المقالات

قيامه الحزن في نشيد المراثي الى عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم قدس

1483 09:46:00 2010-11-13

رياض عطا حسن / اعلامي وصحفي / هولندا

ونحن نستقبل عيد الاضحى المبارك

باقه زهور على ضريح عزيز العراق سماحه العلامه والمربي السيد عبد العزيز الحكيم ( قدس ), كما تحتفل الشعوب بالاعياد والزهور والربيع ومواسم الفرح والاناشيد نحتفل نحن شركاء الوطن والنضال شركاء المواجهه سواء من حمل منا السلاح او القلم دفاعا عن قناعات ومباديء واحلام وقيم... انه فرح الشراكه في الامل والحب والحريه ولكننا سنحتفل هذا العام بغياب قامه عراقيه باسقه تشبه قامه الانبياء وزعيم وشخصيه عاشت تواضع الحياه وقبل ان يغادرنا السيد عبد العزيز الحكيم كان قد جهز نفسه لهذا الرحيل , او لهذا الوداع , فهيأ الناس لطقوس رحيله , ولم يتاخر في ان يفتح باب قلبه لكل العراقيين ليتخذو من تلك المساحات الخصبه والمفتوحه على زرقه الافق الابديه ملاذا لها ... كان يحدق في عين السماء كي تمطر فرحا على العراق والناس , نهض رغم مرضه كما تنهض زهره بريه بوجه الريح وهو يرفع راسه بوثبة فارس حسيني ... ورغم نوائب الزمن وعتمه الايام واشتداد المحنه ظل ذو رباطه جأش نادره وصلبه فهو القادم من تلك العائله التي حملت نعش الشهاده والتحدي فعاشو سعاده الموت وعزة الحياه انه تاريخ حافل بالمواجهات والتصفيات والجهاد ...واجه النظام الدكتاتوري السابق وعرى الدكتاتوريه والشموليه ولم تفلح وسائل النظام السابق في الابتزاز والتخويف والتخوين والتهريج من ثنيه لانه شريف ونزيه وصادق بنى تجربته بهدوء وصمت وتامل وصفاء ومراجعه من اجل الخروج بنظره سياسيه جديده ورؤيه فيها كم هائل من المفتاتيح الحقيقيه بعناوين ومصاديق اخلاقيه تتضامن مع الاخر وتضمن تقاليد الاصاله والنبل والوطنيه في نظره فاحصه خاليه من اي شعارات تظليليه.غادرنا هذه المعلم النجيب وترك لغه الكلام للعيوننا التي ادماها الفراق فقد احبنا بصمت وغادرنا كجدول بهدوء وتركنا كما تترك طيور الضريح امكنتها في هجرتها للسماء وهو القادم من اسره زقه العلم زقا ومن المواكب والطقوس ومشاهد السبي والقتل والاستشهاد ... كان يتحرك بصمت السواقي بعيدا عن البهرجه والاضواء والصخب ومهرجانات الدعايه المجانيه والرخيصه كان يرفض ان يوظف جماهيريته من اجل مشهد دعائي لذلك احتظنته قلوب الفقراء والكسبه والمستضعفين , فودعته طيور الاضرحه وعصافير النجف واهوار العماره وجبال قنديل وخيول كربلاء وشهيد المحراب ونواح النساء الزينبيات وكركوك ونخيل البصره والغرباء بمساءتهم الحزينه و المطر والسماء المواكب والرايات الازهار والانهار السواقي والينابيع والفراشات .يا سيدي يا ايها المتلئلء كضوء بارق تستجم على مقلتيك دموع اليتامى .. في عينيك حديقة ضوء تعانق البياض الصاعد نحو السماء .. يا سيدي كيف لي ان افرغ جيوب حزني من رائحة كلماتك التي تشبه التجليات كيف لي ان انفخ باشرعتي الزرقاء لاجد مرافي لبكائي المؤطر بالانتظار والفقد والرحيل ؟

بناء الدولة

في مرحله بناء الدوله والقانون والعلاقات والمؤسسات تبنى صيغة وخطاب الاصلاح والمواصله بنوايا طيبه مع كل الاطراف والفرقاء السياسيين من اجل عراق موحد وجميل خالي من العنف ومسالم يبنى بالدم والعرق والمعرفه ... كان يجلس مع الجميع ليشارك في بناء البيت العراقي في مرحله الرهانات الصعبه , حيث تجده يقبل بهذه التغيرات ويوافق على هذه اللقاءات ويحترم تلك الصيغه ويستقبل هذا وذاك , من اجل اكمال مسيره بناء هذا الطريق لانه كان يحمل حلما كبيرا ورائعا , لقد تبنى مبدأ الشراكه في العمل السياسي شراكه الراي والقرار والمسؤولية والاختلاف والنقد ولانه عاش في قلب الاحداث عندما كان داخل وخارج العراق وعرف بمعانات الناس وعذاباتهم وفقرهم كان يدرك معنى التصدي لقضايا وهموم الشارع شارك في كتابه الدستور وفي تأسيس البرلمان والحكومه وفي بناء الوطن وسط كل هذه العتمة ليبدو العراق بعد اكثر وضوحا واشراقا .

لقائي مع السيد عمار الحكيم

من المفارقات التي يمكنني استدراكها في هذا المقام .. كنت متوجها وانا في طريقي للجبهه وانتظر القطار الذي سيقلني من قم الى شمال ايران حيث جمعتني مصادفه غريبه مع السيد عمار الحكيم وكان وقتها يافعا...كان يحمل راية اجداده بيد ويحمل في كفه وصيه ابوه وعليها اسماء كل الشهداء ,في ان يكون على الدرب بعواطف دافئه وعفيفه وهو بصحبه شاب تركماني ممن كانو يعملون في مكتب السيد في طهران سالته عن وجتهه ولم هو هنا ينتظر القطار اجابني بحكمة الكبار : طلب مني الوالد ان التحق بصفوف المجاهدين واننا امام خيار الموت او الحريه ... رغم صغر سنه ورغم انه غير مكلف حمله والده مسؤوليه الجهاد تلك واحده من اهم التجارب التي لازالت تصهل في الذاكره .. الطفل الحسيني الخارج من عائله الشهداء والمواكب والطقوس , كان واقفا امامي كما تقف فراشه وهي تتامل الضوء والافق في ان يكون ذائدا عن حياض الدين والعقيده والجهاد بعواطف غزيره وهي شهاده لازالت حاره ونظيفه وصادقه تؤرخ للحظات مرت من عمر الزمن .. لقد تركه ابوه يمشي هذه المسافه الحاده والضيقه بين الاستشهاد والجهاد وهنا شكل هذا الامتحان توازن في قدرته الثوريه في التغيير والتصدي لاحقا ...هذه الحادثه ذات المستوى العالي من القرب في موضوعة علاقه السيد الحكيم بالمقربين منه تستحق ان تكون دراسه او عمل روائي كبير لما لهذه التفاصيل من مغايره فهي تحمل هوية سرد ذات قيمه عالية والعمل ممكن ان يورخ باسلوب جديد وممكن ان يحمل لغه جديده وهذه مهمه العمل الروائي في ان يؤرخ لزمن طويل قادم ولحياه قادمه وممكن ان تبقى سيرة حياته ماده طازجه للبحث والكتابه, فروحه تعيش بيننا تلك الروح المبقعه بالحب والقوه والامل .

الخطاب السياسي لسماحته

تميز خطاب السيد عبد العزيز الحكيم بخطاب مواجهه وتحدي وتفكير مؤسسي قائم على مؤسسات فكريه وسياسيه واداريه وينطلق من مفاهيم التوافق على شراكة الاعتدال والاستقلال وان يكون الدستور واستحقاق الجماهير وتوزيع الصلاحيات والحلول الوسطيه منهجا لمرحله العبور التي تقوم على دوله الشراكه بما في ذلك من توازنات ديمقراطيه سبيلا لذلك العبور الايجابي على ان تكون السياده والحريه والثروة والاقتصاد والقانون والاستقلاليه الفكرية والسياسيه ملزمه لخطوه العبور الشامله وهذه كانت من طموحات ومناهج السيد وهي لسان حال الناس ولكن بحنجرته لانه تبنى خطاب الناس ومظلوميتهم ومعاناتهم ولذلك فاز بحبهم .. لقد تعامل سماحته بتقاليد خطاب سياسي يستند على تراكم معرفي ومنهج تحليلي رصين ومحايد يشتمل على موضوعيه لا لبس فيها . انها بنية متينه تدرس ولا تلغي وتدين ولا تحذف وتناقش ولا تحاكم وتبني ولا تهمش هذا الفارس الحسيني بنى تجربته بهدوء وصمت وتامل وصفاء بنظره فاحصه خاليه من اي شعارات مفتعله بل تجده صادقا وتلقائيا وعفويا حيث يحمل ثقه واعيه بالنفس وصلابه موقف وحصانه داخليه منيعه مستنده الى سنوات من العمل الثوري وحين يرفع كفه تتهاوى عروش الظلم والطغيان , هذا التاريخ الذي تهتز له القلوب والحناجر يليق بعمامة ابن فاطمة الزهراء ابن سلالة الاكرمين وهم بوابة النجاة نحو عُلى الكرامة والاباء والخير.

رياض عطا حسن / اعلامي وصحفي / هولندا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رياض عطا
2011-03-08
اخي محمد الصابر , اشكر لك مرورك وكلماتك الطيبه , نتضرع الى الله لذوقي الشهيد بالصبر ولمحبيه بالامل لجيل جديد يخدم العراق وشعبه حفظك الله وجعلك بارا لذويك
محمد الصابر
2011-01-14
سلمت يداك ايها الكاتب المبدع والعلامي القدير الاستاذ رياض على هذا المقال الذي عبرت فيه عن حبك لعزيز العراق الذي كان يحمل هم العراق وهم القضية العراقيه على مدى 30 عاما رحمه الله وحفظك الله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك