وليد المشرفاوي
ليس غريبا على المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أن يفرد للمرأة مكانة هامة ضمن برنامجه في عملية تشكيل الحكومة القادمة إحساسا منه بما تقدمه من مهام جمة في عملية البناء والتقدم فضلا عن الإسهام الفعال في التغلب على الكثير من المعضلات التي يواجهها مجتمعنا ما بعد الحرب الدكتاتورية , سيما وان تجربة الفترة المنصرمة أثبتت بان المرأة العراقية كشفت عن مهارات قيادية وتنظيمية كبيرة سواء في التنظيمات الاجتماعية والسياسية غير الحكومية , أو من خلال قيادتها المباشرة للكثير من المواقع الحكومية , بما في ذلك الوزارات والمؤسسات الرسمية الهامة , ناهيك عن الدور البالغ الأهمية الذي تقوم به المرأة في مجال التربية والتعليم وفي كافة مراحله, بالإضافة إلى ذلك فان المرأة باتت تشكل ركنا مهما من أركان العملية السياسية في ضوء ما ضمنه الدستور العراقي للمرأة من منزلة ودور بالغ الأثر , هذه المكانة استمدت أصلا من قيم الإسلام العظيمة الذي خصص للمرأة منزلة رفيعة وادوار خلاقة لم ترق إليها أي من الحضارات السابقة أو اللاحقة أو الحالية فكانت تلك المنزلة الرفيعة احد أهم عناصر نهضة الأمة الإسلامية آنذاك , وما تأكيدات القران الكريم على تساوي المرأة والرجل في الهوية والشخصية إلا دليل بين على ذلك, وعلى الرغم مما مارسه النظام البائد من ظلم وجور طال كل شئ فقد ظلت المرأة العراقية ترسم عبر صبرها ونضالها أروع لوحات التضحية والفداء بوقوفها جنبا إلى جنب الرجل , واليوم وبعدما فكت قيود الظلم والاستبداد دخلت المرأة العراقية معترك الحياة المدنية والسياسية وساهمت مساهمة فعالة في بناء مؤسسات الدولة والمجتمع وتعالى صوتها في التعبير عن منطلقاتها ومتبنياتها ليطرق أسماع القاصي والداني ويكسر حاجز النظرة الضيقة للمرأة المسلمة في العراق , وكان أولها دعوات شهيد المحراب التأسيسية في خطبة صلاة الجمعة في 15/8/2003 والتي أعلن فيها اعتبار يوم ذكرى ميلاد الزهراء(ع) يوما للمرأة العراقية , ودعوة عزيز العراق(طاب ثراه) بجعل الأول من شهر صفر يوما لمناهضة العنف ضد المرأة المسلمة , ودعوة سماحة السيد عمار الحكيم في قمة اربيل الأخيرة على ضرورة أن يكون هناك تمثيل حقيقي للمرأة العراقية في صنع القرار السياسي وتشكيل الحكومة , تكريما وإجلالا لدورها العظيم في رسم أبعاد المجتمع العراقي ,وحينها وضع إستراتيجية عامة تجاه المرأة , ولا باس بذكرها هنا بعجالة وهي:-1-صيانة المرأة من الإخطار الثقافية والأخلاقية والاجتماعية , وحتى الأخطار المرتبطة بحياتها الشخصية.2-احترام المرأة والعطف عليها .3-المودة والرحمة استنادا لقوله تعالى(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).4 -تعليم المرأة الفقه والأخلاق والشريعة .5-التقدير لجهودها , فهي التي تتعب في المنزل والتربية , وتتحمل مختلف المعاناة في سبيل مساعدة الرجل في مختلف المهمات.6- تمكينها من اخذ دورها , وممارسة مهامها الاجتماعية والإنسانية ضمن الموازين الشرعية وفي ظل الأحكام الإلهية.وتجسدت هذه الإستراتيجية من خلال تشكيل المؤسسات والمنظمات النسوية وإيجاد المكاتب ضمن الحيثية التنظيمية لتشكيلات تيار شهيد المحراب لتعمل فيها المرأة جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل في رص صفوف الأمة وتعبئتها وإيجاد الأرضية المناسبة لنجاح العملية السياسية بكل مراحلها , وفي ذلك يقول سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ): نحن نتطلع لذلك اليوم الذي تحظى فيه المرأة بنسب تمثيل عالية في الوزارة ومجلس النواب ومؤسسات الدولة المختلفة للدولة العراقية الحكومية منها والأهلية, اليوم نحن أمام كوادر نسوية متألقة وإعطاء الدور الحقيقي للمرأة ومشاركتها الفاعلة في إدارة البلاد وشؤون الحياة كونها تمثل نصف المجتمع ولها القدرات والطاقات بما لا يقل عن الرجل ).وتماشيا مع ذلك لابد من تفعيل دور المرأة في الحياة الاجتماعية والسياسية , وضرورة إشراك المرأة في صنع القرار الرسمي , كونه مؤشر على الإنصاف والعدالة بين الفئات الاجتماعية المختلفة.
https://telegram.me/buratha
