المقالات

للامام السيستاني سبعون متراً.. وللآخرين قصوراً فارهة


محمد الياسري

سبعون متراً مربعاً يدفع ايجارها سماحة السيد السيستاني تأويه هو وعائلته، هي كل مساحة البيت الذي يؤجره رجل الدين الشيعي الأبرز في العالم الاسلامي وهذه المساحة المحدودة هي لسكنه واستقباله لضيوفه من اقربائه. والذي يعرف السيد السيستاني والقريبون منه لا يستغربون ما نقوله فهذا الرجل معروف بورعه وتواضعه وزهده بالدنيا ويكفي أنه يقول " سمعت أن بعض النجفيين وبسبب تردي أوضاعهم الاقتصادية اضطروا الى السكن في منطقة خان النص ولهذا لا ينبغي أن يجيز رجال الدين لانفسهم ان يعيشوا عيشة رفاه وترف".

ومن هذا الكلام لنا أن نستوعب حقيقة هذا الرجل وتواضعه وما يجب أن يكون عليه رجال العلم والدين من ايثار وهي صفات لانعتقد أن من حقنا وصفها وتعدادها في السيستاني فمقليده ومحبيه وطلابه يعرفون عنه الكثير وبما يفوق ما نعرفه نحن عنه. لا اريد ان اكيل المديح للرجل وليس هذا المقال ينحو بهذا الاتجاه لكنني وددت ايراد المقدمة البسيطة التي من غير ادنى شك لا ترقى الى شخص المرجع الديني، لاتحدث عما يفعله اليوم رجال السياسة واعضاء البرلمان العراقي و اصحاب النفوذ والمال في عراقنا الجديد.

فقادة البلاد اليوم ونوابه الذين من المفترض ان يمثلوا عامة الشعب وفقراءه ومعدميه والطبقات المسحوقة فيه يتنافسون على بناء القصور الفارهة ليس في بلادهم فقط بل في ارجاء المعمورة والاموال التي يتقاضونها دون عمل مرهق او بذل جهد بدني او فكري باتت تصل الى ارقام مكوكية يعجز المواطن البسيط على استيعاب عدد الاصفار فيها.

ولنا في برلماننا الجديد الذي تقاضى نوابه رواتبهم ومخصصاتهم لمدة ثمان أشهر وهم لم يلتقوا سوى ربع ساعة فقط وقد لا يعرف بعضهم الاخر والكثير منهم متذمر لانه لم يتقاضى مبالغ قريبة او مماثلة لاقرانهم بالدورة السابقة ولكم ان تتخيلوا شخصاً لم يبذل جهداً من أي نوع لفترة لاتتجاوز الدقائق وينال على ذلك اموالاً تعادل رواتب الالاف من الموظفين الكادين لمدة عشر ساعات باليوم مع اعباء الأمن والمخاطرة ويقيناً أن قانون الدولة سيقطع راتب أي موظف في العراق أن تغيب بضعة ايام ومن ثم سيطرد من عمله فلماذا هؤلاء وجلهم الآن في خارج البلاد ينالون الحمال والحظوة دونما أن يبذلوا جهداً. فأي حلال وحرام هذا؟ وأين المقارنه بين حال السيد السيستاني وممثلي الشعب المزعومين؟

ثم - وهذا لا يخفى على أحد- أن مسؤولينا وقادتنا السياسيين واعضاء البرلمان السابقين والحاليين بدأوا يتنافسون ببناء وحداتهم السكنية وطرق المعمار فيها بحيث بعضها يتجاوز الاف الامتار وفيها ما لذ وطاب من وسائل الراحة والحدائق الغناء وبحيرات السباحة والنافورات وبعض من هؤلاء القادة يعتمرون العمامة ويرتدون الجلباب والأدهى من كل هذا أن بعضهم أغلق شوارعاً بالكامل ومنع مرور الناس فيها كي لا يعكروا مزاج اسرته وسياسيون اخرون جعلوا لهم في العديد من بقاع الأرض منتجعاً يحجون اليه وقتما تشتد الهجمات الارهابية وهي تقتل الشرفاء العراقيين البسطاء دونما تمييز ويخرج من جحره في عمان او بيروت او دمشق ليستنكر ويدين وينظر ويزايد بدمنا وهو لم يرى حتى أي حي شعبي من احياء العراق.تبدو الان المقارنة بين ما يسكنه المرجع الديني السيد السيستاني من سبعين متراً يدفع ايجارها كل شهر وبين ما يناله قادة البلاد وممثلي الشعب من امتيازات ورفاهية وغنج اشبه بضرب من التخريف، فأين وجه المقارنة وكيف وماذا سنحقق اذا ما قارنا سوى عض اصابع الندم على ما وصلنا اليه الآن بمحض ارادتنا ورغبتنا..

محمد الياسري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المخرج اكرم كامل
2010-11-11
لايحق لاي كان ان يقارن بين السيد السستاني واي من تبؤا مركزا في الحكومة والبرلمان لانكم حتماً ستبتعدون عن الحقيقه فالامام يرجو الاخره وكل السياسين متمسكين بالدنيا فهيهات هيهات ان اقارن بين الثرى والثريا 0
يحيى المنصوري
2010-11-11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان للسيد السيستاني بيتا في قلوب المؤمنين وليسمع ويرى كل سياسينا المنشغلين ببناء القصور االشبيه بقصور الطاغيه صدام يقولون هناك مسؤول كبير بالدوله يبني له قصر في الناصريه كاْنه قصر صدام -فاْعتبروا يا اْولي الالباب
محمود الركابي
2010-11-10
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هكذا عاش امير المؤمنين عليه السلام بينما كان يعيش معاوية وغيره حياة الترف واليعلم الجميع ان في كل زمان علي ومعاوية حسين ويزيد. ثم ان السكن الحقيقي الذي اتخذه الامام السيستاني ادامه الله هو قلوب المؤمنين المخلصين. اسال الله ان يديمه خيمة للمذهب وللعراقيين انه سميع مجيب
ابو زهراء
2010-11-08
لا ياسيد لياسري انت لم تصب هذه المرة فان للسيد السيستاني امتار وامتار بل كليومترات من الساكن يحلم بها كل سياسي بل كل انسان يريد رضا الله تعالى فياليت لنا ما للسيد السيستاني من مسكن في كل قلب شريف نزيه نعم امتار السيد قليلة في الحياة الدنيا من حيث السكن لكن القلوب التي تهفوا لتقبل تراب نعلي السيد السيستاني هي اكبر من تلك الزخارف التي يتمتع بها اؤلئك السياسين كن على ثقة ان كلهم بلا استثناء يتمنون ان يحظوا بما حظي به سماحة السيد اللهم احفظه من سوء ومكروه وارزقه حسن العاقبة آمين رب العالم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك