وليد المشرفاوي
عندما ينبه أي قائد سياسي أو رائد اجتماعي حول ظاهرة لها اثر بالغ على الحراك السياسي , أو تصعيد الوعي الجماهيري لتوجيه الأمة نحو الأهداف المطلوبة والمرسومة للوصول إلى الغاية التي يسعى الحزب أو الحركة أو المنظمة أو التيار إليها للوصول إلى مصاف أقرانهم من العاملين في الساحة وبطريقة التزاحم الجميل أو التنافس في الخبرات لتبيان الحقائق للأجيال المجاهدة والمطالبة بحقوق المحرومين أو من اجل وضع الأغلال التي تطوقهم وتسلب حريتهم وتقضي على تطلعاتهم.عندما ينبه هذا القائد لظاهرة ما لابد من الالتفات لما قال ودراسة الظروف الموضوعية لهذه الظاهرة التي ذكرها هذا المتصدي , فالظواهر كثيرة وعلى سبيل المثال لا الحصر ظاهرة الإعلام في ساحتنا العراقية وكيفية سيرها وما هو مستواها وما هي الظروف التي تقف في طريقها وما هي المشجعات التي تطورها وتجعلها تؤدي غاياتها المطلوبة , وعدم ترك الموضوع للصدفة أو للتأويلات الاجتماعية بل يجب وضع خطة أسبوعية أو شهرية أو فصلية وبالتالي سنوية من اجل تحرك هذه العملية بكل جدية وصفاء وتفاني مستفيدين من كل العوامل التي لها علاقة بالإعلام الذي يكشف الواقع.فمهمة الإعلام على طول الطريق تشخص المشكلة وتنقدها وتحاول علاجها بأسلوب مناسب وواضح ليس فيه لبس أو غموض أو مجاملة أو تحابي لكي توضع النقاط على الحروف بعيدا عن المصلحة والطمع والخوف والتغاضي والحياء أو التستر على التصرفات الشاذة والممنوعة والغير مرغوب فيها والتي تسبب انتكاسة للعملية السياسية المطلوبة التي جند الجميع من اجلها .ويتطلب هذا التحرك حس مرهف ووطني صادق في رؤيته للمستقبل متمكن من بناء جيلا واعيا مدركا للحياة ومميزا لما يدور حوله ومتحركا لا يعرف الجمود , ولا يعمل وفق المصالح والرغبات , بل يسعى من اجل الأهداف الصادقة مستخدما التقنيات الحديثة, والإمكانيات المتوفرة ليعمل بالممكن في نقل المعلومة الصحيحة والخبر الصادق معللا تارة ومفسرا تارة أخرى , لا يهمل أو يترك أي معلومة من دون رد يدعمها أو يفندها .والمطلوب من الإعلام الوطني الحر أن يكون موحدا ومستقلا , إعلام امة وليس إعلام حزب أو شخص كما كان يفعل الصنم حيث لا هدف لإعلامه إلا تأليه شخصه وغمط الحقائق وتصوير الأمور للناس خلاف ما هي عليه,إن الإعلام النظيف يجب أن تديره أيادي نظيفة وفاعلة بعيدة عن الضغوط والتشويش والتبرير وخلق المحاور والتشنجات , بل يجب أن يحول الإعلام لخدمة الجميع , ولكن لا يجب إرضاء الجميع لان رضا الناس غاية لا تدرك , ومن حاول إرضاء الجميع دخل حالة النفاق والعياذ بالله, ونعني بالإعلام الخادم للجميع إعطاء كل ذي حق حقه فمنهم من نؤيده ونرفع اسمه ونشجعه ونطلب من الجماهير إتباعه وطاعة أمره وتبيان أعماله ومنجزاته دون زيادة أو نقصان ووفق ما يستحق من تأثيره في الساحة السياسية , ومنهم من يجب تنبيهه على تقصيره وعيوبه وما يترتب عليه من أمور يجب أن يبتعد عنها لأنها مخلة بعمله ونهجه وسياسته وطريقة أدائه للواقع المعاش , كما يجب على الإعلام التنبيه على الدكتاتورية في إدارة الأمور وفضح من يمارسها,كما إن على الإعلام كشف الفساد والمتلاعبين بأمور البلد وأصحاب الدعايات المغرضة والتي تريد تشويه صورة القادة الربانين بدون أي وثيقة أو مستمسك بل همهم الفضح من اجل الفضح وإتباع الهوى والرغبات .إن الحفاظ على حرية الكلمة الإعلامية هي مضمونة من قبل الدستور , ولكن على الذي يمارسها أن يكون على اطلاع وخبرة وشهادة وإخلاص ونزاهة وإلا يركع أمام المغريات المادية ومواقع المسؤولية , وان يتعامل مع الأحداث بروح حيادية تحفظ كرامة الوطن والمواطن الذي هو أساس مشترك عند جميع الإعلاميين العاملين في الساحة. إن الإعلامي الوطني المؤمن هادف ومنصف ولا يعمل ضد احد , يكشف الأخطاء وينبه عليها دون خوف أو وجل , عندما يضع إصبعه على الجرح ويتعاطف مع المظلوم يعتبر سلطته مهنة إنسانية تاركا المجاملات ومبتعدا عن الأمور المشبوهة والتصرفات الغير ممدوحة أو غير المحببة .كما يجب أن تكون إدارة إعلامنا الوطني الحر مدارة من قبل أهل المحنة ومن وقع عليهم الضيم لينقلوا ما في قلوبهم للجماهير التي يمثلونها دون تفكه أو بطر , نعم لا يعني هذا عدم استثمار جهود الآخرين وطاقاتهم بل تفعيلهم وفق منطقاتنا الوطنية ومشاكلنا ومعاناتنا ,كما يجب أن لا نسمح للمندس البعثي اختراق صفوفنا الوطنية وتفضيله على مجاهدينا ,انه نقص وعيب فهؤلاء قد يكونوا مهنين ولكن معلوم لدينا طول ثياب هؤلاء إلى ركبهم .
https://telegram.me/buratha
