طاغ أو متمرد عابث يخترق القوانين ويسلب حقوق الآخرين ويحسب عليهم الأنفاس, نقول هذا ونحن نعيش العراق الجديد الذي تخلص بالأمس القريب من حكم العصابة الدكتاتورية البغيضة التي حكمت البلد طوال نصف قرن بالحديد والنار والتهديد والوعيد وغياب القانون , لا تعترف بقيم أو أخلاق جاهلة سافلة منحلة فكريا تعتدي وتخرب وفق هواها الشاذ المريض حيث تعلن للملأ ودون حياء من رب أو ضمير بأن القانون عبارة عن ( شخطة قلم) سفها واستهتارا بحقوق وعقول الناس , والواقع غير هذا حيث أن القانون ليس كما يختصرونه بهذه الجملة العامية الرخيصة التي تدل على جهلهم وأميتهم وما يحتويه ظرفهم الآسن النتن...بل إن القانون إطار ونظام ينظم العلاقات الإنسانية وصولا إلى خيرها وسعادتها ومواده الدستورية يشترك في تدوينها السماء والأرض ويشرف على تنفيذها الحكماء والعلماء والعقلاء , ويكون الجميع تحت طائلتها فلا احد فوق القانون غير الله تعالى ومن لهم الولاية الخاصة حيث يتساوى أمامهم الناس كأسنان المشط كما في تعاليم إسلامنا العظيم , لهذا يجب لعن كل من تطاول على القانون لأنه وثيقة ضامنة لحق الجميع في الحرية والمساواة والحياة الكريمة , وإما التهاون والتراخي في تطبيق القانون فهو اعتداء ومحاربة بل خيانة الأمة وسلب لإرادتها وحقوقها وتسليط من لا يرحمها عليها ,نكتب هذا وأمامنا مسالة جديرة بالتوقف والاهتمام وهي تطبيق القانون ونشر سيادته في ربوع وطننا العزيز من اجل تطبيق العدالة لردع الجناة المجرمين واخذ حقوق الآخرين منهم شفاء لصدور المظلومين والمغدورين , ليكون هذا العمل صمام أمان للجميع ولكي لا تخترق حدوده , كما انه تعبير صادق عن الاحترام للناس وعدم الإخلال بأمنهم او هتك كرامتهم ومنع التجاوز على الآخرين الذين ذاقوا الويل والثبور من سلوك وتصرفات أزلام الحكم المباد المنقرض ,فقد مثلت الفترة البعثية من تاريخ العراق السياسي حقبة سوداء تعبر بصورها وحكاياتها عن قسوة مفرطة وظلم غير معهود شهدت له نساء ترملت و عوائل نكبت وقافلة من المعتقلين ينتظرون مصيرهم الذي علق بأيدي الجهلة من أعوان الطواغيت , إن تلك الفترة مثلت كابوسا لا زالت ذكرياته تجثم على صدور العراقيين فتملأها حقدا وغيضا وإصرارا على محاربة البعث وإقصائه أينما كان وكيفما وجد, فالتغير السياسي في العراق كان من احد أهدافه هو طي صفحة ( حزب البعث) إلى الأبد , بعدما عانى الشعب العراقي ألوانا من القمع والإقصاء وهدر لثروات البلاد ,ولذلك لابد من تفعيل هيئة المساءلة والعدالة وتخليص العراق من كل بقايا الصداميين ومروجي فكر هذا الحزب العنصري الشوفيني .. فان ويلات وكوارث هذا الحزب وأعوانه لا زالت ماثلة لحد الآن تشهد عليها المقابر الجماعية وآلاف العوائل التي اكتوت بنيران النظام الصدامي فضلا عن إن إقصاء هذا الحزب هو انتصار لإرادة العراقيين ورد اعتبار لكرامة الشهداء وعوائلهم الذين ضحوا بأبنائهم ... إن نجاح العملية الديمقراطية في العراق مرتبطة أيضا بالتخلص من بقايا البعث وأعوانه للمضي قدما في المسيرة الوطنية الديمقراطية, وأخيرا ليحذر الجميع بان صبر وتحمل الشعب العراقي له حدود ونهايات وإلا فان الأمر سيدخل في مطبات لا يحسن عقباه لذلك لابد ان يكون المسؤولون عند حسن ظن الشعب في إجراء وتطبيق القوانين الخاصة باجتثاث البعث وعدم عودته إلى الساحة السياسية العراقية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2010-11-17
من افضل ماقيل في فضح العمل الاجرامي الاخير للمالكي والذي اصفر منه وجهه عندما قرا التوقيع الرفيق اسامه النجيفي...تقريع نشر على موقع يفضح الاعيب الامين العام لحزب الدعوه والذي لم يكن امينا مطلقا http://www.wasatonline.com/index.php?option=com_content&view=article&id=3503&catid=60 كان خابصنا المالكي بانه لايتنازل عن حقوق 630 الف صوت وليس حبا بالكرسي وهاهو يتنازل عن حقوق ملايين العراقيين من اصحاب المقابر الجماعيه
امير العراقي
2010-11-15
ماذا تتوقع لو اصبح البعثي الارهابي المطلك وزيرا للخارجيه سيسلم كل السفارات العراقيه للارهابين البعثيه وستتحول السفارات الى اوكار الاستخبارات البعثيه الارهابيه وسيصدرون جوازات سفر لكل القتله الارهابين البعثيه والقاعده وستتحول هذه السفارات الى اوكار لتهريب الارهابين القتله البعثيه والقاعده الى داخل العراق و الى اوكار المؤامرات ضد العراق وشعبه وستعلن هذه السفارات حربا على العراقيين المقيمين في الخارج وستتحول هذه السفارات الى اوكار ومستودعات للعتاد والاسلحه والقتله -ماهو رأي المالكي في هذه الكارثه
امير العراقي
2010-11-15
في وصية لامير المؤمنين علي بن ابي طالب ع لعامله على مصر مالك ابن الاشتر النخعي اخومذحج يرشده الى سبيل اختيار وزرائه والصالحين لاعانته في ادارة حكومته في مصر قال :(( ان شر وزرائك من كان للاشرار من قبلك وزيرا ومن شركهم في الآثام فلايكونن لك بطانه فأنهم اعوان الاثمة وإخوان الظلمة ، وانت واجد منهم ( عنهم ) خير الخلف ممن له مثل ارآئهم ونفاذهم وليس عليه مثل آصارهم وأوزارهم ممن لم يعاون ظالما على ظلمه ولا آثماعلى إثمه أولئك اخف عليك مؤنة واحسن لك معونة ..... وألصق باهل الورع والصدق ثم رضهم على أن لايطروك ولايبجحوك بباطل لم تفعله..))
انيس كامل
2010-11-14
ان عودة البعث خيانة لدماء الشهيد محمد باقر الصدر والشهيد محمد مهدي الحكيم وشهيد المحراب ولكل الشهداء الذين نذروا دماؤهم من اجل ازالة هذه الطغمة من على صدر العراق.
محمد العنزي
2010-11-14
لقد لاقى ابناء الشعب العراقي على يد حزب البعث اشد العذابات والاهات حيث اكتوت الامة بناره التي احرقت الاخضر واليابس لان هذا الحزب جزء من فلسفته وتوجهاته وممارساته شوفينية هتلرية عنصرية ترفض التعايش مع الاخر وتقر ان من لم يكن معها فهو ضدها وهذا واضح فس سلوكه وتصرفاته فالعجب كل العجب من ان يسمحوا لازلامه من العودة والاشتراك في الحكومة من اجل مناصب زائلة لاقيمة لها وقد وصلوا الى هذه المناصب بدماء الشهداء الذين تصدوا لهذا الحزب المجرم.
عطيه الطائي
2010-11-14
على الشرفاء من القادة السياسيين والمجاهدين الاستعانة بالشعب على كافة الاصعدة للوقوف بوجه هذه المؤامرة لان شعبنا حي وغيور وغير قابل للانكسار رغم كل ما جرى عليه ويجب على المؤسسات الاعلامية النزيهة اعداد برامج وثائقية وما حفل به تاريخ البعث وازلامه الاسود عنهم لتعريتهم امام كافة ابناء الشعب العراقي.
سلام البحراني
2010-11-14
يجب الحذر من خياناتهم والانتباه الى تحركاتهم وتصرفاتهم وارتباطاتهم التي يراهنون عليها وكشف جميع الاقنعة التي يلبسونها وفضحها وكذلك يجب كشف تاريخهم للجميع وانهم ليسوا اهل عهد بل اصحاب تامر وغدر فالبعثيين برابرة ومغول ومستمرين على ماهم عليه بسلوكياتهم الدموية لذا يجب عدم اعطاءهم الامام.
احمد الربيعي
2010-11-14
المجلس الاعلى دعى لمشاركه العراقيه فقط وليس المجتثين/لكن موقع الفافون واضع عنوان ان المجلس يعتبر اجتثاث المطلك وربعه جريمه يعني صار شعار الفافونيين ضربني وبكى سبقني واشتكى وكانه ليس المالكي من استهان بالقضاء وراي الشعب واستشاره الكتل ووقع بالقلم الاخضر لرفع الاجتثاث عنهم!!لطالما تبجح المالكي بعداوته للبعث وهاهو يعيدهم وسيعطيهم مواقع حساسه بالتاكيد من اجل الكرسي/وكلما اتذكر وجه المالكي والنجيفي يفضحه بقراءه الوثيقه كم اتحسر باننا اصبحنا بايدي دكتاتوريه وليست امينه
أحمج الناجي
2010-11-14
السلام عليكم إخوتي الأعزاء الأخطر من إلغاء إجتثاث هؤلاء هو تسليم أحدهم وزارة الخارجية وفي جيبيه كتاب إلغاء الإجتثاث حتى يقوم بتعيين كافة القيادات البعثية الهاربة خارج القطر كسفراء للعراق الجديد وهلهولة للبعث الفاسد. أخوكم أحمد الناجي
زئير فهل من اذان سامعه؟
2010-11-14
وهــل من يشك في ذلك؟؟ فاتقوهم با اولي الالباب وبأي جلباب تجلببوا؟؟ هم العدو فاحذروهم وألا عدنا ومليار العياذ بالله الى الصتم الادنس وجلاديه وذباحيه وثراميه ومستوردي مومسات الدنيا وشخطه الغبية المهزله وجرذانه النتنه فهل من صم بكم عمي يعود الى ما شفنه الفرح ألا بزمانك وسيدي أنته معجزه والى مسرح جروته الانجس والى حروب دنسه وحرق البيئه والخلق والعقل والشرائع كلها والى سانديه بالمال والموانئ بالأمس سلابيناومكفرينا اليوم ونحن ضحاياهم حتى بعد استئصاله الشريف بدمائنا لأمنهم؟ هذا جزائنا؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك