المقالات

حكومة شراكة وطنية ام حكومة انقلابات ( من سيدفع الثمن )


بقلم الكوفي

حكومة شراكة وطنية ام حكومة انقلابات ( من سيدفع الثمن )

على مدى ثمانية اشهر والعراقيون ينتظرون الفرج كما هو حال السياسيين الذين يطالبون بحكومة شراكة وطنية تشمل الجميع دون استثناء او اقصاء والقبول بالامر الواقع في عراق متنوع الديانات والقوميات والمذاهب والهدف من وراء ذلك بناء دولة حقيقية تنهض بالواقع المزري الذي اتعب الجميع وبالخصوص الطبقات المسحوقة التي ليس لها ناصر ولا معين وحقن دماء الابرياء الذين يسقطون يوميا دون ان يكون لهم في كل ما يجري ناقة ولا جمل ،

بعد هذا المخاض العسير وبقدرة قادر يتفق الفرقاء السياسيين وبجلسة واحدة من خلال الطاولة المستطيلة وليست المستديرة والتي دعى اليها المجلس الاعلى منذ الايام الاولى بعد انتهاء الانتخابات ،

حققت الطاولة المستطيلة الوفاق السياسي والتسوية في تقاسم الكعكة الحكومية بحضور رئيس اقليم كوردستان العراقي والتوقيع على جملة من التنازلات التي تضمن للجميع حصوله على حصته دون زيادة او نقصان ،

رغم كل ما حصل ورغم القتل والدمار الذي لحق بالعراق والعراقيين تنفس الشارع العراقي الصعداء والجميع جلس يتابع جلسة البرلمان والوفاق والوئام الذي اعلنه القادة السياسيون ووعدوا به الشارع العراقي وزفوا لهم بشرى النصر المبين ،

بالطبع كانت جلسة البرلمان فرحة للبعض وخيبة امل للبعض الاخر حيث كشفت الجلسة لكل المتابعين ان الوفاق والوئام الذي تحدث عنه السياسييون ماهو الا اكذوبة افتضح امرها من اول جلسة وان الفرقاء السياسييون غدر احدهم بالاخر وان كل المواثيق والعهود باتت بحكم الملغاة ،

لست هنا بصدد من غدر بمن ولست بصدد من سيحكم ومن سيجلس معارض ولا يعنيني فرح زيد او سخط عمر ، الذي يعنيني من وراء كل ذلك الشعب المسكين الذي تراق دماءه ليل نهار ناهيك عن الخدمات التي اصبحت هاجسه وحلمه الاول والاخير ،

قد يطبل البعض مزهوا بالنصر المبين الذي حققه عندما انقلب على وثيقة العهد ( المخزية ) التي بموجبها يرفع الاجتثاث عن المطلك والعاني وغيرهم من القيادات في القائمة العراقية داخل البرلمان والتي وقعت من قبل المالكي من جهة وعلاوي والبرزاني من جهة اخرى ،

السيد المالكي راعي دولة القانون كيف قبل على نفسه ان يوقع على وثيقة يكون بموجبها رفع الاجتثاث وهو يعلم ان اجتثاث هؤلاء البعثيين جاء بامر قضائي والامر الثاني انقلاب المالكي عليهم ونقضه للعهد تحت قبة البرلمان ربما سيكلف الشعب العراقي الكثير الكثير ،

ان سياسية عدم الايفاء بالعهود والمواثيق تعرض العملية السياسية الى الانهيار كما انها تعزز في نفوس الاغلبية عدم الثقة والاطمئنان حتى بين الذين تراهم في خندق واحد وتحالف واحد وبلا شك فان الاغلبية ستتجه الى نصب المكائد والدسائس من اجل البقاء ،

حكومة الامس بررت فشلها بسبب المحاصصة المقيتة والبعض فسر فشلها بسبب تهميش الاخرين ووووو الخ ، الذي نراه اليوم لا يختلف عن الامس بل سيكون اكثر سوءا على الشعب العراقي خصوصا وان هناك كتلة ترى في نفسها انها حصلت على مقاعد اكثر من غيرها وبالتالي غيابها عن المشهد السياسي سيؤثر على عمل الحكومة في اربع سنوات اخرى ،

خلاصة مانريد قوله من سيدفع الثمن الكتل السياسية والبرلمانيين الذين حصلوا على امتيازات قل نظيرها في دول العالم ام ان الذي سيدفع الثمن هو الشعب العراقي المغلوب على امره .

بقلمالكوفي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زئير فهل من اذان سامعه؟
2010-11-12
أهل تحل الامور بالهزيمة والقطيعه والتهديد؟ أهذا ماينتظره الشعب الصابر من سياسييه المفروض بهم متمرسين عيطة واحده والكتله أمرك سيدي؟ لم يذكرني الموقف ألا بالمارشال الشخطة الذي لا يتقبل سوى 100% لكل ما يعطس وألا فالموت المباشر؟؟ وهنا لابد أن أكبر السيد النجيفي في رده الأصيل للمعيط الصارخ العصبي وكذا من استمر في الجلسة الاصولية الحساسه التي انتظرها الشعب المرزوء غير مكترث بالموقف الغريب العجيب الغيرموضوعي؟ الشعب المقاسي من أبشع طغاة الامس يستحق رعاية مسؤولة مثقفه؟ أنعود الى المسرح؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك