المقالات

هل يمكن التعايش مع حزب البعث وأزلامه؟؟؟!

900 10:49:00 2010-11-12

وليد المشرفاوي

يعد قانون اجتثاث البعث مطلب وطني عراقي بعد التغيير السياسي في 9/4/2003 وتحرير العراق من عصابة البعث المجرمة , إذ إن عقودا من السنين التي حكم بها البعث العراق, بالحديد والنار , كفيلة بوضع هذا القرار بهذه الأهمية , فقد خبر الشعب العراقي جرائم البعث ليس من عام 1968 , بل من عام 1963 بعد التآمر والانقلاب العسكري على حكومة (عبدالكريم قاسم) ,وما أعمال وممارسات القتل والتعذيب والتصفية الجسدية والاغتيالات التي قام بها (الحرس القومي) الذراع العسكري لحزب البعث ضد أبناء الشعب العراقي وقواه الوطنية إلا دليل واضح على دموية هذا الحزب وعناصره الذين لا يفهمون سوى لغة الدم , وأكملوا جرائمهم في عام 1968 وبعده بأشد أساليب واليات القتل , فالمقابر الجماعية وتصفية المعارضة التي شملت حتى عناصر البعث أيضا , وإقصاء وعزل حتى الحركات القومية التي كانت تتفق مع أهدافه , فضلا عن الخنق والاضطهاد الفكري والسياسي والثقافي لكل من خالفهم والوقوف بوجه كل المنطلقات الفكرية والحضارية , إضافة إلى الاستنزاف والهدر البشري والاقتصادي والمالي الذي كان من نتائجه ضياع ثروة العراق , كما وأصبح النظام السياسي تهديد لأغلب دول الجوار ,كان آخرها غزو الكويت عام 1990, وما ترتب على ذلك الغزو من قرارات دولية أدت إلى دمار البنية التحتية وحصار ظالم على الشعب العراقي بسبب عنجهية ودموية النظام السابق وقراراته المهلكة , حتى استحال العراق إلى سجن كبير , وما نزوح ولجوء وهروب الملايين من الشعب العراقي إلى الخارج إلا دليل آخر على وحشية نظام حزب البعث , ابعد هذا يمكن التعايش مع هذا الحزب المجرم؟؟؟! , لقد كان قانون اجتثاث البعث ضرورة ملحة لوأد فكر وسياسة هذا الحزب والى الأبد , ويأتي قرار المساءلة والعدالة إتماما لقانون اجتثاث البعث , فالتسلل البعثي لمفاصل الدولة ومؤسساتها الحكومية والبرلمانية خطر كبير على المشروع السياسي الوطني العراقي الديمقراطي , الأمر الذي يتطلب عدم المهادنة في تنفيذه , لان مجرد التساهل في هذا القانون يجعل من عناصر البعث الذين يختفون تحت عناوين أحزاب وطنية عراقية أمر شديد الخطورة خصوصا بوصولهم للبرلمان والحكومة , فلكي لا يعود البعث مرة أخرى يفترض بالبرلمان العراقي أن يشدد على تنفيذ قرارات هيئة المساءلة والعدالة ففيها ضمان كبير على تنظيف العملية السياسية من أدران البعث ومخططاته الإجرامية التي تتفق مع جرائم القاعدة وأعداء المشروع الديمقراطي في العراق , والغريب أن لا يتنصل هؤلاء ويعتذرون عن أعمال البعث الدموية (فظافر العاني ) و( صالح المطلك) لا زالوا يروجون لإخطار وشعارات وممارسات البعث الدموية دون رادع ودون خجل واستحياء من مشاعر العراقيين وعوائل الشهداء , فكيف إذا تم إشراكهم مرة أخرى ودخلوا في الحكومة ايضا؟؟ وكيف يتم إعطاؤهم الأمان عبر مواثيق مكتوبة وموقعة برفع الاجتثاث عنهم وإشراكهم بالحكومة؟؟؟ إن عودة هؤلاء وغيرهم يشكل خطرا على العملية السياسية الديمقراطية , فالبعث وعناصره لا يؤمنون بالديمقراطية وقيمها ( المواطنة - الحرية- تداول السلطة سلميا) وذهنية هؤلاء لا زالت متلبسة بتوجهات شمولية و اقصائية. فالمطلوب إذن: تفعيل قانون هيئة والمساءلة والعدالة , لأنه مطلب دستوري وقانوني استفتى عليه الشعب بالأغلبية ,وان يكون مطلبا سياسيا وشعبيا يطالب به الشعب العراقي وقواه السياسية الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني , حتى لا يعود البعث ومقابره الجماعية إلى العراق والى الأبد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد حسن
2010-11-13
الف رحمة على مرضعك يا عباس حسن -العراق , على هذا الاسم الحلو. حزب اللغوة. اقسملك بالله انا اكتشفتهم منذ بداية الثمانينيات وعرفتهم وشخصتهم. قلت للناس هذا الحزب مصيره مثل مصير منظمة منافقين خلق لاني رأيت اوجه شبه كثيرة بين الحزبين.
وليد المشرفاوي
2010-11-12
اخوتي الكرام السلام عليكم اشكر لكم هذه الروح الوطنيه واذكركم بقول شهيد المحراب (قدس سره) حيث يقول: كان وما زال وسيبقى حزب البعث العدو الاول للشعب العراقي.
أحمد الناجي
2010-11-12
السلام عليكم إخوتي الأعزاء الأخطر من إلغاء إجتثاث هؤلاء هو تسليم أحدهم وزارة الخارجية وفي جيبيه كتاب إلغاء الإجتثاث حتى يقوم بتعيين كافة القيادات البعثية الهاربة خارج القطر كسفراء للعراق الجديد وهلهولة للبعث الفاسد. أخوكم أحمد الناجي
عباس حسن
2010-11-12
خوفنا ياتى يوم يجتث فية المجاهدون والشرفاء من ضحوا بدماءهم لاجل سواد عيون المالكى وحزب اللغوة مادمنانرى هذا السقوط الاخلاقى لهم
زيــــد مغير
2010-11-12
السيد وليد . نشكر كتاباتك التي تثلج الصدور وتهدف الى الأصلاح .نعم إن إجتثاث البعث النتن مطلب جماهيري ويجب أن تحترم إرادة الشعب العراقي بإجتثاث هذه العصابة واستئصال جذورهـــــا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك