المقالات

للامام السيستاني سبعون متراً.. وللآخرين قصوراً فارهة

1327 12:10:00 2010-11-08

محمد الياسري

سبعون متراً مربعاً يدفع ايجارها سماحة السيد السيستاني تأويه هو وعائلته، هي كل مساحة البيت الذي يؤجره رجل الدين الشيعي الأبرز في العالم الاسلامي وهذه المساحة المحدودة هي لسكنه واستقباله لضيوفه من اقربائه. والذي يعرف السيد السيستاني والقريبون منه لا يستغربون ما نقوله فهذا الرجل معروف بورعه وتواضعه وزهده بالدنيا ويكفي أنه يقول " سمعت أن بعض النجفيين وبسبب تردي أوضاعهم الاقتصادية اضطروا الى السكن في منطقة خان النص ولهذا لا ينبغي أن يجيز رجال الدين لانفسهم ان يعيشوا عيشة رفاه وترف".

ومن هذا الكلام لنا أن نستوعب حقيقة هذا الرجل وتواضعه وما يجب أن يكون عليه رجال العلم والدين من ايثار وهي صفات لانعتقد أن من حقنا وصفها وتعدادها في السيستاني فمقليده ومحبيه وطلابه يعرفون عنه الكثير وبما يفوق ما نعرفه نحن عنه. لا اريد ان اكيل المديح للرجل وليس هذا المقال ينحو بهذا الاتجاه لكنني وددت ايراد المقدمة البسيطة التي من غير ادنى شك لا ترقى الى شخص المرجع الديني، لاتحدث عما يفعله اليوم رجال السياسة واعضاء البرلمان العراقي و اصحاب النفوذ والمال في عراقنا الجديد.

فقادة البلاد اليوم ونوابه الذين من المفترض ان يمثلوا عامة الشعب وفقراءه ومعدميه والطبقات المسحوقة فيه يتنافسون على بناء القصور الفارهة ليس في بلادهم فقط بل في ارجاء المعمورة والاموال التي يتقاضونها دون عمل مرهق او بذل جهد بدني او فكري باتت تصل الى ارقام مكوكية يعجز المواطن البسيط على استيعاب عدد الاصفار فيها.

ولنا في برلماننا الجديد الذي تقاضى نوابه رواتبهم ومخصصاتهم لمدة ثمان أشهر وهم لم يلتقوا سوى ربع ساعة فقط وقد لا يعرف بعضهم الاخر والكثير منهم متذمر لانه لم يتقاضى مبالغ قريبة او مماثلة لاقرانهم بالدورة السابقة ولكم ان تتخيلوا شخصاً لم يبذل جهداً من أي نوع لفترة لاتتجاوز الدقائق وينال على ذلك اموالاً تعادل رواتب الالاف من الموظفين الكادين لمدة عشر ساعات باليوم مع اعباء الأمن والمخاطرة ويقيناً أن قانون الدولة سيقطع راتب أي موظف في العراق أن تغيب بضعة ايام ومن ثم سيطرد من عمله فلماذا هؤلاء وجلهم الآن في خارج البلاد ينالون الحمال والحظوة دونما أن يبذلوا جهداً. فأي حلال وحرام هذا؟ وأين المقارنه بين حال السيد السيستاني وممثلي الشعب المزعومين؟

ثم - وهذا لا يخفى على أحد- أن مسؤولينا وقادتنا السياسيين واعضاء البرلمان السابقين والحاليين بدأوا يتنافسون ببناء وحداتهم السكنية وطرق المعمار فيها بحيث بعضها يتجاوز الاف الامتار وفيها ما لذ وطاب من وسائل الراحة والحدائق الغناء وبحيرات السباحة والنافورات وبعض من هؤلاء القادة يعتمرون العمامة ويرتدون الجلباب والأدهى من كل هذا أن بعضهم أغلق شوارعاً بالكامل ومنع مرور الناس فيها كي لا يعكروا مزاج اسرته وسياسيون اخرون جعلوا لهم في العديد من بقاع الأرض منتجعاً يحجون اليه وقتما تشتد الهجمات الارهابية وهي تقتل الشرفاء العراقيين البسطاء دونما تمييز ويخرج من جحره في عمان او بيروت او دمشق ليستنكر ويدين وينظر ويزايد بدمنا وهو لم يرى حتى أي حي شعبي من احياء العراق.تبدو الان المقارنة بين ما يسكنه المرجع الديني السيد السيستاني من سبعين متراً يدفع ايجارها كل شهر وبين ما يناله قادة البلاد وممثلي الشعب من امتيازات ورفاهية وغنج اشبه بضرب من التخريف، فأين وجه المقارنة وكيف وماذا سنحقق اذا ما قارنا سوى عض اصابع الندم على ما وصلنا اليه الآن بمحض ارادتنا ورغبتنا..

محمد الياسري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المخرج اكرم كامل
2010-11-11
لايحق لاي كان ان يقارن بين السيد السستاني واي من تبؤا مركزا في الحكومة والبرلمان لانكم حتماً ستبتعدون عن الحقيقه فالامام يرجو الاخره وكل السياسين متمسكين بالدنيا فهيهات هيهات ان اقارن بين الثرى والثريا 0
يحيى المنصوري
2010-11-11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان للسيد السيستاني بيتا في قلوب المؤمنين وليسمع ويرى كل سياسينا المنشغلين ببناء القصور االشبيه بقصور الطاغيه صدام يقولون هناك مسؤول كبير بالدوله يبني له قصر في الناصريه كاْنه قصر صدام -فاْعتبروا يا اْولي الالباب
محمود الركابي
2010-11-10
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هكذا عاش امير المؤمنين عليه السلام بينما كان يعيش معاوية وغيره حياة الترف واليعلم الجميع ان في كل زمان علي ومعاوية حسين ويزيد. ثم ان السكن الحقيقي الذي اتخذه الامام السيستاني ادامه الله هو قلوب المؤمنين المخلصين. اسال الله ان يديمه خيمة للمذهب وللعراقيين انه سميع مجيب
ابو زهراء
2010-11-08
لا ياسيد لياسري انت لم تصب هذه المرة فان للسيد السيستاني امتار وامتار بل كليومترات من الساكن يحلم بها كل سياسي بل كل انسان يريد رضا الله تعالى فياليت لنا ما للسيد السيستاني من مسكن في كل قلب شريف نزيه نعم امتار السيد قليلة في الحياة الدنيا من حيث السكن لكن القلوب التي تهفوا لتقبل تراب نعلي السيد السيستاني هي اكبر من تلك الزخارف التي يتمتع بها اؤلئك السياسين كن على ثقة ان كلهم بلا استثناء يتمنون ان يحظوا بما حظي به سماحة السيد اللهم احفظه من سوء ومكروه وارزقه حسن العاقبة آمين رب العالم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك