د. انوار الخزاعي
هذه المرة ياتي الدرس البليغ من تشيلي فقد تابع الكثيرون عملية انقاذ العمال العالقين في مناجم الفحم في شيلي والجميع تابع حرص حكومتهم على ان تفعل كل ما بوسعها لانقاذهم ولم يهدأ بال ولم ينم رئيسهم حتى اخرج اخر عامل بعد عمل متواصل .لو حدث هذا الامر في العراق ولو وقع نصف العراقيون في مأزق فهل سترف لرئيس الوزراء رافة وهل سيقشعر جسمه كي ينقذه العراقيين من ورطة تشبه هذه الورطة ابعد الله العراقيين عنها ، لا اظن رغم ان الجواب عند السيد المالكي ، الذين ذهبوا الى تلك المناجم وضعوا في حسابهم أنهم ربما لن تكتب لهم العودة وربما سيأتي يوماً تكون فيه نهايتهم في أعماق تلك المناجم، وذلك لطبيعة عملهم وخطورته، وبالطبع لم يكن بين هؤلاء العمال طفل أو امرأة أو شيخ كبير بل جميعهم أصحاب أجسام قوية وقدرة على تحمل المصاعب في العراق يذهب الناس ولا يعرفون هل يعودون ام لا ويذهب يوميا في الانفجارات الكثير من النساء والاطفال والاباء ليبقة اطفالهم ايتاما فهل رق للمالكي جفن وهل اراق جبينه قطرة عرق خجلا لا اعتقد طبعا لاننا شاهدنا الحكومة التي يتزعمها لا تهتم للموتى وعلاجهم ولا تهتم للابرياء الاطفال او الكبار بل تهتم ان لاتخرج الاحصائيات الصحيحة الى وسائل الاعلام في جيلي ارسلت الحكومة كامرات للتواصل بين العاملين وذويهم واحصوا العامليين باسمائهم وفي العراق تمنع كامرات الاعلام من تصوير الحقائق كما تمنع الصحافة من نقل الارقام الدقيقة بل تحصر الارقام بوزير الصحة ووزير الدفاع او الناطق باسم عمليات بغداد ولا تقدم الارقام الا بعد التداول مع رئيس الوزراء وعن امكانية التخفيض ثم التخفيض لتخرج الاحصائيات غير دقيقة وقد افتضح المالكي قبل ايام على موقع وكي ليكس عن كيفية اخفاء الارقام الحقيقية لكنه لم يهتم لا لوكي لكس ولا للعراقيين ليقدم معلومات حقيقية ناسيا ان الجثث في العراق لا تضيع احصائياتها لان العراقيين يدفنون في وادي السلام وهل يغفل الدفان الارقام الحقيقية للجثث ثم ماذا يقول عن الجرحى الذين مات الكثير منهم اليوم في اول يوم بعد الانفجار وكم سيموت منهم بعد الانفجار .كم هي قيمة العراقي عند رئيس الحكومة العراقية هذا جواب يعرفه العراقيون وعليهم ان يجيبوا عليه بكل مصداقية مع انفسهم لانه يخصهم وحدهم .
https://telegram.me/buratha
