المقالات

عجيب امور غريب قضية


احمد محمد

فجاة ودون سابق انذار رفع القلم وجفت الصحف وحذف الاجتثاث وحل المجتث ضيفاً على قمة اربيل مثلما وجد مكانه واسعاً في قمة بغداد ليلة امس !.

كيف صدر قرار الاجتثاث ولماذا رفع اساساً إذا كان الرجل بريئاً من كل التهم التي وجهت له قبيل الانتخابات التشريعية الماضية فيما سيشارك 18 نائباً من حزبه في الحياة البرلمانية لاربع سنوات قادمة ؟.

هذا الرجل ليس بريئاً من التهم التي وجهت اليه فضلاً عن اتهام وجه قضائياً ضد احد اولاد عمه بتهمة القيام بعمليات قتل طائفي بتحريض منه ويعرف القادة الاكراد فضلا عن العرب الدفاع المستميت والمرافعات السياسية المهمة له داخل البرلمان وخارجه عن صدام حسين ونظام حكمه وتبريره لمشاريع الموت والقتل وعمليات الابادة والعدوان الشامل الذي شن ضد الشعب العراقي طوال ثلاثة عقود ولعل النائب الثاني لرئيس البرلمان السابق عارف طيفور يحتفظ بالتسجيل الصوتي له وهو يدافع عن قرارات النظام السابق ويتحدى الآخرين اثباتاً لعلاقته الحزبية بالبعث وعدم اعترافه بالعملية السياسية .

حل ضيفاً على اربيل وواحداً من قادة العملية السياسية في بغداد .. مالذي حصل وكيف امكن للرجل اختراق قرار الاجتثاث والجلوس على مائدة واحدة مع الرئاسات الثلاث المنتهية ولايتها ومع الاكراد والعرب السنة وشيعة العراق .. هل هي الصدفة المحضة ام هو قرار سياسي صدر من مرجعيات عليا في الدولة خدمة لمصالح سياسية لها علاقة بضرورة التعجيل بحسم تشكيل حكومة عاجلة ؟.

ما جرى مع الرجل اختراق للقانون وتجميد لقرار هيئة العدالة والمساءلة التي تمتلك كل المفردات التاريخية الدالة على سيرته الذاتية البعثية وتكييف للقانون حسب هوى السلطة حتى لو كان هذا التكييف غير منسجم مع إرادة الدستور وثوابت العملية السياسية والعقد الاجتماعي السياسي فيما بين القوى الوطنية .. ان هذا التكييف سيدمر الدولة في المستقبل وإذا كان الاجتثاث المثبت قضائياً رفع عنه وتحول الرجل من بعثي مجتث إلى زعيم سياسي واحد قادة العملية السياسية فان التكييف ذاته سيطعن بالكثير من المسلمات والثوابت السياسية والوطنية لصالح بقاء رجل السلطة في السلطة .. وبهذا نكون قد عدنا إلى المربعات الأولى وتركنا الدستور والتوافقات والتوازن والالتزام بالقضاء خلف ظهورنا خصوصاً وان عودة هذا الرجل اقترنت بنقاش مستفيض من قبل قادة الكتل للالتزام بالدستور والتوافق والتوازن والطريف انه كان له راي صريح بهذه المفردات الوطنية !.

الاطرف ان الرجل يتهكم في الإعلام على الذين اقصوه بالامس واعادوه اليوم وان الذين اعادوه لن يستطيعوا بناء البلد وحدهم دون مشاركة كتلته السياسية التي يتزعمها .. الرجل ليس قوياً بذاته إنما يستمد وهم القوة من الذين اشاعوا الضعف في اجوائنا والا هل يمكن غض الطرف عن نائب سرق اربعين مليون دولار من خزانة الهلال الأحمر العراقي يعاونه طرف في الاحزاب الحاكمة ولا تتم محاسبته وتشطب الخطيئة المالية الكبيرة بجرة قلم لان البعض يحاول ان يستميل هذا النائب ويدنيه من مشروع تشكيل حكومة عجولة قائمة بمقياس رجال السلطة بسبب كون هذا النائب يمتلك كياناً انتخابياً مؤلفاً من 12 نائباً ؟.

إذا جرى نهج التكييف وتحول إلى نظرية سياسية قائمة فان السلطة ستحل مكان الدولة والقرارات الاستثنائية العجولة القائمة على اساس فئوي وحزبي وشخصي مكان القرارات الدستورية الوطنية الثابتة وسنجد انفسنا في مواجهة انفسنا وشعبنا في مواجهة نفسه والقوى السياسية في صراع دام دونه الصراعات التي جرت في ليبيريا والكونغو والصومال لان التكييف نظرية تتحايل على القانون باسم القانون وتتجاوز الوطن باسم الحرص على الوطن وتجعل من تآمر بالامس على جراحات شعبنا واستحقاقاته الوطنية في الحرية والعدالة والمساواة والخروج من نفق الدكتاتورية المظلم وطنيين وقادة كيانات سياسية ونحن في نظرهم متامرون !.

العراقية شريك اساسي في تشكيل حكومة الشراكة ومكوناتها مفردات وطنية يجب ان تسهم كما الاخرون في بناء نظام العدالة الاجتماعية ومن يكيف القانون للذين تامروا على الشعب العراقي قادر بذات الوقت على تجفيف منابع الخلاف مع بقية اطراف العراقية خدمة للقضية العراقية وهذا هو الحد الفاصل بين وطنية صاحب القانون حين يريد بناء نظام شراكة وبين قدرته على تكييف القوانين لصالح البقاء في السلطة بغياب العراقية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
khalid
2010-11-11
تلاقفوها يا بني اميه, و الله يا محمد لو كنا نعلم ان الحكم سيعود الينا لما حاربناك, مقوله قالها ابو سفيان عندما صار عثمان خليفه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك