المقالات

هل يمكن التعايش مع حزب البعث وأزلامه؟؟؟!


وليد المشرفاوي

يعد قانون اجتثاث البعث مطلب وطني عراقي بعد التغيير السياسي في 9/4/2003 وتحرير العراق من عصابة البعث المجرمة , إذ إن عقودا من السنين التي حكم بها البعث العراق, بالحديد والنار , كفيلة بوضع هذا القرار بهذه الأهمية , فقد خبر الشعب العراقي جرائم البعث ليس من عام 1968 , بل من عام 1963 بعد التآمر والانقلاب العسكري على حكومة (عبدالكريم قاسم) ,وما أعمال وممارسات القتل والتعذيب والتصفية الجسدية والاغتيالات التي قام بها (الحرس القومي) الذراع العسكري لحزب البعث ضد أبناء الشعب العراقي وقواه الوطنية إلا دليل واضح على دموية هذا الحزب وعناصره الذين لا يفهمون سوى لغة الدم , وأكملوا جرائمهم في عام 1968 وبعده بأشد أساليب واليات القتل , فالمقابر الجماعية وتصفية المعارضة التي شملت حتى عناصر البعث أيضا , وإقصاء وعزل حتى الحركات القومية التي كانت تتفق مع أهدافه , فضلا عن الخنق والاضطهاد الفكري والسياسي والثقافي لكل من خالفهم والوقوف بوجه كل المنطلقات الفكرية والحضارية , إضافة إلى الاستنزاف والهدر البشري والاقتصادي والمالي الذي كان من نتائجه ضياع ثروة العراق , كما وأصبح النظام السياسي تهديد لأغلب دول الجوار ,كان آخرها غزو الكويت عام 1990, وما ترتب على ذلك الغزو من قرارات دولية أدت إلى دمار البنية التحتية وحصار ظالم على الشعب العراقي بسبب عنجهية ودموية النظام السابق وقراراته المهلكة , حتى استحال العراق إلى سجن كبير , وما نزوح ولجوء وهروب الملايين من الشعب العراقي إلى الخارج إلا دليل آخر على وحشية نظام حزب البعث , ابعد هذا يمكن التعايش مع هذا الحزب المجرم؟؟؟! , لقد كان قانون اجتثاث البعث ضرورة ملحة لوأد فكر وسياسة هذا الحزب والى الأبد , ويأتي قرار المساءلة والعدالة إتماما لقانون اجتثاث البعث , فالتسلل البعثي لمفاصل الدولة ومؤسساتها الحكومية والبرلمانية خطر كبير على المشروع السياسي الوطني العراقي الديمقراطي , الأمر الذي يتطلب عدم المهادنة في تنفيذه , لان مجرد التساهل في هذا القانون يجعل من عناصر البعث الذين يختفون تحت عناوين أحزاب وطنية عراقية أمر شديد الخطورة خصوصا بوصولهم للبرلمان والحكومة , فلكي لا يعود البعث مرة أخرى يفترض بالبرلمان العراقي أن يشدد على تنفيذ قرارات هيئة المساءلة والعدالة ففيها ضمان كبير على تنظيف العملية السياسية من أدران البعث ومخططاته الإجرامية التي تتفق مع جرائم القاعدة وأعداء المشروع الديمقراطي في العراق , والغريب أن لا يتنصل هؤلاء ويعتذرون عن أعمال البعث الدموية (فظافر العاني ) و( صالح المطلك) لا زالوا يروجون لإخطار وشعارات وممارسات البعث الدموية دون رادع ودون خجل واستحياء من مشاعر العراقيين وعوائل الشهداء , فكيف إذا تم إشراكهم مرة أخرى ودخلوا في الحكومة ايضا؟؟ وكيف يتم إعطاؤهم الأمان عبر مواثيق مكتوبة وموقعة برفع الاجتثاث عنهم وإشراكهم بالحكومة؟؟؟ إن عودة هؤلاء وغيرهم يشكل خطرا على العملية السياسية الديمقراطية , فالبعث وعناصره لا يؤمنون بالديمقراطية وقيمها ( المواطنة - الحرية- تداول السلطة سلميا) وذهنية هؤلاء لا زالت متلبسة بتوجهات شمولية و اقصائية. فالمطلوب إذن: تفعيل قانون هيئة والمساءلة والعدالة , لأنه مطلب دستوري وقانوني استفتى عليه الشعب بالأغلبية ,وان يكون مطلبا سياسيا وشعبيا يطالب به الشعب العراقي وقواه السياسية الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني , حتى لا يعود البعث ومقابره الجماعية إلى العراق والى الأبد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد حسن
2010-11-13
الف رحمة على مرضعك يا عباس حسن -العراق , على هذا الاسم الحلو. حزب اللغوة. اقسملك بالله انا اكتشفتهم منذ بداية الثمانينيات وعرفتهم وشخصتهم. قلت للناس هذا الحزب مصيره مثل مصير منظمة منافقين خلق لاني رأيت اوجه شبه كثيرة بين الحزبين.
وليد المشرفاوي
2010-11-12
اخوتي الكرام السلام عليكم اشكر لكم هذه الروح الوطنيه واذكركم بقول شهيد المحراب (قدس سره) حيث يقول: كان وما زال وسيبقى حزب البعث العدو الاول للشعب العراقي.
أحمد الناجي
2010-11-12
السلام عليكم إخوتي الأعزاء الأخطر من إلغاء إجتثاث هؤلاء هو تسليم أحدهم وزارة الخارجية وفي جيبيه كتاب إلغاء الإجتثاث حتى يقوم بتعيين كافة القيادات البعثية الهاربة خارج القطر كسفراء للعراق الجديد وهلهولة للبعث الفاسد. أخوكم أحمد الناجي
عباس حسن
2010-11-12
خوفنا ياتى يوم يجتث فية المجاهدون والشرفاء من ضحوا بدماءهم لاجل سواد عيون المالكى وحزب اللغوة مادمنانرى هذا السقوط الاخلاقى لهم
زيــــد مغير
2010-11-12
السيد وليد . نشكر كتاباتك التي تثلج الصدور وتهدف الى الأصلاح .نعم إن إجتثاث البعث النتن مطلب جماهيري ويجب أن تحترم إرادة الشعب العراقي بإجتثاث هذه العصابة واستئصال جذورهـــــا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك