عندما انتهت الانتخابات،و حصل من حصل على عدد من مقاعد البرلمان الذي لم يرى النور بعد و منذ ثمانية أشهر.برز مبدأ القوة و التسلط و الاستبداد بالرأي،دون التوجه و لو صدفة إلى الشعب و ما يعانيه من عدم تشكيل حكومة قوية تدفع عن المظلومين البلاءات التي أصبح العراقيون يعتبرونها واقع لا مفر منه.و برز أيضا الخطاب الأعمى الذي انطلى على الكثيرين من العراقيين بان كل من حصل على أصوات أكثر فهو الذي يستحق السلطة،دون الانتباه إلى أن النظام القائم اليوم يعتمد على النظام البرلماني أي على عدد مقاعد هذا الائتلاف أو ذاك التحالف,و برز أيضا عدم الوعي السياسي لهذه المرحلة التي يمر بها البلد و هي مرحلة استثنائية، يتوجب على الكتل السياسية أن تتآلف في حكومة شراكة وطنية كما هو حال العديد من دول العالم التي كان لها نفس الوضع السياسي الذي يمر به العراق.و نتأسف أن يكون سياسينا ـ لبلد مثل العراق ـ يحملون هذا الفكر المغلق، الذي لا يعرف سوى لغة المصالح الذاتية،دون الاكتراث إلى الظرف المعقد، الذي يحٌكم علينا أن نحسب لكل خطوة نخطيها نحو عراق يسوده العدل و احترام الآخر بغض النظر عن دينه أو قوميته أو مذهبه.لذا نجد خطاب (النخب) المتعرشة فوق هرم السلطة يطبقون ذاك المبدأ الذي انتهجه البعث أبان تثبيت أرضية له في العراق، و المفارقة إنهم كانوا كما يزعمون أعداء له.ليس بالضرورة أن أكون ضد الظالم و لسنين، إني قد جانبت الحق إلى أن أموت، بل العاقبة هي الحاكم و الكاشف عن عقلية ذاك المعارض.و هذا يتجسد اليوم واقعا لا مفر منه.لاننا وجدنا حزب عارض صدام و اليوم يصبح صورة تشابه ذاك النظام.قد يقول البعض هذا ظلم لأنهم لم يفعلوا ما فعله المجرم، و أقول: لا يوجد بينهم نبي مرسل أو معصوم عن الخطا،فهم اليوم بهذه العقلية يشتركون مع نفس الجلاد سابقا في إزهاق أرواح العراقيين. و لا اعني حزب الدعوة فقط بل كل من ينتهج منهجهم في إدارة الدولة،و كل وزير لم يجعل من نفسه خادم لهذا الشعب الذي يستحق الخدمة لما واجهه من ظلم و اضطهاد.فبعد مرور هذه الأشهر نجد جناب معالي رئيس الوزراء غير متفائل في نجاح الطاولة المستدير و لا يريد أن يحل المسائل الخلافية و يحاول أن يضحك على ذقون الناس بترحيلها بعد تشكيل الحكومة, بدلاً من أن تكون الحكومة على جاهزية عالية لحل المشاكل التي يعاني منها الشعب،ستكون حكومة مهتمة بحل مشاكلهم التي اليوم نراها تطفو على السطح،و هو يعترف أن هذه المشاكل تحتاج إلى أعوام لحلها،و لم لا و أنت و غيرك متزمت برأيه.و نحن نسمع الآن كيف يدفع بكل ما أوتي من قوة في سبيل حصوله على منصب هو ليس أهلا له، و يستشكل على الآخرين من عدم انضمامهم إليه، و تناسى قبل الانتخابات كيف جاهدوا في سبيل أن يدخلوا الانتخابات ككتلة واحدة.كما نرى أيضا كيف باقي رؤساء الكتل الأخرى يلتحقون بركبه و يناورون سياسيا للحصول على أي منصب يضمن لهم الطريق نحو مص دم الشعب العراقي.و هناك كيانا فشل فشلا ذريعاً بحصوله على مقعد واحد، و راح رئيسها و بطريقة فضة يتملق لحزبه الذي انفصل عنه سابقا و لنفس المبدأ، يدل هذا عن تواضع مستوى صاحبه، وكل هذا لأنه لم يرشح من قبل ائتلافه ليشغل منصب رئيس الوزراء.و راح أيضا يصرح و يتمنطق ـ كما هو معروف عنه ـ و أصبح الناطق الرسمي لدولة القانون.أوجه كلامي الآن إلى كل من يدعم هؤلاء أن يتريث و لو لحظة و يرى بعين المنطق، هل هذا أو ذاك هو الذي سيصل به إلى بر الأمان؟!.
أما المجلس الأعلى، فوقع تحت مطرقة الظلم مجددا، فراحوا الفاشلون يلصقون به التهمة تلو الأخرى،و بعضهم وضعوه برتبة البعث الغادر.أقول لكل من سولت له نفسه على هذا الفعل الخبيث تجاه هذا الكيان العريق بتاريخه المشرف الذي كان يجاهد الظالم في يوم كانوا الكثير من سياسينا ينامون على الحرير و يرتادون المقاهي في شوارع سوريا و لندن و يأخذون الأموال باسم الشعب العراقي باعتبارهم معارضة ضد النظام و يتملقون لحكام السعودية و غيرهم ليحصلوا على غاياتهم. أقول لهم انتظروا دوركم لتكونوا من رواد مزبلة التاريخ قريبا، كما هو حال صدام و جلاوزته سابقا.كما إننا اليوم على يقين،في حال استلامكم لزمام السلطات الثلاث، ما لم تعالجوا الأمور بواقعية و جعل مصلحة البلد أمام أعينكم،و تخليص أنفسكم من الأنانية التي انتم فيها اليوم ـ و اشك أن تصلوا إلى هذا المرتبة ـ ستقودون البلد إلى دمار أكثر مما نحن فيه الآن.محمد رشيد القره غولي
https://telegram.me/buratha
