المقالات

الخطر القادم.. وموت السياسي العراقي


وليد المشرفاوي

إن المتابع لتاريخ(البعث) كحزب وممارسة منذ استيلاءه على السلطة في 8/شباط/1963 ومرة ثانية في 17/تموز/1968 وعن طريق الانقلاب العسكري في العراق يؤكد وبلا شك همجية وعدوانية هذا الحزب وافتقاده لأبسط مقومات العمل السياسي , فهو لا يؤمن بالعمل السياسي السلمي بل يتبع مقولة (الانقلاب) في كل شئ. وإذا كان (الانقلاب) في برنامجه يعني (التغير) فان الممارسة أثبتت بان (الانقلابية) هي الهيمنة الشاملة على السياسة والاقتصاد والثقافة , وإقصاء الآخر المختلف معه , الأمر الذي أفضى إلى تحويل العراق إلى مذابح رهيبة بدءا من التنظيمات العسكرية(الحرس القومي) وانتهاء بالتنظيمات الأخرى مثل (العلاقات العامة) و(أجهزة الأمن) و(الجيش الشعبي) وغيرها التي كانت تقض مضاجع الشعب العراقي , ولا حاجة للتذكير بحملات الإعدامات والتعسف في المحاكم والتدخل في القضاء , بحيث أصبحت المقابر الجماعية شاهدا على ذلك , فضلا عن تقييد الحريات وعدم منح الحقوق الطبيعية التي وهبها الله سبحانه وتعالى للإنسان , وما جناه الشعب العراقي من ويلات النظام السياسي السابق وحزبه من الحروب الكارثية مع إيران والكويت دليل آخر وواضح للعيان في إهدار الثروة الوطنية البشرية والطبيعية التي أدت إلى تأخير الشعب العراقي عقودا من السنين , على مستوى التنمية والأعمار والبناء , فالثروات الطائلة التي يتمتع بها الشعب العراقي ذهبت هباءا دون وازع من ضمير ومسؤولية ولا حساب عليها .والسؤال الجوهري الذي يثار هنا وبشكل ملح ؟؟ابعد هذا, كيف يمكن التفكير بعودة(البعث) مرة أخرى؟؟إن عودة البعث هو خرق للدستور وانتهاك لحرية وحقوق الشعب العراقي على كافة المستويات من حيثأولا:انه خرق للدستور العراقي الدائم لعام 2005 الذي صوت عليه الشعب العراقي بالأغلبية , ففي المادة 7/أ تنصص المادة يحظر كل كيان أو نهج يتبنى العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي , أو يحرض أو يمهد أو يمجد أو يروج أو يبرر له ,وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه , وتحت أي مسمى كان , ولا يجوز أن يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق , وهذه المادة تنطبق وصفا وتحليلا وأسلوبا ومضمونا على(البعث) فقد تبنى العنصرية والإرهاب كإرهاب الدولة وإرهاب الحزب ضد المواطنين, وقام بحملات التطهير الطائفي والعرقي سواءا كان ذلك (البعث الصدامي) أو غيره ,( فالبعث هو البعث) وتاريخه شاهد على ذلك منذ أيام (الحرس القومي) عام 1963 ولحد الآن , علما انه الآن يمارس نفس الدور تحت أغطية (إسلامية) في تحالفه مع (القاعدة) والحركات المناهضة للتغيير السياسي في العراق وان ما يسمى بحزب العودة هو تجسيد لهذا الدور الجديد , في الموصل وديالى وبغداد والانبار وآخرها في مدينة سوق الشيوخ حيث قاموا بلصق وتوزيع كميات كبيرة من صور المقبور صدام .فالأسلوب والمنهج والبرامج هي نفسها ولا نتأمل وننتظر تغيير في أسلوبه ونهجه علما أن المصالحة الوطنية لا يعني أن نتصالح مع من تكون يديه ملطخة بدماء العراقيين , والبعث ورموزه وأزلامه قد تلطخت أياديهم بدماء العراقيين في أي شكل من الأشكال.إن العراقيين ينتظرون المصير المجهول والعودة إلى الوراء إذا منحت الفرصة لعودة(البعث) في العمل السياسي لا سيما وان عناصرهم متغلغلون في الوزارات والبرلمان العراقي والجميع يعرفهم .ثانيا:إن عودة (البعث) انتهاكا صارخا لحريات وحقوق الشعب العراقي , فهل يرجع الجلاد ليمارس نفس الدور ويشارك في الحومة؟؟إن هذا الطرح أساس استهانة بتضحيات ونضال وكفاح الشعب العراقي ويمثل عدم احترام لما وافق الشعب العراقي عليه في تصويته للدستور.ونعتقد إن إرادة الشعب العراقي اليوم هي الضمانة الأكيدة لكل تشريع قانوني ودستوري فإذا تمت مصادرة ذلك , فما هو الفرق بين نظام البعث وهذا النظام الجديد؟؟؟أخيرا: إن مجرد التفكير بعودة(البعث) إلى الساحة السياسية العراقية يمثل موت (السياسي العراقي) فالشعب الذي انتخب البرلمان ومن ثم تم تشكيل الحكومة هو قادر على أيضا وعبر آليات العمل الديمقراطي إسقاطها أيضا, فليتذكر السياسيين العراقيين ذلك... وليتذكروا صرخات اليتامى والثكالى وانين المعتقلين من جراء ما فعله (البعث)...ولحد الآن فان (البعث) يمارس نفس الدور القديم فكيف يفكر السياسيون بالحديث أو المفاوضات معه؟؟؟انه الانتحار لكل السياسيين !!!بل إن عودة البعث هو الخطر القادم !!!فليعوا ذلك!!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك