قلم : سامي جواد كاظم
الموازنة بين اهمية تعلم العلوم في اغلب الاحيان غير دقيقة او بالاحرى المفاضلة بين العلوم ايهما الافضل ؟ ، وهنا الافضل لا يمكن له ان يستمر من غير المفضول وبين هذه المفاضلة نجد ان البعض يمنح اهتمام اكثر من اللازم للافضل وعلى حساب المفضول .الفقه علم والتكنولوجيا علم والفيزياء علم والكيمياء علم وكل التطورات التي رافقت الحياة هي نابعة من علوم باسمها ، في العالم الاسلامي يكاد يكون الفقه له الافضلية المطلقة في الاهتمام والحث عليه وتخريج شيوخ وفقهاء ، اما في بقية البلدان غير الاسلامية فان الافضلية المطلقة للعلوم الميدانية مع عدم الالتفات الى الفقه بتاتا وهذا ينجم عنه سلبيات يدفع ثمنها الانسان .الاهتمام بالفقه على حساب العلوم الاخرى غير صحيح والاهتمام بالعلوم الاخرى من غير الاهتمام بالفقه هو الاخر غير صحيح ولهذا نجد ان الدول الاسلامية دائما مستهلكة لنتاجات البلدان اصحاب الباع الطويل في تقنية العلوم الميدانية ، اما البلدان المتطورة فلا علاقة لها بالعلوم الفقهية .والمقارنة بين هاتين الحالتين هو من خلال السلبيات المتمخضة عنهما فالجهل بالعلم يؤدي الى التاخر في التطور ولكن الجهل بالفقه يؤدي الى نتائج خطيرة ، الالتفات الى هذه النتائج لا يبرر للمسلمين عدم تطورهم في العلوم الميدانية .في الاونة الاخيرة تناقلت وسائل الاعلام ظاهرة الطرود البريدية المفخخة والتي يتم تصنيعها من قبل اناس لهم علم بهذا المجال كما وان الادارة الامريكية وكل دول العالم تخشى من القاعدة اذا ما حصلت على تقنية نووية اضافة الى ما حصلت عليه من علوم نتيجة الانحراف الخلقي لمن يشتغل في هذا المجال ، ولعل قضية العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان التي شغلت اجهزة المخابرات في العالم باتت واضحة للعيان.التاجر فاجر ان لم يتفقه في الدين ودلالة هذا الحديث رائع وله ابعاد اخلاقية وتجارية تصب في صالح الفرد والمجتمع فالتفقه بالدين يجنب التاجر الاشكالات الشرعية ومال الحرام وفي نفس الوقت يجنب المجتمع تبعية عملياته التجارية المغشوشة ، وهذا الامر ينطبق على العالم في العلوم الميدانية فان لم يتفقه في الدين فان خبرته العلمية قد تقاد بشكل سلبي تكون مردوداتها على المجتمع برمته .والملاحظ اليوم ان اصحاب الاكتشافات العلمية عرضة للاهتزاز باتجاه الاجندة الخفية التي لا تتورع من ان تستخدم هذه الاكتشافات بشكل سلبي يجعل العالم يعيش حالة من الرعب والترقب من ما يحدث اذا ما استخدمت هذه الاكتشافات ضد البشرية .الخطوة الاولى في الحياة هي تعلم الفقه والثانية هي التطور العلمي الميداني اما الوقوف على العتبة الاولى للسلم العلمي من غير الطموح بالارتقاء الى العتبة الثانية والثالثة هذا هو التاخر الذي يرفضه الشارع الاسلامي والقفز الى العتبة الثانية من غير المرور بالاولى هذا ايضا مرفوض لانه يولد علوم لا يتورع صاحبها من استخدامها السلبي . من اين للقاعدة الحصول على تقنية تكنولوجية تستخدم للعمليات الارهابية التي جعلت العالم يعيش في هلع من اي بيان يصدر من تنظيم القاعدة على مواقع الانترنيت ؟ .
https://telegram.me/buratha
